واصلت قيادة الأفافاس جولات الحوار والمشاورات مع الأحزاب رغم "الإنتكاسة" التي عرفتها مبادرة الإجماع الوطني ، حيث ستلتقي اليوم مع تجمع امل الجزائر، ثم التحالف الوطني الجمهوري ،فيما لا يزال حزب التجمع الوطني الديمقراطي يدرس المبادرة التي سجل بشأنها عدة تحفظات، ولم يحسم موقفه بعد. وقالت المصادر ان محمد نبو الأمين العام لجبهة القوى الاشتراكية ، واصل مساعيه مع مختلف الأحزاب السياسية والتنظيمات المدنية بهدف إقناعها بأهمية مبادرة الإجماع الوطني، رغم ما تتداوله بعض الدوائر السياسية والإعلامية حول فشل المبادرة بسبب الموقف المثبط الذي أبدته أحزاب السلطة حيث من المقرر ان يتقي اليوم بلقاسم ساحلي رئيس حزب التحالف الوطني الجمهوري لشرح مبادرته على غرار ما فعله مع باقي الأحزاب ولم تكشف جبهة القوى الاشتراكية إلى حد الآن، عن الخطوط العريضة أو المحاور التي تضمنتها مبادرة الإجماع الوطني، وتكتفي بالاستماع إلى أطروحات وأفكار الأطراف التي تلتقي معها، إلا أن الثابت أن المبادرة تشدد على تحقيق الإجماع الوطني بالتوافق بين المعارضة والسلطة معا. لكن المساعي قد تصطدم برفض حزب السلطة الارندي، وذكرت مصادر قيادية بحزب التجمع الوطني الديمقراطي هذا الأخير يتجه نحو عدم المشاركة في ندوة الإجماع الوطني نظرا لجملة من التحفظات التي سجلتها الأمانة العامة على مبادرة الأفافاس بعد لقاءات جمعت قيادي الحزب ،غير أنها أرجأت الحسم في موقفها بشأنها إلى وقت لاحق وقد تطالب الحزب بتوضيحات اكبر حول المبادرة حيث يرفض الأرندي الإنخراط في مسعى الافافاس دون تقديم صورة واضحة من قبل الافافاس بشأن ما سيعرض في ندوة الإجماع الوطني. ووضع الخطوط العريضة وتوضيح معالم هذه المبادرة ولفت المتحدث إلى وجود اختلافات بين رؤية الأفافاس والأرندي بشأن الأزمة السياسية في البلاد التي انطلقت منها الأفافاس في حين لا تعترف بها القوة الثانية في الساحة السياسية لعدم وجود معطيات الأزمة السياسية بالمفهوم الشامل رغم اعتراف المصدر بعجز بعض مؤسسات الدولة على اداء دورها بالشكل المطلوب. وافاد محدثنا أن الحزب يرفض فكرة المجلس التأسيسي الذي تطرحه جبهة القوى الإشتراكية، وتابع المصدر أن الحزب لن يشارك في مبادرة تتعارض مع التزام الأرندي مع الرئيس لافتا إلى أنه يا يعارض فكرة المبادرة ،لكن المطلوب هو مبادرة تدعم مسعى الرئيس في الوصول إلى دستور توافقي والملاحظ هو ان الجولات التي قوم بها محمد نبو لم تخرج عن سياق المشاورات التي قادها رئيس دويان احمد اويحيى ،حيث أن الأفافاس فشل في إقناع المعارضة بالمشاركة في الإجماع الوطني ،وهي ما تزال متمسكة بموقفها على غرار موقفها من مشاورات الرئيس حول تعديل الدستور إعطاء مؤشرات طمأنة لأصحاب المبادرة لو كان في نيته الذهاب بعيدا في المبادرة.