يلتئم اليوم، الثلاثاء، الفرقاء السياسيين في ليبيا في لقاء تحاور بالجزائر يحضره أكثر من 200 شخصية سياسية ومدنية، في إطار مفاوضات إنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد على وقع الاقتتال منذ ما بعد الإطاحة بنظام امعمر القذافي. وذلك بعد أيام قليلة من تسجيل الجزائر نجاحا في جمع الفرقاء في مالي ومصادقتهم على اتفاق مصالحة. وكان ما يفوق 20 شخصية سياسية ونواب في البرلمانيين الليبيين ، طبرق وطرابلس ، وزعماء احزاب سياسية حلوا بالجزائر أول أمس، للمشاركة في اجتماع اليوم، بينما سبق لما يقارب 200 سياسي ومدني ليبي إلتحقوا بالجزائر قبل أيام قليلة من أجل الحوار ووضع حد للأزمة التي تعصف بالجارة الشرقية للجزائر. وتشير قراءات سياسية إلى أن المفاوضات ستعرف جولات ماراطونية قبل التوصل على حل للأزمة،كما أن هناك تداخلات في إطار الحوار الليبي، بعد أن غادرت أطراف سياسية ليبيا باتجاه الرباط للمشاركة في حوار ترعاه الأممالمتحدة، بينما يطرح التساؤل إزاء من يحتضن الحوار الشامل، وشرعت الجزائر ومصر في التنسيق ففيما بينهما،فقد أكدت كل من القاهرةوالجزائر على التنسيق الكامل بينهما فيما يخص الأوضاع في ليبيا، وجاء ذلك في تصريحات للصحفيين، في القاهرة، عقب اجتماع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع وزير الدولة للشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل وأوضح المسؤول المصري "مازلنا نراقب الأوضاع في ليبيا عن كثب، وما سوف تسفر عنه المفاوضات الجارية في المغرب للوصول إلى توافق سياسي، وسنظل داعمين لهذا التوجه، ودعم استقرار وحدة الأراضي الليبية". ومعلوم أن وجهات النظر تختلف بين الجزائر ومصر إزاء الشق الأمني في ليبيا، بعد أن قررت مصر قيادة قاطرة التدخل العسكري في البلاد بعد إعدام تنظيم داعش 21 قبطيا ، الشهر الماضي، ثم بدءها حشد تأييد دولي وعربي من اجل التدخل العسكري في ليبيا، ومازالت مصر تقترح إنشاء قوة عسكرية عربية لمواجهة الخطر الإرهابي في ليبيا مثلما تعتبره القاهرة وهي المبادرة التي رفضتها الجزائر العاملة بمبدأ عدم خروج أي جندي جزائري خارج الحدود الوطنية، غير أن وزير الخارجية المصري حاول تدارك الأمر في لقائه بمساهل أول أمس بالقاهرة، حيث اكد "لدينا مواقف متطابقة إزاء القضايا المرتبطة بالحفاظ على الاستقرار ووحدة الأراضي الليبية والعمل المشترك، حتى يتم دعم الحل السياسي والعمل على اجتثاث الإرهاب ومقاومته بكل قوة ودعم الشرعية الليبية، والعمل على استقرار ووحدة الأراضي وتحقيق إرادة الشعب الليبي".كما قال إن "الوضع في ليبيا لابد أن يتم من خلال العمل السياسي والتوافق بين الفرقاء السياسيين، وبالتوازي مع ذلك العمل على محاربة ومواجهة الإرهاب بشكل حاسم". ولكن مساهل لمح في القاهرة إلى وجود تطابق بين البلدين في الآراء حول الأوضاع في ليبيا، وقال إننا "بحاجة إلى استقرار هذا البلد الشقيق والجار، ومع حل سياسي للأزمة التي تعيشها ليبيا ومكافحة الإرهاب"كما اعتبر أن "هناك تنسيقا جزائريا كاملا مع الجانب المصري فيما يخص الوضع في ليبيا، وكذلك دول الجوار والأممالمتحدة، ومن يرغب في استقرار ووحدة ليبيا وسلامة شعبها، وأضاف: "نحن مع مصر على المستوى القاري، وهناك تنسيق مستمر لأن لدينا مصالح مشتركة، وكذلك على المستوى الأممي، لتبادل الآراء على المستوى الإقليمي والدولي والمتوسطي". وسيكون الاجتماع بين فرقاء ليبيا اليوم بالجزائر، مغلقا وسيخصص لمناقشة ملفين وهما مرتبطين، يتعلق الاول بشكل وطبيعة الحكومة التي من الممكن التوصل اليها ، وتركيز وقف إطلاق النار للسماح بتحقيق تقم على المسار السياسي، بينما يعتبر بعض فرقاء الأزمة في ليبيا، أنه رغم تطور الحوار بين الطرفين إلا أن تعقيدات محتملة تعتري مسار الحوار وهي بحاجة إلى وقت من اجل التمكن من تجاوزها، و الوصول إلى توافق وطني ينهي حدة الأزمة.