غياب الأرقام الحقيقية يزيد من مخاوف ارتفاع عدد حالات الإصابة تسجل المصالح الطبية للأمراض المعدية والأوبئة بمستشفيات الوطن يوميا مابين ثلاثة إلى أربعة حالات جديدة حاملة لفيروس الإيدز وهذا حسبما أكدته الدكتورة فاطمة الزهراء زميت مختصة في الأمراض المعدية و الأوبئة بمستشفي القطار. وفي ندوة صحفية عقدتها أمس بفوروم "جريدة المجاهد" بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السيدا،أضافت الدكتورة أن الأرقام والتقارير الرسمية لمعهد "باستور" أشارت في آخر حصيلة له عن إحصاء 25 حالة مؤكدة و141 حالة حاملة للفيروس خلال شهر جويلية الماضي، وأكدت الدكتورة أن عدد حالات حاملي فيروس السيدا بالجزائر قدر ب1541 شخص مصاب بهذا الفيروس، و7389 حالة أخري مصابة بفيروس نقص المناعة VIH ،وهذا مند ظهور أولى الحالات بالجزائر في سنة 1985الى 30 سبتمبر 2014. وفي سياق متصل أرجعت الدكتورة أسباب هذه الوضعية والارتفاع في عدد الإصابات بمرض الإيدز إلى الهجرة الغير الشرعية للأفارقة من مختلف الجنسيات عبر منافذ الولايات الجنوبية حاملين لفيروس السيدا، وأيضا عن طريق العلاقات الجنسية غير المحمية وعدم الخضوع الزوجين للتحاليل الطبية قبل الزواج ما أدى إلى انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل أثناء الحمل و الولادة وعبر الرضاعة الطبيعية وأيضا عبر الأدوات الحادة الغير المعقمة، وأضافت زميت أن هذه الأرقام ليست مقلقة مقارنة بالدول الأخرى خاصة في إفريقيا التي سجلت فيها 25 مليون حالة، إلا أن ذلك يتطلب تضافر الجهود للحد من انتشار هذا الفيروس. ومن جهة أخرى، أكد بوفنيسة حسان رئيس الجمعية الوطنية للوقاية ومحاربة السيدا أن هذه الأرقام تبقي مبدئية والأرقام الحقيقية غير معروفة وهذا راجع إلى غياب الكشوفات المبكرة للفيروس، مؤكدا في ذات السياق أن 30 ألف حالة سجلت عبر كافة أرجاء الوطن غير مؤكدة، مضيفا أن شريحة الشباب في مقدمة الحالات المصابة بهذا الداء وان العدد سيتضاعف خلال السنوات المقبلة. ومن جهة أخري كشف رئيس الجمعية عن استقبال ثماني حالات جديدة شهريا لأطفال المصابين بالسيدا، مضيفا أن المصالح الطبية للأمراض المعدية والأوبئة بالقطار تتكفل بعلاج 200 طفل، وهذا ما أدي إلى الارتفاع المخيف لهذا الداء في الجزائر خاصة وسط الأطفال. وكشف بوفنيسة عن خارطة طريق جديدة لسنة 2015 من أجل تنفيذ استراتيجة وطنية للحد من انتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة وهذا من خلال حث الشباب و خاصة النساء اللواتي هن أكثر عرضة للفيروس لإجراء التحاليل الطبية المبكرة للكشف عن فيروس السيدا، وأيضا فحص جميع النساء الحوامل وهذا من اجل الوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة،لان الكشف المبكر لحامل الفيروس و إعطاءه الدواء مبكرا سيتم التحكم في هذا المرض بكل سهولة. وعن الأعمال التي تقوم بها الجمعية لفائدة المصابين بالفيروس قال بوفنيسة أن جمعيته تهتم بتوجيه المصابين للمراكز المختصة التابعة لوزارة الصحة للتكفل بهم وتقديم الدعم و المرافقة النفسية والبسيكو اجتماعية، ومن جهة أخرى قامت الجمعية بتمويل 60 مشروعا لحاملي الفيروس وتزويج 30 شخصا مصاب بالفيروس .