طغت مظاهر التباهي والتفاخر على العائلات الجزائرية حتى باتت مطلبا وهدفا تسعى إليه في أفراحها ومناسباتها وحتى أحزانها ففي الأعراس والأعياد تعمل من أجل الحصول على أرقى وأجود أنواع الحلويات وقاعات الأفراح وغيرها من الأمور التي يتنافس الجزائريون للحصول عليها. مروى رمضاني نالت ظاهرة التباهي حيزا كبيرا من حياه العديد من الأسر والعائلات في المجتمع المعاصر الذي طغت عليه المادة واستحوذت على فكر أفراده وهو الأمر الذي انعكس على الكثير من تفاصيل حياتهم. عائلات لا ترضى بغير الأثرياء أزواج لبناتها مست الظاهرة خاصة الفتيات اللواتي يسعى أوليائهم إلى تزويجهم من عرسان في مكانة اجتماعية مرموقة وذوي رصيد مالي معتبر حتى يتسنى لهم الافتخار بالصهر الجديد الذي سيستفيدون حتما من مكانته وأمواله يحدث هذا طبعا في الوقت الذي لا يأخذ رأي الفتيات في ذلك فأولوية الحصول على "نسب راقي" يمكنهم من إبرازه للمجتمع كنموذج ناجح لا يمكن مضاهاته هو الأولى من استشارة الفتاة التي قد يأتي رأيها مغايرا لما اختاره لها والداها. ويبرر الآباء في هذه الحالة أن معايير اختيارهم تكفل لابنتهم الحياة الرغيدة التي تتمنى أي فتاة عيشها. فقد أصبحت السيارة والشقة والمرتب العالي من أبرز مطالب العائلات حتى ترضى بتزويج بناتها وهو ما ساهم في تأخير سن الزواج لدى هؤلاء الفتيات أو حتى الشباب لأن الانعكاس سيعود على الجنسين بالسلب طبعا. التفاخر يمتد ليشمل جل جوانب الحياة من مظاهر التفاخر التي تأسر الجزائريين وتشق طريقها لتصبح من عاداتهم التفاخر في بناء البيوت وتزيينها وامتلاك السيارات بماركاتها المختلفة وحتى الألبسة وطريقتها باتت من أهم الأشياء التي تقع فيها شريحة واسعة من أفراد مجتمعنا. يلاحظ أن ذلك التباهي والتفاخر امتد حتى ليشمل المناسك الخاصة بالأعياد الدينية مثلا كعيد الأضحى حيث تعرف هذه الفترة من السنة تنافسا كبيرا في الحصول على أكبر أضحية وغيرها وهو تماما ما يحدث في جلسات النساء التي يتبادلن فيها الأسئلة عن التحضيرات الحثيثة للأعياد فيتم بينهن التفاخر بتحضير أجود أنواع الحلويات وشراء المستلزمات وغيرها من المظاهر التي غزاها التفاخر والتباهي بين الأطفال والنساء وحتى أرباب الأسر وهو الأمر الطارئ على مجتمعنا فمازال الجزائريون يعرفون بالبساطة في كل شيء.