رغم حرص العديد من الاولياء على تلقين أبنائهم اللغة العربية، كونها لغة القرآن والشريعة، إلا أنه وبحكم التطور الحاصل وضرورة تعلم اللغات وإتقانها لتطوير للذات واكتساب المعارف، بدأ التركيز على تعلم لغات أخرى خاصة الفرنسية والإنجليزية، التي تلقن بشكل كبير مع انتشار المدارس الأجنبية ، وذلك لمواكبة الإنفتاح والتطور. لطيفة مروان أكد السيد جمال أب لطفلين قال إن اللغة الإنجليزية والفرنسية لغة العصر، ومن المهارات والمعارف الأساسية التي لا بد أن يمتلكها الشخص في حياته العلمية والمهنية والوظيفية، كما أن تعلمها بحد ذاته لا يكفي بل يجب أن يتقنها الشخص تحدثا وكتابة لأننا أصبحنا نرى أن معظم العلوم والمعارف وحتى التكنولوجيا والوظائف تتبنى اللغات الأجنبية كلغة أساسية ثابتة عالميا. لكن وبالرغم من ذلك تبقى اللغة العربية لغتنا الأم التي نعتز بها ولا يمكن أن نتخلى عنها السيدة سامية ام لأربعة أطفال، اعترفت صراحة أنها تهتم بتعليم أبنائها منذ الصغر اللغة الإنجليزية والفرنسية على حد سواء، وقالت: أشعر أن إتقان أطفالي للإنكليزية والفرنسية إنجاز حققته بهم، لأن قناعتي بأن اللغة الإنجليزية باتت لغة العصر وبدونها يصبح تصنيف المرء من الجاهلين أو الأميين وغير المثقفين، وأنا أرى تضف محدثتنا أن مستقبل أطفالي هو في اتقىنهم اللغة الإنجليزية، ومن واقع تجربتي الشخصية كانت اللغة الإنجليزية في بدايتي المهنية عائق لدي في كثير من الوظائف التي كانت متاحة أمامي، ولا أريد أن يواجه أطفالي نفس الصعوبات، والحل يكمن في تعليمهم اللغات الاجنبية ، حتى لو كان ذلك على حساب اللغة العربية، وها أنا أتقن اللغة العربية ولكنني لم أستفد منها شيئا شخصيا على المستوى الوظيفي أو المهني إبراهيم أب لطفلة واحدة أكد لا بد أن نعترف أن عدم تعلم اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة عائق كبير أمام الشخص في مختلف مناحي الحياة وأي شخص لا يتحدث الفرنسية والإنجليزية يعاني في كل مكان، ويتعرض لكثير من المواقف المحرجة، لذلك لا تلوموننا في تنشئة أبنائنا على اللغة الإنجليزية منذ الصغر، وهذا ماأنوي فعله مع ابنتي، وبرأيي الشخصي إن تعلم اللغات الاجنبية ليست ظاهرة بقدر ما هي ضرورة ملحة ومهمة عبدالله استاذ بإحدى المدارس كان له رأي صريح حول ظاهرة اللغة الإنجليزية والفرنسية عبر عنه قائلاً: في السابق كان تعلم اللغات الأجنبية ضرورة من أجل التعليم والحصول على الشهادات من الدول الأجنبية وخاصة في دراسة الماجستير والدكتوراه، وبعد ذلك أصبحت اللغة الإنجليزية مهمة للحصول على الوظائف، وشيئا فشيئا أصبحت اللغات الأجنبية ضرورة من ضرورات الحياة ، ومن هنا بدأت المشكلة حيث عمد الكثير من الأولياء إلى إلحاق أبنائهم في المدارس الأجنبية والتركيز على اللغة الإنجليزية دون اللغة العربية، وأتساءل هنا كيف سيتواصل أبنائنا مع من حولهم بلغه أجنبية؟ وكيف سيقرؤون القرآن والكتب الدينية الإسلامية؟
وتابع في الدول الأجنبية يتعلمون اللغات الأخرى حتى يطلعون على معارفهم وعلومهم ويأخذون المفيد منها، ولا يتركون لغتهم الأصلية أبدا التي هي عنوان ثقافتهم وعرقهم وإنتمائهم، على عكس ما يحدث في دولنا العربية فنحن نلغي أنفسنا عندما نترك لغتنا العربية لنتحدث لغة أجنبية مع أطفالنا حتى داخل المنزل ووسط أسرتنا!!