دعا المسرحي القدير، زياني شريف عياد، أمس إلى التأسيس لمسرح جزائري جديد بنفس جديد والخروج من الشائع وما هو مستهلك. وأضاف أنّه حان الوقت لترك المجال للفعل المسرحي الجاد والاستغناء عن التنشيط، ليبدي أسفه على واقع الفن الرابع الذي لم يجد الفضاءات الملائمة للإشعاع ولم تعمل مختلف الهيئات الثقافية على دعمه وتعزيز تواجده، مثنيا على الخطوة التي باشرها وزير الثقافة القاضية بغربلة المهرجانات الثقافية والفنية. زياني، وهو يقدّم إقامة الكتابة والإبداع التي أطلقها بالمسرح الوطني الجزائري، "محيي الدين بشطارزي" وحملت اسم "كلمات على الركح"، أوضح أنّ هذا المشروع يعود إلى عشر سنوات خلت، ظلت خلالها مرميا في الأدراج إلى أن حان وقته وتبناه صرح "بور سعيد" مثلما آمنت بفكرته ثلاثة أسماء مبدعة من الوزن الثقيل هي أرزقي ملال في الكتابة، نور الدين سعودي في اللغة والموسيقى وأحمد خوذي في الإخراج. صاحب "قالوا العرب قالوا" و"الشهداء يعودون هذا الأسبوع" تأسف للامبالاة بعض الهيئات الثقافية التي وجدت لدعم الإبداع لكنها في الواقع بعيدة كل البعد ليس فقط عن الإبداع ولكن عن كلّ فعل من شأنه أن يقدّم الإضافة المتفردة، داعيا إلى الخروج عن المألوف والمستهلك النهل من تجارب سابقة متميّزة صنعت الاستثناء الجزائري.من جهته، أكّد الموسيقي نور الدين سعودي الذي يعدّ أحد "عرابي الإقامة" أنّ هذه المبادرة هامة للغاية، وأوضح أنّنا مجتمع تنقصه الهيكلة والعمل الجماعي وبالتالي لا بدّ من تحديد الأهداف وتجسيدها، فيما أشار المخرج أحمد خوذي إلى أنّ هذا النوع من الإقامات منتشر في العالم ومنعدم بالجزائر، حيث تنظّم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي الإقامات لجميع الفنون باستثناء الفن الرابع.الدكتوران محمد لخضر موقال وأحمد شنيقي اللذان يعتبران من المشاركين في هذا الإقامة، توقّفا عن التجارب المسرحية السابقة والمأمول من هذه الإقامة، حيث أكّد موقال ضرورة تعزيز التواصل والعمل على تكوين كتاب مسرحيين ومختصين في النقد المسرحي للوصول إلى إقامة مهرجان شبابي للإبداع المسرحي، فيما نبّه الدكتور شنيقي إلى ضرورة عدم الخلط بين المسرح والأدب، فالمسرح ليس أدبا بالضرورة والتجربة ستبيّن ذلك، مضيفا أنّ أهم شيء في الإقامة هذه هي التواصل المباشر مع الخشبة ومع الفاعلين المسرحيين. للإشارة، "كلمات على الركح" هي مجموعة ورشات تهدف إلى وضع أرضية شاملة للنهوض بالمسرح الجزائري، ومن بين أولويات هذا النهوض، حلّ إشكالية "النص المسرحي" وبلوغ مستوى مسرح جاد ومهني، ويجري هذه الإقامة على مدار ثلاثة أسابيع بالجزائر العاصمة ابتداء من 30 أفريل، وهي موجّهة لجميع فئات العمرية، من المهتمين بالكتابة المسرحية على كامل التراب الوطني. وستشرف لجنة تحكيم مكونة من الكاتب المسرحي أرزقي ملال، المخرج المسرحي أحمد خوذي والموسيقار نور الدين سعودي، "عرَّابي إقامة الإبداع"، على دراسة المشاريع وانتقاء النصوص الجديرة بالاهتمام، وسيقع الخيار على خمسة مؤلفين للمشاركة ضمن إقامة الكتابة، يكلّفون خلالها بتطوير نصوصهم إلى مقترحات أولى للمشاريع، تدوم مدة القراءة فيها نصف ساعة. يتابع المشرفون على الإقامة، خلال هذه الدورة المتربصين بنصائحهم وتوصياتهم لتطوير أعمالهم، ويتم قراءة المقترحات الخمسة خلال حصتين، ينشطها ممثلون محترفون تحت إدارة مخرج مسرحي، يتم عرضها على الجمهور، إذ يتم تحويل النصوص الخمسة إلى أعمال مسرحية، تعطي ميلاد تظاهرة لقاءات "إبداع الشباب، كلمات على الركح 1".