يشرف المسرحي القدير زياني شريف عيّاد بالمسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، على تظاهرة تحمل عنوان "إقامة الإبداع والكتابة.. كلمات على الركح"، تجري على ثلاث مراحل هي؛ استلام المشاريع، تنظيم إقامة للكتابة على مدار ثلاثة أسابيع وانتقاء خمسة نصوص. وفي هذا الصدد، دعا المسرح الوطني الراغبين في المشاركة ضمن "إقامة الكتابة والإبداع.. كلمات على الركح" لإيداع نصوصهم من 16 فيفري إلى 15 أفريل 2016، وستجري الإقامة على مدار ثلاثة أسابيع في الجزائر العاصمة ابتداء من 30 أفريل، وهي موجّهة لجميع فئات الأعمار، من المهتمين بالكتابة المسرحية على كامل التراب الوطني. وستشرف لجنة تحكيم مكونة من الكاتب المسرحي أرزقي ملال، المخرج المسرحي أحمد خودي والموسيقار نور الدين سعودي "عرَّابي إقامة الإبداع"، على دراسة المشاريع وانتقاء النصوص الجديرة بالاهتمام، وسيقع الخيار على خمسة مؤلفين للمشاركة ضمن إقامة الكتابة، يكلّفون خلالها بتطوير نصوصهم إلى مقترحات أولى للمشاريع، تدوم مدة القراءة فيها نصف ساعة. يتابع المشرفون على الإقامة، خلال هذه الدورة المتربصين بنصائحهم وتوصياتهم لتطوير أعمالهم، وتتم قراءة المقترحات الخمسة خلال حصتين، ينشطها ممثلون محترفون تحت إدارة مخرج مسرحي، يتم عرضها على الجمهور، إذ تحول النصوص الخمسة إلى أعمال مسرحية، تعطي ميلاد تظاهرة لقاءات "إبداع الشباب، كلمات على الركح 1". للتذكير، زياني شريف عياد من الوجوه البارزة في المسرح الجزائري، بدأ حياته الفنية كممثل، ثم سرعان ما تحوّل للإخراج المسرحي، وشكّل رفقة الراحل عبد القادر علولة جيلا من مسرحي الاستقلال الذين أعطوا نفسا جديدا للمسرح الجزائري في الثمانينات، وأوجدوا ما يسمى بالمسرح السياسي الذي يستمد جذوره من برتولد بريخت والمسرح السوفييتي، وبعد اغتيال علولة سنة 1996، غادر زياني بلاده إلى المهجر، لكنه عاد إليها كمدير للمسرح الوطني الجزائري عام 2000 قبل أن يغادره عام 2003. إلى جانب التمثيل، أخرج زياني العديد من المسرحيات التي كان لها نجاح مميز مثل "حافلة تسير" مع الراحل عز الدين مجوبي، "العيطة" و"قالوا العرب قالوا" المقتبسة من رواية "المهرج" للكاتب السوري محمد الماغوط، والتي نالت جائزة قرطاج لأحسن إخراج، كما كان بين عامي 1985 و1988 مديرا فنيا للمسرح الوطني الجزائري، وسنة 1989 أنشأ أوّل فرقة مسرحية مستقلة بالجزائر "القلعة" مع صونيا، مجوبي وبن قطاف، وأنشأ في عام 2005 مسرح "القوستو" الذي حاول من خلاله تقديم أعمال مسرحية بنظرة مخالفة، بالتقرّب أكثر من الجمهور وإدماجه أحيانا ضمن العمل.