أكد البروفسور طاهر ريان مختص في زرع الكلى وتصفية الدم أن 80 بالمائة من المرضى المصابين بالقصور الكلوي المزمن النهائي لا يمكنهم الاستفادة من عملية زرع مشير ان مرض القصور الكلوي المزمن يعد مشكل يهدد الصحة العمومية لاسيما بعدما كشف أخصائيون أن 80 ألف ساكن جزائري في المليون يعاني من هذا المرض و92 بالمائة من المصابين لا يزالون تحت رحمة جهاز الغسيل الكلوي "الدياليز " في انتظار حصولهم على متبرع حي أو ميت، وحسبهم فان الجهاز لا ينهك جسد المريض فقط بل يتسبب في فقدان إمكانية نجاح عمليات الزرع. لطيفة مروان كشف البروفسور الطاهر ريان أن الجزائر أحصت منذ سنة 2012 ، صفر حالة بالنسبة للأشخاص المتوفين دماغيا وبالتالي لم تسجل أي حالة تبرع أو زرع لأن عملية الزرع لا تكون إلا من طرف الأشخاص المتوفين دماغيا وليس المتوفين بصورة كاملة مشيرا في السياق ذاته الى أن السبب في انعدام هذه الفئة من الأموات في المستشفيات الجزائرية يعود بالدرجة الأولى الى الحوادث المميتة التي يتعرض لها الأشخاص خاصة حوادث المرور الذي تقضي على أرواح الأشخاص بصورة مطلقة بما في ذلك الدماغ . مستدلا بمستشفى البليدة الذي لم يسجل فيه قسم العناية المركزة أي حالة لأشخاص متوفين دماغيا الأمر الذي وقف عائقا أمام عمليات الزرع والتبرع حسب الدكتور الطاهر ريان فان نصف ان لم نقل اغلب المرضى المصابين بالقصور الكلوي المزمن لم يكتشفون إصابتهم إلا من خلال الفحوصات الطبية والتحاليل وهو ما أرجعه المتحدث الى غياب ثقافة إجراء التحاليل الطبية والفحوصات بصفة دورية ومنتظمة الى جانب الكشف المبكر على الأقل لاكتشاف المرض مبكرا وبالتالي سهولة المعالجة قبل حدوث مضاعفات قد تودي بحياة الشخص الى الهلاك . تأسف كل من البروفسور الطاهر ريان ومحمد بن عباجي على عدم اقتناع العائلات الجزائرية بفكرة التبرع بالأعضاء خاصة الكلى من موتاها وبالتالي فان المشكل يدور حول نفسه حيث أشارا الى أنها من المستحيل أن تقتنع بهذا رغم محاولاتنا العديدة إقناعها بأنه شيئ عادي جدا ولا ضرر في ذلك الأمر الذي دفع ببعض المصابين الى شراء كلية من الخارج بأثمان جد باهظة تصل الى 50 ألف أورو بفرنسا و15 الى 20 ألف دولار بتركيا والجزائر تعمل حاليا على إيجاد حل لهذا المشكل في القريب العاجل لأنه في حالة عدم إيجاد متبرعين لا توجد عمليات زرع وان لم يوجد زرع المشكل يتفاقم ليهدد حياة المصابين ويدفعهم الى الموت المحتم حيث اعتبر الأخصائيون أن الجزائر متأخرة جدا في مجال زراعة الكلى رغم أنها كانت سباقة في هذا المجال وهو ما أرجعوه الى غياب ثقافة التبرع بالكلى وانحصارها في وسط ضيق لا بتجاوز محيط العائلة الواحدة والأقربين جدا مثل الأب والأم. دعا الأخصائيون الجزائريون الى ضرورة تعميم عملية التبرع لتخرج عن نطاق العائلة حتى يتاح على الأقل ل 50 بالمائة من المصابين بالقصور الكلوي المزمن الحصول على كلية من متبرعين خارج إطار العائلة قد باشرت الجمعية الجزائرية لأمراض وزرع الكلى، بحملات تحسيسية حول التبرع بالأعضاء البشرية بعد الموت، على أساس أن هذا الأمر يسهل على العائلة اتخاذ القرارات نظرا لأن القانون يشترط أن يتم التبرع بناء على موافقة العائلة