نعى العمال والصحفيون وأصدقاء المرحوم أحمد مستاري بكلمات دافئة يختلط فيها الأسى والحنين على الخسارة الكبيرة لأسرة الحياة العربية والإعلامية والثقافية تسرد فيها بعض خصال ومناقب الرجل التي لا يملكها الكثير من عايشوه. يوسف بلقاضي: الفقيد رسخ فينا مبادئ العمل المهني شاءت الأقدار أن يأخذ الموت قريبا منا، وعزيزا وأستاذا، رسخ فينا قيم التواضع ومبادئ العمل المهني. وشريط الأحداث يعود بي إلى الوراء لأتذكر أول لقاء جمعني بك سنة 2009 أين بدأت أول مرة أزاول مهنة الصحافة، فقد كنت السند والأستاذ، والناصح في كل الأمور وبالخصوص في مجال الإعلام الذي أفنيت حياتك فيه وقدمت الكثير له. لن انسى لك توجيهي في كتابتي، وخرجاتي وعملي الصحفي في أولى خطواتي، لن أنسى فضلك علي، وتقديم النصح لي وتوجيهي في طريقة العمل التي كنت فيها الزميل والرفيق لا المدير . أتذكر اليوم ولن أنسى ملامحك وخصالك الطيبة، وستبقي صورتك راسخة في ذهني، صورة الرجل الطيب والمتخلق، والمسالم والدءوب في عمله، والإنسان المكافح الذي لا يعرف الاستسلام. عملي وتجربتي الصحفية القصيرة تعلمت فيها منك معني الصبر والكفاح والعمل بجهد لبلوغ الأهداف، وعدم الرضوخ للصعاب والعثرات. أتذكر كل حواراتك، ونقاشاتك التي كانت تدور في صلب تحسين العمل الصحفي، إلى جانب نقاشاتك وحكاياتك عن مسارك المهني ومختلف الأحداث التي عشتها أثناء عملك وخرجاتك وتغطياتك الإعلامية، والتي كنت في جل الأوقات وبمناسبة أي نشاط تذكرنا كيف كنت تقوم بعملك وما عايشته. أتذكر ولن أنسى انه وبالرغم من انك كنت المدير، الا انك لم تشعرنا يوما انك المسؤول ورب العمل من خلال تواضعك، حقيقة رحلت لكن لن نسى ما قدمته لنا وستبقى صورتك راسخة في الذهن..صورة الرجل الطيب والمتواضع. إنا لله وإنا إليه راجعون.
لمياء العالم "إلى صاحب القلب الأبيض" سأحتفظ بصورتك في أعماقي يا أستاذي و عمي أحمد كما أحب أن أناديك دوما. سأحتفظ بذكراك ولن يتمكن غبار الوقت من إخفاء ملامحك، ستظل ذلك القلب الصافي كماء عذب وذلك القلب الأبيض كبياض الثلج ونقائه . إن العين تدمع و القلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. توقف نزف قلمي وتساقطت الحروف مني يا راحلا وجميل الصبر يتبعه . جلست بين نفسي والذكريات أردد ماذا سأكتب عنك يا عمي أحمد :"وداعا للقلب الطيب الذي توقف بعد أن وفّى وكفّى بطيبته و أخلاقه لعقود من الزمن، عمل مع أجيال متعاقبة دون أن يترك خدشا في قلب أحد. وداعا للأستاذ والمعلم والمتعلم، وداعا للنزاهة والصبر والتواضع والكفاءة والعطاء في زمن غابت فيه المبادئ. لا أنسى فضله الكبير علي في توجيهي و احتضان كتاباتي المتواضعة وأفكاري الفتية ودعمي معنويا للمضي قدما وتحقيق حلمي . توقف نبض القلب بعد 67 عاما ليُخَلف مدرسة تحمل آماله وأحلامه وتبقى أبوابها مفتوحة إلى الأبد. لا أستطيع أن أحكي قصصا عمرها سنوات، فالورق لا يكفي والقلم يجف ولكن سأظل أذكرك في سجودي دائما. لفراقك اليوم ننحني وتنحني كل الذكريات وداعا أيها "القلب الأبيض"
مروة رمضاني "من تعطّر بعطر الأخلاق لا يمكن أن يموت أبدا" عندما تكتب عن شخص وتسارعك دموعك تصبح شهادتك فيه مجروحة، الأستاذ أحمد مستاري الذي دأبنا على مناداته ب "عمي احمد" كان مثالا فريدا للمدير، لا أذكر منذ وظفني عنده قبل أكثر من عام ونصف وأنا خريجة جديدة من معهد الإعلام بدون تجربة ميدانية أنه شاجر أحدا أو رفع صوته على أحد من الصحافيين والعمال. في صمت كان يسيّر الجريدة حتى أنك وأنت تزاول عملك لا تكاد تسمعه، يمارس عمله في هدوء كبير. وقار يعلوه أكسبه هيبة إلا أن طيبته طغت على هذا وذاك، نتقرب منه ونطرح ما في جعبتنا ربما لأنه عمي أحمد بكل بساطة، لم يلبس يوما ثوب المدير الآمر الناهي تعاملاته تطبعها طيبة وحب. لا أنسى المرات التي كان يجلس فيها ويبادرني بالسؤال "آنسة واش عملت في دراستك؟" وأجيبه بأن الأمور على ما يرام، ليعود بعد رحلة علاج ويجدد سؤاله وكانت الإجابة بأني حصلت على الماستر، والفضل يعود في ذلك بعد توفيق الله عزوجل إليه وحده، فهو من هيّأ لي ظروف الدراسة خلال تلك المدة، في تلك الجلسة حثني على ضرورة مواصلة المشوار الأكاديمي بقوله "أنت مقبلة على الحياة" لكنه ترك الحياة إلا أن عطره الذي طالما تعطر به سيبقى يفوح في مقر الحياة العربية وفي ذاكرتنا نحن صحفيو الحياة العربية إنه عطر الأخلاق. بفقدك يا "عمي احمد" فقدنا مديرا حكيما وأبا فاضلا وصحفيا فذا وقبل كل ذلك إنسانا رائعا تغمدك الله بواسع رحمته وغسلك بالثلج والماء والبرد وجعل مثواك جنان خلد مع النبيين والصديقين والشهداء.
مينية صوريا أحيانا لا نشعر بحب أناس صادفتنا بهم الأقدار لمدة قصيرة، إلا بعد رحيلهم عن الدنيا. اليوم ودعت شخصا لا أعرف عنه الكثير، ولكن بشهامة منه ونبل عظيم قدمه لي دون أن يعرفني استخلصت كل شيء عنه. أستاذي، وتستسمحني عائلته الكريمة إن أناديه "أبي" في العمل، مفجوعة لفراقك وذاكرتي لا تمحوها تلك الصورة من تاريخ "أفريل" حين صدت في وجه كل الأبواب من أقرب الناس إلي، طرقت بابك ومددت ذراعيك لي من دون أن تسأل عن كفاءتي أو سيرتي، إلا بكلمة قلتها لي بتلقائية وأنا أشكوك ظروفي… "قولي ظروفك فلعي أستطيع مساعدتك،لا تطلبي أي عمل كان فأنت درستي الصحافة وهنا مكانك وأسرتك إنشاء ربي، ثابري فقط، وإن وجدت الأحسن يسر الله أمرك…" أستاذي مستاري أحمد، طلتك في مقر العمل كانت بهجة لي ولزملائي وكأني أرى أبي، فبالأمس القريب 08 نوفمبر2015 زرتك وأنت طريح الفراش ولم أصدق أنك أنت،أملا في عودتك لنا، ولكن أمر الله ولا اعتراض في حكمه. مني أنا تلميذتك وابنتك مينية صورا يا لك مني خاص الدعاء، وكل حرف سأكتبه سيكون صدقة جارية في قبرك، لك الفضل بعد ربي فيما منحتني. ربي ارحم كل غالي فقدناه وعطر قبره برائحة الجنة، أسألك ربي ممن بشر عند الموت بروح وريحان ورب راض غير غضبان.
مهدية اريور وداعا عمي أحمد أستاذي أحمد مستاري نزل خبر وفاتك علي كالصاعقة و أنا لازلت تحت صدمتي لفراق والدي الغالي ، لكنها إرادة الله و مشيئته في أن ترحل عنا تاركا فراغا لم تملأه محبة المحيطين بي…عمي أحمد لقد فجعني نبأ وفاتك بعدما فقدناك فجأة ظهر يوم 9 نوفمبر 2015 لم اصدق الخبر في بادئ الأمر لحظة تلقيه من زميلتي و أنا في طريقي إلى المنزل في ذلك التوقيت تمنيت أن لا يكون خبر رحيلك حقيقة … لم أتقبل أستاذي فكرة رحيلك دون أن أودعك …لا يزال جرس الساعة التي بلغت فيها بنبأ وفاتك يرن في أذني .. اعتصرت حينها ألما وتقطعت أنفاسي تماما مثلما صعدت أنفاسك إلى بارئها الواحد الأحد. "عمي أحمد" كنت لنا ذلك الأب الحنون على أبنائه وليس ذلك المسؤول المتسلط لقد اعتدنا رؤيتك بمقر الجريدة كل مساء كنت تولي اهتماما كبيرا لجميع الصحفيين وكنت تراعي ظروفنا و كنت عند ولوجك مقر الجريدة تتوجه مباشرة إلى قاعة التحرير لإلقاء التحية على الصحفيين كنت بسيطا حنونا متواضعا وكنت في بعض المرات تتقدم نحوي بخطواتك الشامخة و تستفسر عن القضايا الهامة التي تستعرضها يوميا محكمة الجنايات بالعاصمة كوني صحفية مختصة في قسم المحاكم… وعلى الرغم من أن فاجعة موتك كانت كبيرة يا عمي أحمد إلا أنني أعدك باسمي و اسم زملائي في مقر الجريدة أن نواصل العمل الصحفي على أكمل وجه و نعدك أن تصدر الجريدة التي سترثيك صفحاتها يا فقيدنا يا صاحب القلب الطيب… رحمك لله يا أستاذي نم قرير العين فنحن على العهد باقون.
بوعلام الله ابتسام كيف عساني أبدأ كلماتي وحروفي التي ثتناثر منها دموعي نزل علي خبر وفاتك كالصاعقة وانا أسابق الزمن من اجل زيارتك لكن الله أبى الا ان أراك مسجى في ثوب ابيض.. شاءت الأقدار أن تفارقنا يا "عمي احمد" و قد كنت لنا بمثابة الأب للجريدة. اذكر حين دخلت اعمل لديك في الجريدة وكيف كنت تساندني و تزورني في مكتبي و تقول لي:" بديتي توالفي يا بنتي…. normal توالفي مع الوقت واذا كاش ما سحقيتي قولي" اه يا عمي احمد سوف نشتاق لاحاديثك وطلاتك علينا". وسوف اشتاق لك ولخوفك علينا فلا أننسى حينما سلمت استقالتي لظروف خاصة وكيف منعتني وقلت لي" لماذا يا ابنتي… اذا لقيتي ما خير ماعليش، لكن إذا ما عندكش البديل اقعدي معانا حتى تلقاي، واذا راكي حابة نعدروك وانا من جيهتي نعطيك راتبك كاملا" انا لله و انا اليه راجعون. أترحم عليك يا عمي احمد بدموع خالصة وارجوا من الله عزوجل ان يسكنك فسيح جنانه.
جهيدة حسيني كان وجوده دائما بيننا يشعر الجميع بالارتياح مازالت اذكر أخر كلماتك لي لما مرة رايته فيها إلتقيته بتلك الإبتسامة الرائعة وروحه الجميلة رحمة الله عليك يا أستاذي الكريم". سألته عن حالته لأنه كان مريضا بعد دخوله المكتب قال لي "اواه يا بنتي هاذي المرة راني مريض بزاف" نصحته بأخذ عطلة وأن يرتاح قليلا لأني أنا أيضا سأخلد للراحة . بقلم ينزف حبرا وعينين تذرفان دمعا وقلب يتألم صحيح أنه لم تمضي فترة طويلة على بداية عملي مع جريدة الحياة العربية وتحت إدارة المرحوم الأستاذ "أحمد مستاري" إلى أنه وبحكم منصبي كسكرتيرة له كان تجمعني به علاقة كعلاقة الأب بابنته كان ينادي دائما ب " يا بنتي " كان لا يفوت أي فرصة إلا ويسألني عن صحتي وعن أحوالي وأحوال عائلتي ونصائحه التي كنت انتفع منها ، لم يكن يشعرنا أبدا بأنه ذلك المدير الذي لا يعرف إلا لغة إعطاء الأوامر كان وجوده دائما بيننا يشعر الجميع بالارتياح ،ويحكي معي حتى على بناته وتعلقه وحبه لأسرته، لا أنسى كلمته التي لا تزال في إذني انتي شبيهة بابنتي الصغرى في تعاملها معي ، لم تكن الابتسامة تفارق الأستاذ أحمد على الإطلاق كان رحيله بالنسبة لي مفزعا تارك وراءه فراغا رهيبا لم ولن يملأه أي شيء سوى الإيمان بقضاء الله وقدره، فبالرغم من عدم وجود جسده معنا فانه في قلوبنا ساكن ، لقد كان فقدانه أليم بالنسبة لي موقف أقوى من الوصف.. .. لقد اشتقنا اليه كثيرا حتى أن قلمي لم يعد يستطيع الكتابة عنك ولكن الكل سيرحل من هذه الدنيا الفناء ولكن سأظل أتذكرك يا أستاذي وأبي ومديري أخيرا ولن أنساك من الدعاء…!! لقد حن القلب إلى رؤياك ولكن ما علينا إلا القول انا لله وإنا اليه راجعون