التمس أمس النائب العام على مستوى محكمة جنايات العاصمة تسليط عقوبة المؤبد ضد جماعة إجرامية متكونة من خمسة أفراد أحد هم في حالة فرار مختصة في تهريب المخدرات. حيث كانت تجلب السموم من المغرب عبر الحدود الجزائرية نحو الدول المجاورة منها ليبيا، تونس ودول الساحل الإفريقي، والتي تم وضع حد لها عقب توقيف أحد عناصرها وهو بصدد نقل 40 قنطار من الكيف المعالج التي تفوق قيمتها المالية 16 مليار سنتيم على متن شاحنة بالجنوب الجزائري ، وقد استعان المهربون بمشعوذين لتأمين الطريق لهم أثناء نقل المخدرات لعدم توقيفهم من قبل مصالح الأمن من خلال تعويذات توضع بالشاحنة مقابل مبلغ 2 مليون سنتيم. وقد كشفت جلسة محاكمة الجناة على أنهم مهربين محترفين سبق لهم وأن أوقفوا بدول الجوار ليبيا وتونس في قضايا تهريب المخدرات والعملة والمجوهرات وحكم عليهم بأحكام تراوحت بين 10 و15 سنة سجنا نافذا لكن أطلق سراحهم عقب أحداث الفوضى التي شهدها البلدين ليعودوا إلى الجزائر ويزاولوا نشاطهم من جديد في تهريب المخدرات التي كانت تنقل من مراكش بالمغرب إلى المناطق الغربية منها وهران ومن ثم إلى الغرب الجزائري. وفي آخر عملية التي كانوا سيهربون فيها كمية تزيد عن 40 قنطار من المخدرات شهر أكتوبر 2013 نحو ليبيا عبر المنفذ الحدودي المسمى " طالب العربي" تم إحباطها من قبل أفراد الأمن الداخلي العسكري للناحية العسكرية السادسة بالتنسيق مع المديرية الجهوية للجمارك بالأغواط بناءا على معلومات مؤكدة بخصوص العملية ، بحيث تم توقيف المدعو " ت، نور الدين " وهو مقاول الذي كان يقود شاحنة بأوراق مزورة مسجلة باسمه قام بشرائها المتهم الرئيسي " ح، فتحي " العقل المدبر للعصابة الموجود في حالة فرار مقابل مبلغ 470 مليون سنتيم والتي ضبط على متنها أكثر من 40 قنطار من الكيف المعالج عبارة عن طرود مدون عليها رموز مختلفة منها أبو ظبي ، مراكش ، ح ج ورموز أخرى توحي بأنها موجهة إلى دول مختلفة استعملت فيها الجزائر كمنطقة عبور ، وبتوقيف المتهم من قبل الأمن العسكري واستجوابه اعترف بكل الوقائع المنسوبة وكشف عن هوية شركائه الذين ينحدرون جميعا من منطقة وادي سوف بحيث أكد أنه كان يعمل لصالح المتهم الفار " ت، فتحي " الذي عرفه عليه شقيقه " ف، عبد الرؤوف " من أجل نقل المخدرات التي كان ينقلها من ولاية وهران بعد شحنها على متن شاحنة من قبل أشخاص إلى الجنوب الجزائري بتمنراست أين يتولى آخرين وهم توارق تفريغها وشحنها على متن سيارات رباعية الدفع لتهريبها إلى ليبيا. وصرح أنه قام بعمليتين ناجحتين قبل إلقاء القبض عليه في العملية الثالثة ، كما اعترف أنهم كانوا يستعينون بمشعوذ وهو المتهم " س، أحمد " الملقب ب " الضو " من أجل أن يصنع لهم تمائم و تعويذات يضعونها بشاحنة نقل المخدرات يعينهم على الإفلات من الحواجز الأمنية مقابل مبلغ 2 مليون سنتيم ، قبل العملية و مبلغ 3 مليون سنتيم بعد إتمامها بنجاح ، وهي التصريحات التي أكدها المشعوذ والمتهم " ت، نور الدين " خلال جلسة المحاكمة فيما نفى المتهمين الآخرين احدهما شقيق المتهم الفار الذين وجهت لهم جناية القيام بطريقة غير مشروعة بحيازة المخدرات وشرائها بقصد البيع ونقلها من طرف جماعة إجرامية منظمة و التقليد والتزوير في محررات إدارية والتخريب المهدد للاقتصاد الوطني والصحة العمومية ، وهي التي اعتبرتها النيابة جريمة عابرة للحدود تعود عائداتها لتمويل الجماعات الإرهابية .