أبدى الرئيس الفرنسي المنتهية عهدته نيكولا ساركوزي رغبته في إجراء مفاوضات تفضيلية مع الجزائر بخصوص قضايا الهجرة وحركة تنقل المواطنين، مشيرا في حوار أجرته معه مجلة “إكسبرس” الأسبوعية إلى أن تسعى السلطات الفرنسية جاهدة لإبرام اتفاقيات مع عدد من الدول مصدر تدفق المهاجرين وعلى رأسها مالي، الجزائر والصين. وقال ساركوزي في الحوار الذي نشرته مجلة “إكسبرس” الأسبوعية، إن فرنسا مستعدة بعد 50 سنة مضت على الحقبة الاستعمارية، تطوي ملف التفاوض مع الجزائر بشأن الاتفاقيات التفضيلية في مجال الهجرة. وأضاف الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته أن قضايا الهجرة بين الجزائروفرنسا تشكل ملفا ثقيلا يعود لسنة 1968، مشيرا إلى حسم إشكالية الهجرة بين باريس وعديد الدول الإفريقية مثل (البنين وبوركينا فاسو والرأس الأخضر والكاميرون والكونغو برازافيل والغابون وجزر موريشيوس ولبنان ومقدونيا ومونتينغرو وروسيا والسنغال وصربيا وتونس”، بموجب المعاهدة الأوروبية حول الهجرة واللجوء الموقعة في 2008، بينما لم تسفر المفاوضات مع الجزائر عن نتائج إيجابية في الميدان. واعترف ساركوزي في مضمون تصريحاته بكون المهاجرين الجزائريين يشكلون أكبر جالية أجنبية في فرنسا، إذ بلغ تعداد الجالية الجزائرية المقيمة بطريقة قانونية في البلد أكثر من 578 ألف مقيم يملكون تصاريح إقامة رسمية، بينما يشكل المغاربة 463 ألف والأتراك 191 ألف. ويعتبر ملف الهجرة، من الأوراق الانتخابية الرابحة في الاستحقاقات الانتخابية المصيرية بفرنسا، حيث جرت العادة، أن يتحول المتسابقون على منصب السيد الأول في الإليزيه على إثارة ملف الهجرة ومغازلة الجالية العربية والجزائرية على وجه الخصوص بوعود، سرعان ما تتبدد، ولا يبدو الأمر مخالفا في رئاسيات 2012 الجارية حملتها الانتخابية بفرنسا، الأمر الذي جعل من تصريحات ساركوزي وغيره من مرشحي الرئاسة الفرنسية، لا ترقى لمستوى الحدث والنقاش الحقيقي وسط الجالية المهاجرة بفرنسا.