* "ترسيم الأمازيغية سيفتح المجال لهيمنة اللغة الفرنسية" ! يرى الدكتور عثمان سعدي في مشروع تعديل الدستور الذي يقر بترسيم اللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، أمر خطير يهدد السيادة والوحدة الوطنية، لأنه سيضع من الأمازيغية التي صنعت في مخابر الأكاديمية البربرية لغة في مستوى واحد مع العربية، وسيفتح المجال لهيمنة اللغة الفرنسية على الدولة الجزائرية. وأوضح الدكتور عثمان سعدي في مقال له صدر بجريدة "رأي اليوم" أن أول دستور الذي سن 1963، نص في مادته الثالثة على أن اللغة العربية هي اللغة الوطنية والرسمية، وجاء ذلك نتيجة لاستفتاء شعبي، ولم يقم اثر ذلك أي حراك شعبي إلى غاية 2002 حين عدل الدستور بتصويت من البرلمان سنة 2002 حيث اعتبر الأمازيغية لغة وطنية، ثم يأتي التعديل الثاني في السنة الجارية وبالبرلمان أيضا وبلا استفتاء، لأن الساسة يدركون حسبه أن الشعب سيرفض لغة رسمية ثانية. وأضاف الدكتور سعدي في مقاله أن هذا الموقف الذي تدعمه فرنسا التي ترفض هي الاعتراف باللهجات الجهوية في بلدها وتعتبره تهديدا لوحدة سيادتها تفرضه على دول المغرب العربي وتقول أن هذه الدول بها أربع لغات رسمية وهي الفصحى، الدارجة، البربرية، والفرنسية، وتعمل ذلك حسب الدكتور منذ قيام الثورة الجزائرية وبعدما قررت منح الاستقلال لكل من تونس والمغرب لتتفرغ كليا لمواجهة الثورة الجزائرية، حيث قام مفكروها الإستراتيجيون بوضع الخطط في التعامل مع دول المغرب العربي المستقلة، وأول ما استهلوا به حسب الكاتب نشر كتاب سنة 1956 بالجزائر من تأليف الجنرال أندري جاء فيه "من المحتمل أن يأتي يوما تهب فيه الأمة المغربية البربرية لإحياء وعيها القديم بذاتها، وترفع فكرة الجمهورية البربرية، إذا سادت فكرة الدولة التيوقراطية العربية في المغرب الأقصى" مضيفا" "إن المسألة البربرية في الجزائر مسألة قبائلية، فمنطقة القبائل أكثر انفتاحا على الحركات الخارجية من منطقة الأوراس لذا ينبغي الإعداد للمستقبل لأن المسألة البربرية تطرح الآن في الجزائر وفي المغرب الأقصى"، وبعد الاستقلال يقول عثمان سعدي عملت فرنسا على تأسيس الأكاديمية البربرية في فرنسا من اجل نشر النزعة البربرية المناهضة للعربية، ركزت على القبائلية واعتبرتها هي الأمازيغية وأعطتها الحروف اللاتينية بينما حروف الأمازيغية كانت في الأصل تكتب بالحروف العربي، وفي هذه المرحلة بدأت عملية تشويه الأمازيغية والقبائلية في تيزي وزو بتوجيه من الأكاديمية البربرية في باريس. كما دعا الدكتور سعدي في الأخير أعضاء البرلمان بغرفتيه، إلى عدم المصادقة على هذا المشروع الذي سيقضي على الوحدة الوطنية، مؤكدا أن رفضه في صناعتها كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية التي يجب أن تبقى اللغة الرسمية الوحيدة بالوطن، دون لغات ثانية، مهما كانت أهميتها، مشيرا أن اللغة الأمازيغية أخذت حقها عندما تم الاعتراف بها كلغة وطنية.