تتواصل أشغال الملتقى الثالث لسلسلة الدروس المحمدية المنتظمة بالزاوية البلقايدية الهبرية بسيدي معروف في يومه السادس بتقديم محاضرة ألقاها أمس الباحث الجزائري في أصول الفقه الأستاذ رشيد بوجمعة بعنوان "من واجبات المسلمين على السنة - حسن الفهم والدراية". واستهل المحاضر تدخله بالتأكيد على شرط عنصر "الطاعة" كركيزة أساسية لجميع واجبات المسلم إزاء السنة النبوية الشريفة "انطلاقا من مبدأ مخالفتها الذي يعد ردة ومعصية لله بحكم الشريعة وكذلك على اعتبار أن معصية الرسول من معصية اللّه عزّ وجل". وأضاف أن إتمام الواجبات نحو سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يتأتى بدون إتباع المنهج التفصيلي في تبيان وتقييم الأحاديث والأفعال والتقارير الواردة في السنة والعمل على الاقتداء بها وجعلها أسوة كاملة للحياة كلها بتفصيل معانيها الربانية وفضائلها البشرية. وتوجب علينا السنة التعامل بها - حسب المتحدث - "في سلوكياتنا العامة بتدبر وتمحص واستنطاق الفكر الإنساني وتقويم فضائلها ومزاياها الحسنة". وأبرز المحاضر "أن الفكر هو الذي يجب أن يحدد التصور المتعلق بشكل الاقتداء بالسنة النبوية الشريفة والإقرار بسوء مخالفة نهجها"، مضيفا في نفس الصدد أن أزمة سوء فهم السنة وكذلك سوء التعامل معها "ولد ظهور اجتهاد طفيلي في فهم الأحكام الشرعية وأثر كذلك على الحياة الاجتماعية والثقافية والتربوية للأمة". وأوضح أن طائفة من الشباب "خطفوا أحكاما من مصادر ثانوية وفهموا من الإسلام إلا قشورا بعيدا عن البحث عن إدراك صميم مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة الداعية إلى المحاورة والتآخي والتصالح". وقال الباحث رشيد بوجمعة أن السنة " توجب علينا كذلك الابتعاد عن تأويل الجاهلين لمعانيها للحول دون الكب في ظلومات التحريف والغلو" ولذا "فإن الفهم الصحيح لمعاني السنة الشريفة يؤدي للوصول إلى صلب الشريعة الإسلامية وأحكامها". ويضيف المحاضر أن سوء التأويل ابتلي به الإسلام "في العديد من مراحل أمتنا وكان دائما مطية يركبها الباحثون عن تأييد مواقفهم ومصالحهم بالإضافة إلى المذاهب التي حاول البعض فيها إسناد اتجاه دون الآخر وجعل المذهب الفلاني هو الأصل وليس الفرع".