أكد مختصون في علم اللغات واللسانيات وجود تقصير في استعمال اللغة العربية ببلادنا، فرغم كونها لغتنا الرسمية إلا أنها لا تزال مهمشة في الوقت الذي يولي فيه الكثير الاهتمام والأولوية للغة الأجنبية الفرنسية، مشيرين إلى ضرورة ترقية هذه اللغة وإزالة عقدة استعمالها عند البعض وإدخالها كلغة ضرورية في تعليم العلوم. وأشار السيد عبد الرحمان حاج صالح رئيس المجمع الجزائري للغة العربية خلال المؤتمر الوطني الأول لتعليم اللغات في الجزائر ووسائل ترقيته بالعاصمة أمس إلى أن طريقة تعليم اللغة العربية لا تزال ناقصة وبعيدة عن المستوى المطلوب، كما أنها ليست مستعملة بكثرة إذ لا يزال المحيط يسيئ إليها على حد قوله في إشارة منه إلى تشويه النطق ببعض الكلمات وتفضيل الشارع الحديث باللغة الفرنسية بدل لغته التي يجد صعوبة في التحدث بها أو عقدة في استعمالها، بحيث لا تزال الفرنسية تسيطر على الاتصال والتواصل بالإدارة والمؤسسات. وهو السياق الذي تساءل فيه المتحدث بالقول: لماذا لا ندخل العربية في تعليم العلوم كالطب والتكنولوجيا إلى جانب اللغة الفرنسية التي تحتكر هذه الميادين لأن الوقت حان لترقية هذه اللغة إذ لا يجب أن نترك اللغات الأجنبية تنتشر على حساب العربية التي تعاني التهميش. كما توقف رئيس المجمع الجزائري للغة العربية عند أهمية إتقان اللغة العربية علما أن العديد من أبناء المجتمع يتحدثون بالعامية أو ما يعرف بالدارجة ولا يتقنون العربية الفصحى، مؤكدا على ضرورة التمكن من العربية خاصة مع انطلاق المشروع القومي للذخيرة العربية أي الأنترنيت العربية التي ستدخل كل البيوت والتي لا وجود لمكان للعامية فيها، لذا لا بد من تعلم العربية لأن الأنترنيت العربي سيركز على العربية الفصيحة -يضيف المتحدث- غير أن هذا لا يعني حسبه إهمال اللغات الأجنبية الأخرى التي تبقى الوسيلة الضرورية للتواصل بين الشعوب والتفتح على الدول، داعيا إلى التعجيل بإعادة النظر في طريقة تعليمها وتبادل الآراء والنقاشات بين المختصين بخصوص هذا الموضوع لأن تخصيص ثلاث ساعات في الأسبوع على سبيل المثال لتعليم لغة معينة مدة غير كافية. من جهة ثانية ألح السيد حاج صالح على تخصيص هذا المؤتمر الذي يدوم أربعة أيام لحصر وتحديد المشاكل التي يعاني منها تعليم اللغات في الجزائر للنهوض بذلك، كون اللغات ضرورية لنقل المعلومات، مشيرا إلى أن المشكل الأساسي حاليا يكمن في تكوين المختصين والأساتذة الذين توكل لهم مهمة تعليم وتدريس اللغات لتجديد معارفهم وتكييفها مع التحولات الجديدة التي يجب أخذها بعين الاعتبار في تلقين هذه اللغات. وخصص هذا المؤتمر لمناقشة عدة مواضيع منها واقع تعلم العربية بالمدرسة، الأهمية القصوى للطرق التعليمية، مناهج تعليمها، علاقة لغة الطفل بلغة المدرسة، محاولة دراسة تصور الطلبة الجامعيين لعوامل ضعفهم في اللغات الأجنبية واقتراحاتهم لعلاج هذا الضعف.