اعتبر الأستاذ والباحث الجزائري في الفقه الإسلامي رشيد بوجمعة سهرة الأحد بوهران المنهج المحمدي مرجعا للبشرية في كل زمان ومكان في إفشاء السلام والتكافل الاجتماعي. وحث الباحث خلال تنشيطه محاضرة حول "عبودية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال الأدعية المأثورة" في إطار الملتقى العاشر لسلسلة الدروس المحمدية على "ضرورة جعل المنهج المحمدي منبعا نستلهم منه الأحكام والقيم لتعزيز السلام في مجتمعاتنا ولتدعيم أواصر التآزر والتكافل الاجتماعي". وذكر المحاضر أن الأمة الإسلامية في وقتها الحاضر في أمس الحاجة لهذا المنهج لتحقيق السلام وبعث الطمأنينة في النفوس مبرزا أن هذا المنهج النبوي "يعد كنزا لا متناهيا لاستلهام الدروس والأحكام باتجاه اصلاح المجتمع وكذا الفرد". ولفت أيضا الى أن المنهج المحمدي يقدم نماذج مثالية في تسيير العلاقات ما بين الأفراد والمجموعات الكفيلة بتحقيق قيمة السلام الى جانب صون الكرامة الإنسانية للأفراد وضمان التكافل والتضامن والرفق بالضعفاء ومساعدة المحرومين والمعوزين. وأضاف أن هذا المنهج النبوي "هو ثروة في كمال الأخلاق موجهة للبشرية الطامحة الى حياة كريمة وعقيدة صحيحة يتقرب بها العبد إلى خالقه" مضيفا أن الأخلاق شملت محتويات ومقاصد معظم الأدعية النبوية المأثورة التي سعى المحاضر في مداخلته أمام جمع من العلماء والباحثين والطلبة الى استحضار عدد كبير منها. كما أشار رشيد بوجمعة الى الأبحاث العلمية العديدة التي اهتمت ولا تزال بالأدعية المحمدية وأبعادها الأخلاقية وقيمها الإنسانية والاجتماعية بالدراسة والتحليل لاسيما من قبل علماء النفس والاجتماع وغيرهم. وتطرق المحاضر بإسهاب الى تجليات العبودية ومعانيها في أدعية الرسول الكريم على غرار حكمها وظروف ورودها في السنة النبوية الشريفة الى جانب أحكامها اللغوية. يذكر أن سلسلة الدروس المحمدية التي تنظمها الزاوية البلقائدية الهبرية الكائن مقرها ببلدة سيدي معروف (شرق مدينة وهران) في طبعتها العاشرة تتواصل وسط مشاركة كوكبة من العلماء من مختلف بقاع العالم الإسلامي وذلك الى غاية 22 من شهر رمضان الفضيل. وللإشارة فان الأستاذ الباحث رشيد بوجمعة هو مختص في علوم الفقه الإسلامي وعضو المجلس العلمي للزاوية البلقائدية وأحد أساتذتها.