كشف وزير الثقافة السوداني الطيب حسن بدوي إن وزارته أكملت الاستعدادات المطلوبة لانطلاق مهرجان الثقافة العربية الأفريقية الأول بالخرطوم بداية العام المقبل بالعاصمة السودانية الخرطوم. وأضاف في تصريحات صحفية " أن المهرجان يستهدف في المقام الأول تعزيز أواصر الصداقة بين الثقافتين، وأن الإجراءات الفنية والتقنية كافة اكتملت لانطلاق المهرجان، الذي سيكون سانحة طيبة للتعريف بما تملكه القارة السمراء من إمكانات ثقافية، أسهم في ترسيخها الدين الإسلامي الذي يعتبر الأكثر انتشاراً في أفريقيا. كما سيتناول المهرجان جوانب الحياة الاجتماعية في القارة السمراء، وما تملكه من مخزون ثقافي ضخم لم يسبق لوزارات الثقافة والإعلام في الدول الأفريقية أن ركزت الضوء عليه". وأضاف بدوي: "نريد أن نبرز المشترك الثقافي بين الجانبين، فهناك الكثير من الجوانب المشتركة بينهما، لاسيما في الدول ذات التماس العربي الأفريقي مثل السودان ومصر والجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا، إضافة إلى جيبوتي والصومال. كذلك أسهم الإسلام بصورة كبيرة في إيجاد تقارب ثقافي واجتماعي بين العرب والأفارقة، خصوصاً شعيرة الحج، فعندما يأتي الأفارقة إلى الأراضي المقدسة، فهم ينقلون ما رأوه وشاهدوه إلى إخوتهم ومواطنيهم في تلك الدول، وبالتالي يتأثر به هؤلاء. حتى اللغة العربية باتت مكوناً رئيساً في الكثير من اللغات واللهجات الأفريقية، فاللغة السواحلية مثلاً تحتوي على كلمات عربية بمقدار يفوق 40%"، ولغة الهوسا في نيجيريا وغرب أفريقا تحوي كلمات عربية بنسبة 50% من مفرداتها. وختم بدوي تصريحه بالقول "وجهت الدعوة إلى غالبية الدول العربية والأفريقية، ونتوقع حضوراً ضخماً في كل المجالات الأدبية والشعرية والفنية، كما أن هناك وفودا من أوروبا وأميركا ستحضر فعاليات المؤتمر الذي سيكون تظاهرة ثقافية ضخمة". يذكر بأن المملكة العربية السعودية سبق وأن نظمت أسبوعا ثقافيا في السنغال 2007، شمل عروضا فنية وموسيقية ومسرحية، ومحاضرات وندوات فكرية، فيما وقف السعوديون على جوانب من التاريخ والثقافة الأفريقية حينما حلت السنغال ضيف شرف على معرض الرياض الدولي للكتاب 2009.