سيتم تحويل دار مصطفى بن بولعيد بأريس والمتحف الصغير لدشرة أولاد موسى وفيرما لوكا التي تحولت إلى مكان للتعذيب إبان الثورة إلى ملحقات تابعة للمتحف الجهوي للمجاهد بخنشلة. و أوضح مدير الممتلكات التاريخية والثقافية بوزارة المجاهدين خالد دهان الذي رافق وزير المجاهدين الطيب زيتوني خلال زيارته التي دامت يومين إلى هذه الولاية بأنه تم لهذا الغرض إيداع الملفات الثلاثة الخاصة بباتنة وأخرى بمراكز تعذيب تقع ببعض ولايات الوطن لدى الجهات المختصة ومن المنتظر الموافقة عليها من الأطراف المختصة. و يتعلق الأمر بعملية ترمي حسب دهان إلى إضفاء الصفة القانونية على هذه المعالم التاريخية من خلال تحويلها إلى مؤسسات متحفية قائمة بذاتها إلى جانب استفادة كل ملحقة منها بميزانية خاصة بها تسهل تسييرها وضمان تهيئتها وكذا التكفل بها من الناحيتين المادية والبشرية. وتندرج هذه العملية في إطار برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الرامي إلى حماية الذاكرة الوطنية وترقية الموروث التاريخي والثقافي المرتبط بثورة أول نوفمبر1954 وضمان نقله للناشئة. وتكتسي المعالم الثلاثة بولاية باتنة أهمية تاريخية كبيرة حيث شهد منزل الشهيد مصطفى بن بولعيد الواقع بوسط مدينة آريس والذي بني نهاية ثلاثينيات القرن الماضي والمتكون من طابقين وحديقة على مساحة بحوالي 800 متر مربع واحتضن أولى اجتماعاته السرية تحضيرا للثورة التحريرية المظفرة. أما دشرة أولاد موسى فشهدت الاجتماع التاريخي لتوزيع الأسلحة ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 بإشراف مصطفى بن بولعيد الذي كان مصحوبا بشيهاني بشير وعاجل عجول ومصطفى بوستة وعزوي مدور بدار الإخوة بن شايبة ومنها انطلقت الأفواج الأولى من المجاهدين الذين فجروا الثورة التحريرية. وتوجد بفيرمة ليكا التي أصبحت حاليا تحمل اسم الشهيد مسعودي العيد ومساحتها 1880 متر مربع آثار واضحة لوحشية المستعمر حيث كانت مركزا للتعذيب وزج بها أكثر من 500 جزائري من المجاهدين والمدنيين العزل حتى الشيوخ والنساء الذين عذبوا وقتها حسب شهادات حية بمختلف وسائل التعذيب منها الممنوعة دوليا.