استعرضت، أمس، محكمة جنايات العاصمة، قضية جماعة منظمة عابرة للحدود تضم مشعوذا و4 مهربين أحدهم في حالة فرار، اتخذت من عاصمة الغرب الجزائري والحدود الجنوبية بوابة لتهريب المخدرات نحو دول الجوار وبالأخص ليبيا بعد جلبها من المغرب، في عملية صودر فيها أزيد من 40 قنطارا من الكيف بمنطقة حسيان الذئب بالأغواط، استعان أحدهم بمشعوذ للانفلات من الحواجز الأمنية. وتعود وقائع هذه القضية إلى تاريخ 10 أكتوبر 2013، حين تمكنت مصالح الدرك الوطني وبالتنسيق مع أفراد الناحية العسكرية السادسة من توقيف شاحنة نصف مقطورة على مستوى الطريق الوطني رقم 23 الرابط بين ولايتي الأغواط وتيارت بمنطقة حسيان الذئب، بناء على معلومة بلغت مصالحها، وبعد توقيف السائق وإخضاع الشاحنة للتفتيش عثر على كمية معتبرة من المخدرات مخبأة بإحكام خلف صفائح حديدية ملحة بالشاحنة نصف مقطورة بلغ وزنها الإجمالي 40 قنطارا و34 كغ من الكيف المعالج كانت على شكل صفائح مخبأة في أكياس ومخفية تعادل قيمتها نقدا ب 161 مليون و720 ألف دج، كما تبين أن السائق "ت.ع.س" ينحدر من ولاية وادي سوف، كان يقود الشاحنة بوثائق مزورة وبعد تحويله للتحقيق كشف أن ظروفه الاجتماعية دفعته للعمل في مجال تهريب المخدرات بعدما توسط له ابن عمه "ت. نÇ مع المتهم "ح. فÇ المتواجد في حالة فرار لإقحامه في مجال تهريب المخدرات لأجل تحسين ظروفه الاجتماعية، لأن راتبه الشهري المحدد ب 50 ألف دج لا يكفيه لتلبية حاجيات أفراد عائلته، مؤكدا أن قضية الحال هي أول عملية كان بصدد تنفيذها، بعدما سلم المتهم الفار رخصة سياقة وتكفل له باستصدار وثائق الشاحنة المزورة، لينطلق من مدينة واد سوف باتجاه واد التليلات بوهران لجلب شحنة المخدرات، حيث التقى على مستوى محطة الوقود بالأغواط مع المتهم الفار الذي طلب منه تتبعه، مؤكدا أنه سبق له التورط في قضية تهريب 30 كغ من المخدرات وأدخل لأجلها السجن بتونس، حيث حكم عليه ب 4 سنوات نافذة ولم يستنفذها كاملة بعد إطلاق سراحه وفقا لعفو شامل بفعل الفوضى الأمنية السائدة آنذاك في تونس في خضم مجريات "الربيع العربي"، كما أدخل السجن بليبيا أيضا عن قضية مخدرات أدين لأجلها ب 10 سنوات سجنا نافذا، استكمالا للتحقيق تم توقيف ابن عمه "ت. ن" وهو مدمن مشروبات كحولية ومسبوق قضائيا، الذي اعترف بأنه هو من عرف قريبه على المتهم الفار الذي كان قد استدل عليه بدوره عن طريق شقيقه المتهم في قضية الحال الذي تعرف عليه بالمؤسسة العقابية بحاسي مسعود وطلب منه شهر أوت 2013 البحث له عن عمل يرفع عنه الغبن ويعيل به عائلته ويسدد ضائقته المالية، ليتوسط له مع شقيقه الفار على أساس أن الأخير مقاول، غير أنه وجد نفسه مهربا للمخدرات ودون إكراه بات يتعامل معه في تهريب هذه السموم، مما مكنه من نقل شحنات سابقة من المخدرات مقابل عمولة قدرها 1 مليون دينار جزائري عن كل 10 قناطير. في حين فنّد "ح. ع. ر" شقيق المتهم الفار، وهو سائق، ضلوعه ومشاركة باقي المتهمين أو حتى شقيقه في تجارة وتهريب المخدرات، بل أن ذنبه بحدّ زعمه، هو توسطه للمتهم "ت. ن" للعمل لدى شقيقه في ورشته، وقال ذات المتهم الذي سبق له الولوج إلى السجن عن قضية مخدرات، أنه بريء من تصرفات شقيقة، مناقضا بذلك سابق اعترافاته خلال التحقيق، حين أفاد بأنه نظم مسبقا بمعية شقيقه وابني العم في تهريب المخدرات وأنه هو من استأمنهما لشقيقه.