عائلات حضرت إلى قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، جاؤوا في الموعد لتكريم فنان صنع أمجاد الفن الجزائري له بصمة داخل وخارج الوطن من خلال ألحانه الموسيقية التي وزعت عبر القطر العربي، هو الفنان نوبلي فاضل الذي يرقد اليوم فراش المرض، بعد إصابته بداء الزهايمر. أسماء فنية كبيرة صنعت الحدث الفني سهرة أول أمس حيث امتلأت القاعة عن آخرها بالجمهور الذي أتى لمشاهدة ومتابعة فنانين جزائريين وعرب يزورن قسنطينة لأول مرة، من أجل أداء أغاني لحنها الموسيقار الجزائري نوبلي فاضل بأصواتهم الجميلة، وقد تداول على ركح العرض 12 فنانا عربيا وجزائريا، البداية كانت مع المطربة التونسية صوفيا صادق التي قدمت أغنية "لأنك مثلى تحب الجزائر"وقد حظيت بتجاوبًا كبيرًا من الحضور وكرمها في الأخير وزير الثقافة بتقديم ذرع تظاهرة قسنطينة التي تنظم هذه الاحتفالية على هامشها، كما غنى الفنان الجزائري عبد الله كورد، وطالب في كلمته المقتضبة بالدعاء بالشفاء للفنان "نوبلي فاضل"، فيما صعدت سلطانة الطرب الفنانة الجزائرية "فلة"، التي غنت "أظن في أحضاني" من ألحان الموسيقار الجزائري الكبير نوبلى فاضل، وقد تجاوب معها الجمهور، كما شارك في الحفل الفنان محمد الخامس الذي غنى "وحدك" و"محبوبة قلبي"، والفنانة المغربية "هدى سعد" هي الأخرى أمتعت الجمهور بأغنية "ما لقيتلك طبيب"، ومن مصر صعد الفنان المتألق "محمد الحلو" والفنانة "أنوشكا" التي تميزت برقصتها عبر أغنيتها "لمحوني بعنيك"، ومن لبنان هشام الحج ووليد فرح، الذي أمتع القسنطنيين بالدبكة اللبنانية، كما غنى الفنان محمد الحلو الذي أهدي أغنية "تتر ليالي الحلمية" للفنانة صفية العمري المتواجدة بالمسرح وتفاعل معه الجمهور وردد أغنيته. امتزج الفرح بالحزن، في هذه المناسبة فبكى الحضور حين عرض الشريط الوثائقي الذي وقفت على إنتاجه محافظة التظاهرة وجمعت صور من أرشيف الفنان قدمه شقيقه "صلاح الدين" مرفقا بقراءة متميزة، أدمعت عيون شقيقه ومعه كل الحضور، حيث استحضر اللحظات الرائعة لعلاقة العشق المتميزة التي ربطت الفنان بوطنه الجزائر منذ بداياته الأولى مع الفن، وقال "صلاح الدين" بهذه المناسبة "ثلاثة سنوات وأنا أحارب من اجل أخي فاضل، وأنا أمارس الجهاد من اجل تثمين أعمال فاضل الموسيقار الذي توزعت ألحانه من الغناء إلى الفن السابع، واليوم وصلت إلى نتيجة وأقولها لكل من ظلموا أن يعطوا الحياة في قلوبهم، وبالإصرار سيصل صوتهم وينالوا مبتغاهم" وما أعب الحفل الذي جمع نجوم العرب، سوء التنظيم والتسيير وبدى الحفل كأنه حفل ارتجالي رغم انه أسماء كبيرة كانت بالقاعة إلى جانب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي صرح وقال بأن سهرة تكريم نوبلي فاضل كانت ناجحة بجميع المقاييس، مؤكدا بأن جمع 12 فنانا يعتبر مهمة صعبة، لكنهم تمكنوا من انجازها، وذلك بغية إظهار صورة حسنة عن الجزائر، واعتبر بأن حفل يعد بمثابة إعطاء روح جديدة لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.