وجه أمس، النائب البرلماني، حسن عريبي، عن حزب العدالة والتنمية، رسالة إستعجالية لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، طاهر حجار، بخصوص التلاعبات الخطيرة في نتائج ومحاضر اجتماع اللجان العلمية بالجامعات الجزائرية، داعيا إياه لإنصاف المظلومين وتشكيل لجنة تحقيق نزيهة للتحري في الموضوع وإعلام الرأي العام الجامعي بنتائج التحقيق لردع المعتدين. استعرض عريبي في رسالته أمس ، حالة الطالب، جدلة محمد مصدق، الساكن بمدينة تبسة، والذي أجرى امتحان الدكتوراة دراسات دولية بجامعة جيجل. ويتعلق الأمر هنا-حسبه- بتغيير النتائج النهائية المعلنة من خلال محضر اجتماع اللجنة العلمية لقسم العلوم السياسية بجامعة جيجل بتاريخ 05 أكتوبر2015، موضحا أن هذا المحضر موقع من طرف السلطة المؤهلة والممثلة في رئيس اللجنة العلمية، الدكتورة فريدة حموم، ومن خلال هذا المحضر المذكور كان الطالب في الرتبة 8، مستغربا من أنه وبعد مضي أكثر من شهر، تم إستبدال هذا المحضر في الموقع الإلكتروني الرسمي لجامعة جيجل بجدول يحمل نتائج مغايرة، ليتفاجأ الطالب بترتيب اسمه في المرتبة12، وتفاجأ أيضا بتغيير معدله من13.74 إلى10.99، وهذا حتى بعد انقضاء الآجال القانونية لإعلان النتائج، لأسباب تبقى مجهولة لدى هذا الطالب المسكين الذي لم يجد تفسيرا لهذا التلاعب بنتائجه وبهذا الحرق لأعصابه. وأضاف النائب البرلماني، أن الطالب تقرب من إدارة الجامعة كي يستفسر في الموضوع، فكان الجواب أنه قد حدث هناك خطأ على مستوى احتساب معدلات الملفات، ما وصفه ب'التلاعب المفضوح"، حيث تم استبدال تقنية التعويض بالوحدات بتقنية التعويض بالمقاييس بشكل عمدي من أجل إسقاط ترتيب بعض الطلبة وتقديم ترتيب طلبة آخرين بجامعة جيجل، وهذا ما حدث فعلا-حسب عريبي. متسائلا "كيف يكون هذا وقد تم إعلان القائمة الترتيبية النهائية للمترشحين المقبولين في مسابقة الدكتوراه بعد الطعن والتحقق بمنح الطالب معدله وفقا لتقنية التعويض بالوحدات أي 13.74 وهو أمر عادي ومعمول به وقانوني ولا أحد يمكن أن ينكر ذلك. وقد وقع في هذا المحضر أعضاء لجنة التكوين التالية أسماءهم :نبيل كريبش-فريدة حموم-عثامنة رشيد-حملي مراد". مؤكدا أن الكارثة في جدول النتائج النهائية المعلن عنه في الأخير، والذي تم التلاعب فيه ولم يتم الإمضاء عليه من طرف أي من الأعضاء في لجنة التكوين الذين وقعوا من قبل، بل قام بالإمضاء بدلا عنهم أساتذة من جامعات أخرى وهم بوقارة حسين-قادري حسين-صالح سعود-عبد الناصر جندلي-فول مراد- عمار بوقريتة-صالح كعواش. مشيرا إلى أن هؤلاء الأساتذة ليسوا من جامعة جيجل. ومنهم من لم يشارك أصلا في عملية التصحيح أو الحضور من الأساس، مذكرا بأن الطالب صرح له أنه يملك كل الوثائق والمحاضر التي تثبت ما يدعيه من ظلم وتزوير وتحايل، كما راجت مؤخرا معلومات عن تقديم رئيسة اللجنة العلمية للقسم استقالتها احتجاجا منها على تغيير النتائج. وقد تمت استقالتها في الفترة بين إعلان المحضر النهائي المؤرخ في 05/10/2015 الموقع من طرفها. وإعلان المحضر الأخير الذي تغيرت فيه النتائج، يضيف نفس المتحدث. وتساءل عريبي في نفس الصدد، الوزير حجار، عن كيفية حدوث هذا التصرف الخطير في جامعة جيجل من تزوير وتحايل وتقديم ترتيب نتائج بعض الطلبة على حساب طلبة آخرين لا يملكون جاها أوسلطانا أوأكتافا عريضة، قائلا "ألا تعتبرون ما حدث في جامعة جيجل تزويرا متعمدا وإلحاقا للضرر بهذا الطالب وهضما لحقوقه، وتعريضا لسمعة الجامعة الجزائرية للخطر؟"…هل بهذه التصرفات المشينة نسعى إلى ترقية ترتيب جامعاتنا في التصنيف العالمي لمكانة الجامعات، وهي التي لا تزال في ذيل الترتيب؟". وأضاف"إلى متى نبقى نسمع عن مثل هذه السلوكات التي تؤسس للجهوية والفئوية والعنصرية في الجامعة الجزائرية التي يفترض فيها أنها بيت لكل جزائري وجزائرية وليست حكرا لأبناء فئة أو طبقة أوجهة؟ ما هي الخطوات التي ستقومون بها,والآليات التي ستضعها وزارتكم للوقاية من هذه التصرفات ومنع حدوثها مستقبلا في أي جامعة جزائرية؟".