يقبل الكثير من شباب العاصمة على تعلم اللغات الأجنبية كالايطالية والاسبانية والانجليزية وحتى الاوكرانية حيث يعتبرها الكثير منهم تأشيرة للظفر بوظيفة محترمة وراتبا مغر، فالانفتاح الذي تشهده السوق الوطنية أمام الاقتصاد فتح الباب على مصراعيه للإقبال على تعلم اللغات الأجنبية. لطيفة مروان ارجع اغلب من تحدثنا معهم من المنكبين على تعلم اللغات الأجنبية الأسباب التي دفعتهم للإقدام على تعلمها لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، فالإلمام بقواعد لغات سيفتح لهم آفاقا واسعة في العمل في الشركات الأجنبية التي باتت تشكل حيزا مهما في الاقتصاد الجزائري. يتسلح الجزائريون بتعلم اللغات الأجنبية استعدادا لاستقبال موجة كبيرة من الاستثمار الأجنبي في البلاد، وهو ما يؤكده الإقبال المتزايد للمستثمرين الأجانب على أسواق الجزائر. تعلم اللغات الأجنبية تصدرت قائمة الدورات التي تقترحها المدارس الخاصة، إلى جانب اللغة الفرنسية، الإسبانية والإنجليزية فاللغة الصينية والأوكرانية نالت اهتمام المتمدرسين. فرغم صعوبة اللغة نطقا وكتابة، يبذل الطلاب جهودا للإلمام على الأقل، بأساسياتها. وأكد محدثنا أن التجار الذين يقصدون الصين للاستيراد يشكلون نسبة مهمة من طلبة المدرسة، على اعتبار أن الإلمام باللغة يضمن لهم التواصل مع نظرائهم الصينيين، فإتقان هذه اللغة ضرورة اقتصادية بالدرجة الأولى. من جهة ثانية، أبرز مسير مدرسة الريان ببوروبة بالعاصمة أنه يستقبل أيضا إطارات ذوي تخصصات علمية، يشتغلون في مؤسسات أجنبية بالجزائر، أو المقبلين على الاستقرار في الدول الأجنبية لظروف العمل أيضا، "دون نسيان المهووسين بتعلم اللغات على اختلافها، والمهتمين بالثقافة الغربية". اقترح مدير المدرسة على "الحياة العربية" مشاركة الطلبة وحضور درس معهم، دخلنا قاعة التدريس التي كانت تضم مجموعة لا تتجاوز عشرة أشخاص تتوسطهم أستاذة المادة التي تفاجأنا بكونها جزائرية تلم بلغة بادرتنا بتحية صينية سرعان ما رد عليها الطلبة بتحية مماثلة، أما نحن، فلم نفقه فيما كانوا يقولون شيئا، غير أن رنين العبارات المبهمة التي كانت تخرج من فم الأستاذة بشكل مدروس جعلنا نتابع الدرس باهتمام، وما لحضناه هو اندماج الطلبة مع أستاذتهم ومحاولتهم الإجابة بشكل سليم، غير أن الكثير منهم يفشل في محاولاته الأولى ويتلعثم في الحديث، فيحاول جاهدا تكرار العبارة حتى ينطقها بشكلها السليم. اقتربت الحياة العربية من بعض الطلبة لتقصي الأسباب التي دفعتهم لتعلم هذه اللغة الصعبة، فتعلم بعض مفرداتها المتعلقة بالأعمال أمر لا بد منه حسب "سليم" الذي يعمل كتاجر، الذي اختار الصين كوجهة أولى لاستيراد سلعته. ورغم أنه ملمّ بأساسيات اللغة الإنجليزية، إلا أنه يواجه مشكلا في التواصل هناك حيث يقول: "أغلب التجار الصينيين لا يتقنون لغة أخرى غير لغتهم، والتجارة تتطلب وضوحا من أجل سرعة اتخاذ القرار، وهذا يصعب نقله عبر المترجم، إضافة إلى الخوف من الخداع، كل هذه الأسباب دفعتني للعمل على تعلم لغتهم وترى "كامليا" أن اللغة الصينية صعبة للغاية، ويحتاج متعلمها إلى ذاكرة قوية لحفظ حروفها وعلاماتها غير المحدودة واستيعاب مخارج حروفها وكيفية نطقها، مؤكدة أن اللغة العربية تبدو أسهل بمئات المرات من الصينية التي يمكن أن يؤدي نطق حرف واحد منها بشكل خاطئ إلى شيء لا علاقة له بالمعنى المقصود .