"التزم الصمت احتراما لمشاعر الجزائريين يا مزراق" اعتبرت فئة الباتريوت، تصريحات مدني مزراق "إهانة كبيرة"، وقال منسقها علي بوقطاية، إنه لا يعقل لأفراد الباتريوت أن يسكتون على هذه الإهانة، بعد أن عاشوا ظروفا اجتماعية قاسية سنوات المرحلة الدموية التي مررت بها البلاد خلال التسعينات، موضحا أنه من غير المعقول أن يأتي من كانوا ضد "أمن الناس" ، يتحدثون وكأنهم هم من كانوا الضحايا، كما أنهم يتبرؤون من كل طرف يريد أن يجعل من مأساتهم غاية ، لتحقيق أهداف مشبوهة غير بريئة . وتوالت ردود الفعل المستنكرة لخرجة مدني مزراق، أمير جيش الإنقاذ سابقا، بعد أن تمادى بموقفه ضد الرئيس بوتفليقة، بعد تأكيد الرئيس بأنه يرفض العودة إلى مرحلة التسعينات في إشارة إلى رفضه مشروع مدني مزراق تأسيس حزب سياسي كما يرغب في ذلك. ورد بوقطاية على مدني مزراق الذي تهجم على الرئيس بوتفليقة، في مقابلة بثتها قناة "الوطن"، السبت، في أعقاب الرسالة التي وجهها الرئيس بمناسبة الذكرى العاشرة للمصالحة الوطنية، حيث حمله مسؤولية منعه وأتباعه من العودة إلى العمل السياسي. وعلى نفس الصعيد ، اعتبر رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، بعد خرجة أمير الجناح المسلح للجبهة الإسلامية للإنقاذ، سابقا مدني مزراق، في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة "الوطن"، أن "الحكومة أعطت هذا الشخص الشرعية وصفة الشخصية الوطنية باستدعائه إلى رئاسة الجمهورية في إطار مشاورات الدستور، فتتحمل مسؤوليتها إزاء عزمه العودة للنشاط السياسي". وأبدى ممثل فئة الباتريوت التي كانت في مواجهات مع أتباع مزراق خلال سنوات التسعينات، غضبها من الخرجة الجديد لمدني ، معتبرا أن ما بدر من المعني "استفزاز صريح"، قائلا إنه "من غير المعقول لشخص محسوب على مجموعة مسلحة سفكت دم أبناء الشعب الجزائري خلال العشرية الدموية، واستفاد من عفو في إطار قانون المصالحة الوطنية ، أن يدلي بهذه التصريحات في هذا التوقيت، غير معتبر لمشاعر و عواطف الناس ، خاصة عائلات ضحايا تلك الحقبة السوداء". وترى بعض التنظيمات رأت بأن مدني مزراق قد تمادي في موقفه إزاء رفض الدولة إعتماد الحزب الذي شرع في تأسيسه، وتطاول على الرئيس بوتفليقة عندما قام بتهديده عبر منبر قناة خاصة، يوم السبت الماضي، وقالت إن الأمر غير مسموح بتاتا ولا يمكن السكوت عنه، وقد ندد أمس، علي بوقطاية، المتحدث باسم التنسيقية الوطنية للمقاومين " الباتريوت"، بالتصريحات التي أدلى بها أمير الجيش الإسلامي للإنقاذ مداني مرزاق، عبر وسائل الإعلام، واعتبرها تصريحات " استفزازية " تمس بمشاعر الناس ، و خاصة ضحايا العشرية السوداء. وقال بوقطاية بأنه "كان يجدر بصاحب تلك التصريحات التزام الصمت، احتراما لمشاعر المواطنين وللإحسان إليه بالعفو عنه، في إطار المصالحة ونسيان فترة مظلمة بتاريخ الجزائر، لم يعد الناس يريدون و يرغبون في الحديث عنها" .