رصد غلاف مالي بقيمة 10 ملايين دج لتجسيد أشغال إستعجالية "واسعة" لترميم "المسجد العتيق" ببني جلاب وسط مدينة تقرت (160 كلم شمال ورقلة) بغرض حمايته من الاندثار . وتشمل أشغال ترميم هذا المعلم التاريخي والديني الذي يعود تاريخ تشييده إلى القرن ال18 ميلادي تدعيم هذا المبنى العتيق وإدخال ترميمات على المنارة والجدران والسطح والأقواس مع الحفاظ على طابعه الأصلي كما أوضحت المكلفة بالتراث بمديرية القطاع شافية سياغ. و تندرج هذه العملية "الهامة" – تضيف ذات المسؤولة- في إطار الجهود الرامية إلى الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة من خلال بعث عمليات "واسعة" تمس عددا من المواقع والمعالم الأثرية ذات القيمة التاريخية التي تزخر بها هذه المنطقة من الجنوب الشرقي للوطن على غرار المتحف الصحراوي (ورقلة) وقصور تماسين وورقلة. وكلف في هذا الإطار مكتب دراسات متخصص في هذا النوع من الترميمات للإشراف ومتابعة هذا المشروع المسجل ضمن البرنامج الخماسي للتنمية (2010-2014). وقد استوفيت المرحلة الأولى من العملية والمتعلقة بتشخيص الأشغال الإستعجالية التي يتطلبها هذا الصرح التاريخي في انتظار الانطلاق الفعلي لأشغال الترميم والتي حددت بشأنها مدة 13 شهرا كآجال للاستلام. ويعد مسجد بني جلاب من المعالم التاريخية القليلة التي لا تزال شاهدة على مراحل وحقب هامة من تاريخ الجزائر والتي تتمثل في فترة حكم بني جلاب للمنطقة حيث يعتبر من أقدم الجوامع وأعرقها بوادي ريغ عامة ومنطقة تقرت بصفة خاصة. وشيد هذا المسجد العتيق في فترة حكم الشيخ إبراهيم بن جلاب سنة 1153 هجري الموافق ل 1733 ميلادي حسبما ما تضمنته الصفحة التذكارية للمسجد. وكان هذا المعلم الديني العريق مركزا للإشعاع الحضاري والفكري ومحط رحال الكثير من العلماء المرموقين آنذاك على غرار العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخين محمد البشير الإبراهيمي وعبد الرحمن الجيلالي وكذا الشيخ أحمد حماني. يذكر أن عديد المواقع الأثرية والتاريخية العريقة المنتشرة بإقليم ولاية ورقلة خضعت لعمليات ترميم "واسعة" مدرجة في إطار البرنامج الخماسي المنقضي منها ما استلم وأخرى قيد الاستلام ومن بينها المتحف الصحراوي بمدينة ورقلة الذي مسته أشغال ترميم وتوسيع وإصلاح المبنى والتي خصص لها غلاف مالي قدره 20 مليون دج.