يرى ميكو غاربو السكرتير العام بوزارة الثقافة والرياضة والشباب التشادية أن المشاريع الثقافية التي اطلقها الاتحاد الافريقي خلال اجتماعاته السابقة لا يمكن أن تتحقق إن لم يوفر لها دعم مالي كاف. ويؤكد غاربو أن الثقافة من المقومات الأساسية التي يمكن أن نعول عليها في تحقيق التقدم والازدهار في أي بلد لا سيما القارة السمراء. كما يعرج المتحدث في هذا الحوار الذي أجريناه معه على خصوصيات الثقافة التشادية التي تتميز بالتنوع والثراء في طبوعها وعن الوضع الثقافي السائد في افريقيا الأفريقية ومدى تلاؤمه مع قيم الحرية والديمقراطية. ما هي قراءتك للوضع الثقافي الإفريقي الحالي ؟ - الثقافة الإفريقية بصفة عامة واسعة جدا وأستطيع القول بكل بساطة ان الثقافة الافريقية ليست متجانسة، كل بلد لدية ثقافته الخاصة به، لكن هذا لا يعني عدم تواجد توافق بين ثقافات القارة الافريقية بل هناك نوع من الانسجام على مستوى العقل الإفريقي في المجال الثقافي. وأعتقد ان الثقافة في هذه القارة السمراء بدأت تشق طريقها نحو الازدهار بفعل الحركة الدؤوبة التي تشهدها الساحة الثقافية والفنية في مختلف الدول الإفريقية والدليل على ذلك انطلاقا من موضوع المائدة المستديرة حاولنا نحن المجتمعون من وزراء الثقافة الافارقة وممثلين لهم فوق أرض الجزائر دراسة وإطلاق عدة مشاريع ثقافية مشتركة لتعزيز وتقوية الشراكة بين بلدان القارة الافريقية سيما ما تعلق بإنشاء أول متحف افريقي وهو مشروع صعب نوعا ما لكن تحقيقه ليس بالمستحيل. هذا المتحف الذي سيبنى على أرض الجزائر سيضم مقتنيات وتحفا فنية لمختلف الدول الافريقية تعكس التراث والحضارة الافريقية. نحن نعلم ان الثقافة في افريقيا أصبحت مهددة بالثقافة الأجنبية او الغربية لهذا أعتقد انه علينا اليوم وأكثر من أي وقت مضى ان نحافظ على ثقافتنا وتراثنا الذي يشكل هوية الشعب الافريقي وذلك لن يتحقق إلا بتوحيد الجهود وتعزيز سبل التعاون والشراكة بين البلدان الافريقية. نحن كممثلين عن وزارة الثقافة التشادية جئنا بهدف تقوية الشراكة بين التشاد ومختلف الدول الافريقية المشاركة في مؤتمر الاتحاد الافريقي لوزراء الثقافة الثاني في مختلف المجالات السياسية الاقتصادية وبالأخص الثقافية سيما ما تعلق بالتراث وكيفية المحافظة عليه، من خلال اعتمادنا على النصوص التي طرحت خلال المائدة المستديرة حول الهيئات الثقافية في إفريقيا بالجزائر وذلك في إطار التحضير للمهرجان الإفريقي الثاني المزمع عقده في جويلية 9002 بالجزائر والخاص بإعطاء دفع للشراكة الافريقية في مجال الثقافة. لكن أعتقد ان ما يميز الوضع الثقافي في افريقيا هو ابتعاده عن المفهوم الحقيقي للحرية والديمقراطية. وماذا عن الثقافة التشادية؟ - الثقافة التشادية هي ايضا متنوعة لدينا العديد من المجالات المجهزة في الثقافة والفن .. وهذا ما يصنع ثراء الثقافة في بلدنا، هناك الثقافة المعبرة باللغة الفرنسية وتلك المعبرة باللغة العربية أو حتى باللغة الأم التشادية. لدينا ايضا العديد من الديانات: الإسلامية والمسيحية .. وهناك من لا يدين بأية ديانة بحكم العادات والتقاليد...كل هذا لأقول إن الثقافة التشادية متنوعة وكل منطقة من التشاد لها ثقافتها الخاصة بها. هل نفهم من كلامك أن تنوع الثقافة التشادية وثراءها خطوة نحو مواكبة التطور؟ - بالفعل التنوع والثراء في أي مجال يقود حتما نحو التطور ومواكبة العصر، ما يميز الثقافة في التشاد تلك الحركة الثقافية التي بدأت تشهدها سيما في السنوات الاخيرة سواء على الصعيد المحلي أو على الصعيد الدولي، هناك عدة تظاهرات ثقافية تحرص التشاد على تنظيمها سنويا ساهمت بشكل فعال في تطور الحركة الثقافية في هذا البلد على راسها الثقافة والثرات التشادي . برأيك كيف يمكن تقييم وضع الهيئات الثقافية في افريقيا ولماذا أغلب المشاريع الثقافية الإفريقية التي تم اطلاقها منذ اكثر من خمس سنوات لم تحقق بعد؟ - المشاريع الثقافية التي أطلقها الاتحاد الافريقي خلال اجتماعاته السابقة أعتقد ان تجسيدها يتوقف حسب طبيعة وخصوصية كل مشروع أما الهيئات الثقافية المتواجدة بمختلف الدول الافريقية فهي مؤسسات ناشطة لكن ينقصها الدعم المالي، فنحن بحاجة إلى المال لنطور ثقافتنا وموروثنا الثقافي الافريقي وحتى المشاريع الثقافية لا يمكنها ان تجسد إذا لم نوفر لها الدعم المالي الكافي وأظن أن الثقافة تحتل مكانة هامة لتحقيق التقدم والرقي لأي بلد ولهذا لا يجب إهمالها على حساب المشاريع الاقتصادية او السياسية.