اقتراب حلول الشهر الكريم جعل العائلات بين فكي كماشة لإقامة أعراسها وتزويج أبنائها، إذ افتتح موسم الأعراس مبكرا في هذه السنة وتعالت الزغاريد بالبيوت الجزائرية لزف بناتها وتزويج أبنائها، بحيث طغت أجواء الأفراح الجزائرية على أغلب العائلات وكثرت الحجوز على مستوى قاعات الحفلات من دون أن ننسى سيارات زف العروس التي باتت العائلات الجزائرية تهتم بها كثيرا وترى أن فيها إعلاء لشأن العروس، ومن العائلات من كان قصدها التعالي والافتخار بجلب العروس في أرقى وأفخم السيارات. نسيمة خباجة (الليموزين، الرونج روفر، الهامر) هي في العادة السيارات التي بتنا نشاهدها عبر مواكب الأعراس الجزائرية، نجدها مزينة بالزهور وتلمع من بعيد بحيث باتت أغلب العائلات تختار آخر طراز من السيارات لزف العروس وترى فيها النقطة المهمة في مراسم العرس التي باتت تعطى فيه الأهمية القصوى للشكليات بغرض التباهي والتعالي والمفاخرة بين العائلات وشكلت سيارات زف العروس تنافسا حادا بين العائلات التي مالت إلى الماركات العالمية كالمرسيدس والليموزين وغيرها، ويرى الكثيرون أنها جانب مهم يعلى به شأن العروس وتزداد قيمتها في نظر العريس كونها تعبيرا عن معزة العروس. وأضحت من باب التقليد الذي أدى إلى تنافس بين العائلات عبر الأحياء وراحت حتى العائلات إلى اشتراط تلك النقطة من بين الشروط بزف العروس في أرقى سيارة كمثيلاتها من العرائس ولم يكن في وسع العريس إلا الرضوخ لاجتناب الصراعات التي قد تحدث وتكون نقطة للانفصال. الشاب حكيم وقع في تلك المعضلة بعد أن تعرف على فتاة وقام بخطبتها وتهاطلت عليه الشروط من طرف عائلة العروس ختمت باشتراط سيارة الليموزين لزف عروسته، وما كان عليه إلا القبول والاستنجاد بأحد معارفه لتوصيله إلى صاحبة تلك السيارة الفخمة وبالفعل زفت عروسه في سيارة الليموزين وكانت أجواء رائعة. اقتربنا من بعض الفتيات فأكدن أنهن يحلمن بالزف في أرقى السيارات في فرحة عمرهن وأنهن عادة ما يعجبن بمنظر تلك السيارات الفاخرة وهي تزين مواكب الأعراس عبر الشوارع والطرقات، منهن الآنسة فهيمة التي قالت إنها مخطوبة وستزف بعد رمضان واختارت سيارة الليموزين لزفها من بيت أهلها كونها كثيرا ما حلمت بذلك وتعجب كثيرا بمنظر تلك السيارة الفاخرة وهي تجوب الشوارع في مواكب الأعراس بعد أن اخترتها العديد من الأسر في فرحة العمر. نفس ما لمحت به آنسة أخرى قالت إنها تهتم كثيرا لسيارة الزف كونها تبين قيمة العروس لدى عريسها وأهله وهي النقطة البارزة في الأعراس الجزائرية التي تركز على اختيار أرقى سيارة للعروس وهي كما أخبرها خطيبها سوف يجلب لها الرونج روفر من آخر طراز لزفها إلى بيته وبينت فرحتها كثيرا من تلك الخطوة التي تزيد من قيمتها وشأنها طبعا بين معارفها وأحبابها. ولا ننفي أن بعض العائلات قد اتخذتها قصد التعالي والتفاخر ليس إلا بعد أن طغى الاهتمام بالشكليات على الأعراس الجزائرية كمظهر سلبي نوعا ما زاد من تكاليف الأعراس على مستوى الأسر وزاد من فجوة التردد على مشروع الزواج من طرف الشباب.