أفادت إحصائيات عن الهجرة الدائمة كشفت عنها السلطات الفرنسية، رسميا، أن أعداد الجزائريين المقيمين في فرنسا بدء من سنة 1946 إلى غاية 2011 تزايد بشكل مضطرد. وقد ارتفع عدد الجزائريين الذين حازوا على شهادة الإقامة في فرنسا ، فبين عامي 1954 و1962 عرف العدد ارتفاعا واصلا إلى 350484 جزائري، ثم اقترب العدد إلى حوالي نصف مليون جزائري مع حلول سنة 1968، ب473812 جزائري.كما تراجع عدد الجزائريين المتحصلين على شهادة الإقامة في مطلع التسعينات، إذ وصل إلى حدود 200 ألف جزائري وفي سنة 1990 كان عدد الجزائريين 614207. كما شددت المنظمة أن فرنسا سجلت استقبال 5.6 مليون مهاجر، 2.4 مليون منهم من ذوي الأصول الأفريقية، بينما جاء 2.1 مليون مهاجر، من الدول الأوروبية، بينما حل باقي الأعداد من مناطق مختلفة من العالم. وقد عادت قضية المهاجرين الجزائريين في فرنسا إلى التداول بشكل أكثر إلحاحا، وذلك بعد أن لقيت تصريحات جديدة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي حالة من الجدل في الجزائر، وذلك بعدما دعا إلى ضرورة إعادة النظر في اتفاقية إيفيان مبررا ذلك أن هذه الاتفاقية تعود إلى زمن قديم هو بداية الستينيات، وبالتالي وجب تجديدها، حسب ما نقلته عنه مجلة "لوبوان". واشار ساركوزي في التصريحات التي لقيت شجب واسع النطاق بالجزائر، أن المهاجرين مطالبين بالتقليل من شكاويهم، إذ قال إن ساكنة الأرياف تعاني أكثر منهم ولم تحتج لذلك بشكل عنيف.ووصفت جريدة "لوبوان" تصريحات ساركوزي ب"استعراض العضلات"، خاصة بعدما تحدث عن أنه "أنقذ، رفقة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أوروبا والعالم من أزمة اقتصادية خانقة، بفضل الإصلاحات الاقتصادية التي قام بها"، زيادة على مطالبته للمسلمين بإجراء إصلاح عميق على دينهم، مناديا كذلك بتعديل شامل للشرق الأوسط بعيدا عن الأممالمتحدة، التي قال إنها صارت متجاوزة. وأوضحت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في تقريرها حول تدفق الهجرة الدولية لهذا العام، أن الجزائريين يتصدرون قائمة المهاجرين في فرنسا ، مقارنة مع المهاجرين من الجنسيات الأخرى، بما في ذلك المغاربية والإفريقية. وتبدي الأرقام التي قدمتها التقارير الفرنسية فوارق شاسعة بين السنوات صعودا بنسب تصل إلى 89 بالمائة، حيث أنه بعد اندلاع الثورة التحريرية نوفمبر 1954، سجل منح 211675 جزائري بطاقة إقامة، ليرتفع الرقم إلى 350484 جزائري غداة الاستقلال عام 1962. وأشارت أحدث دراسة عن الهجرة الدائمة ،قامت بها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن المهاجرين الجزائريين ، متقدمين على نظرائهم من البلدان المغاربية والأفريقية الأخرى. وأوردت الدراسة التي حلت بعنوان "آفاق الهجرات الدولية"، أن الأرقام الخاصة عن عدد المهاجرين الجزائريين المقيمين في فرنسا، إلى غاية شهر جانفي 2011، كان مستقرا عند 740 ألف جزائري، وهو ما كان يجعلهم أكبر جالية أجنبية في هذا البلد الأوروبي، تليهم الجالية المغربية ب680 ألف، فالبرتغال ب590 ألف.. ويرى تقرير المنظمة أن "وتيرة الهجرات لأسباب عائلية تمثل ثلث عدد المهاجرين الذي تم إحصاؤهم من طرف إدارة الهجرة الفرنسية، وهؤلاء يقيمون بصفة قانونية ودائمة في فضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأوروبية، في سنة "2013.كما عمدت السلطات الفرنسية إلى تقليص نسق منح جنسيتها لفائدة المهاجرين بعد الزواج من مواطنيها ومواطناتها، بنسبة 22 بالمائة. وكانت المصالح القنصلية بالسفارة الفرنسية بالجزائر، منحت خلال العام الماضي، 320 ألف تأشيرة دخول أراضيها، لصالح رعايا جزائريين.