أكد المخرج المسرحي عياد زياني الشريف أن الهدف من مشروعه "إقامة الكتابة والإبداع"الذي تبناه المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، هو الخروج بأرضية شاملة للنهوض بالمسرح الجزائري، من خلال حل إشكالية النص المسرحي، الذي يعد من سلم الأولويات لبناء مسرح جاد ومهني. قال المخرج المسرح زياني الشريف خلال ندوة صحفية نشطها أمس بالمسرح الوطني رفقة فريق عمله وبحضور مدير المسرح الوطني محمد يحياوي، لتقديم الخطوط العريضة لهذا المشروع، أن فكرته جاءت قبل 10 سنوات لكنه لم يتجسد على أرض الواقع لأنه لم يجد الجهة التي تتبناه، وبخصوص المشروع أكد أنه سيكون بمثابة حجر أساس لإعادة بعث الحراك المسرحي في الجزائر الذي يبقى أهم انشغالات المسرحيين والمخرجين، ومن أهم الخطوات التي سيبنى عليها المشروع يضيف المتحدث إعادة تحديد المهام من خلال فتح المجال لتخصصات، ثم التكوين، بالإضافة إلى خلق ميكانيزمات تسمح بظهور جيل جديد من المؤلفين المسرحيين المحترفين و المخرجين والتقنيين في شتى المهن المتعلقة بفنون العرض. وبخصوص البرنامج العام لهذه المبادرة أكد زياني الشريف أن ستتم في ثلاثة مراحل، انطلاقتها ستكون بفتح باب التسجيل للراغبين في إيداع نصوصهم للمشاركة ضمن إقامة "الكتابة والإبداع كلمات على الركح" والتي سيتم استقبالها إلى غاية 30 أفريل المقبل، مشيرا أن هذه المبادرة مفتوحة على كل الأعمار، ولكل المهتمين، مشيرا أنه سيتم فتح إعلان للمشاركة في عبر وسائل الإعلام السمعية منها و المرئية و المكتوبة، و في مديريات الثقافة، ثم تقدم هذه النصوص إلى لجنة التحكيم التي تتألف أعضاءها من الكاتب المسرحي أرزقي ملال، المخرج المسرحي أحمد خودي والموسيقي نور الدين سعودي، من أجل اختيار خمسة نصوص التي تكون جديرة بالاهتمام، ستكون ضمن الإقامة لمدة ثلاثة أسابيع، ليكلف بعدها المشاركون بتطوير نصوصهم من خلال الانتقادات التي تقدمها لهم لجنة التحكيم، وفي ختام هذه المرحلة تتم قراءة النصوص أمام الجمهور، خلال حصتين مفتوحتين ينشطها ممثلون محترفون وتكونا تحت إشراف مخرج مسرحي، وسيتم على هامش الإقامة تقديم ثلاثة عروض قراءة لنصوص جزائرية الأجاود"، "البوابون". أما المرحلة الثانية فسيتم خلالها اقتراح نصوص محل قراءة على مخرجين ومسرحيين، بهدف تجسيدها في شكل تركيب مسرحي، حيث سيتم تنظيم التمارين بحضور المؤلف صاحب المشروع و المؤلف المشرف والراعي للتظاهرة، أما المرحلة الأخيرة هي إنتاج هذه الأعمال التي من المفترض أن يشرف المسرح الوطني على إنتاج عمليين منها أما الثلاث المتبقية سيتم اقتراحها على المسارح الجهوية. كما سينظم على هامش التظاهرة نشاطات ثقافية مفتوحة للجمهور، تنظم على هامش الإقامة من بينها موائد مستديرة، ورشات لتطوير الكفاءات، عروض تسجيلات لمسرحيات وقراءات نصوص مسرحية. من جهته أكد مدير المسرح الجهوي محمد يحياوي أم المسرح الوطني يفتح أبوابه أمام كل الاقتراحات والمبادرات التي يقدمها المسرحيين و المبدعين التي تهدف إلى النهوض بالمسرح الجزائري وفي حدود إمكانياته. أما الأستاذ محمد لخضر عضو في المشروع أشار في كلمته أن هذه المبادرة ستفتح أفاق جديدة في الكتابة والنقد المسرحي، داعيا في السياق ذاته إلى ضرورة تأسيس مهرجان لإبداعات الشباب وذلك حسبه لتحفيز الشباب على تقديم أفكارهم و مواهبهم، أما الدكتور شنيقي فقد أكد على ضرورة التفريق بين الكتابة المسرحية والكتابة الأدبية التي تختلف في معايرها عن الكتابة الدرامية التي تبنى على رؤية الممثل والمخرج.