تدعمت القدرات الطاقوية بحاسي الرمل ( 110 كلم جنوبالأغواط )، في السنوات الأخيرة، بعديد المنشآت "النوعية"، من شأنها مواكبة التطورات الحاصلة في المجال الطاقوي من جهة وتغطية الاحتياجات المطروحة من جهة أخرى. وتوجد من بين هذه المشاريع الطاقوية الهامة محطة توليد الكهرباء بمنطقة تلغيمت التي تتربع على مساحة 15 هكتار، وبقدرات إنتاج تتجاوز 590 ميغاواط، بعد أن رصد لتجسيدها مبلغ 2.58 مليار دج. وقد بلغت نسبة تقدم أشغال هذا المشروع التابع للمجمع العمومي سونلغاز حدود 70 في المائة، وهو موزع على ثلاثة حصص، وتتمثل في الهندسة المدنية والتركيب الميكانيكي والتركيب الكهربائي، حسب البطاقة التقنية للمشروع. وبإمكان هذه المنشأة الطاقوية التي تعززت مؤخرا بتشغيل توربينتين طاقتهما 400 ميغاواط توفير 1260 منصب شغل من بينهم 60 عاملا أجنبيا. ويتوخى منها أيضا تلبية احتياجات السوق الوطنية في مجال الكهرباء وحماية التموين المحلي بها، فضلا عن تحسين نوعية الخدمات المقدمة للزبائن، كما أوضح مسؤول قطاع الطاقة. وفي سياق ذي صلة، فقد تعززت قدرات استغلال الغاز بذات المنطقة بمشروع محطة ضغط الغاز " جي إر 4 " الذي كان قد وضع حجر أساسه الوزير الأول عبد المالك سلال، خلال زيارته الأخيرة لولاية الأغواط. وقد حددت آجال استلام هذه المحطة الغازية بشهر أوت 2017، على أن يتم تشغيلها فعليا في أوت 2019، حيث رصد لهذا المشروع الطاقوي غلاف مالي بقيمة 3.03 ملايير دج من العملة الوطنية، إضافة إلى أزيد من 1,11 مليار أورو و15 مليون دولار من العملة الأجنبية. وتتطلع شركة سوناطراك من خلال هذا الاستثمار الطاقوي، الذي يشغل 716 عاملا، إلى رفع الضغط من أجل نقل الغاز من المنطقة الجنوبية الشرقية بواسطة أنبوب الغاز إلى المركز الوطني لتوزيع الغاز الواقع بحاسي الرمل بسعة نقل تقدر بنحو 3,32 مليون متر مكعب في الساعة ومن ثمة تقوية شبكة نقل الغاز الوطنية. كما يجري في ذات الإطار، إنجاز مشروع مماثل يتمثل في محطة ضغط للغاز " جي أر 5 " بسعة نقل الغاز في المرحلة الأولية للمشروع تصل إلى 14 مليار متر مكعب سنويا، على أن يتم مضاعفتها إلى 28 مليار متر مكعب سنويا خلال المرحلة الثانية للاستغلال. وستعمل هذه المحطة الجاري إنجازها من طرف شركة سوناطراك على رفع الضغط من أجل نقل الغاز من المنطقة الجنوبية الشرقية بواسطة أنبوب الغاز "جي إر 5 " إلى المركز الوطني لتوزيع الغاز بحاسي الرمل. ويمتد أنبوب الغاز "جي إر 5 " من منطقة رقان- قرابشة إلى حاسي الرمل، حيث تقدر التكلفة الإجمالية للمشروع بنحو 16,74 مليار دج، حسب البطاقة التقنية للمشروع. ويعرف مشروع إنجاز هذه المحطة لضغط الغاز نسبة تقدم هامة في 79 بالمائة على أن يدخل حيز التشغيل شهر جويلية المقبل، وستشغل يد عاملة إجمالية تزيد عن 1380 عاملا. وستضاف هذه المنشآت الطاقوية الحيوية إلى المحطة الكهربائية الهجينة ( طاقة شمسية+غاز) بتلغيمت التي توجد قيد التشغيل منذ 2011، وتنتج 150 ميغاواط من الكهرباء منها 120 ميغاواط بواسطة الغاز والباقي عن طريق الطاقة الشمسية. وتعد هذه المحطة التي تتربع على مساحة 64 هكتار، وأنجزت بشراكة بين الشركة الجزائرية للطاقة المتجددة ( نيو إنرجي ألجيريا) والشركة الإسبانية " أبينار" واحدة من أكبر منشأة للطاقة الهجينة على مستوى القارة الإفريقية والعالم. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أمر خلال ترؤسه مؤخرا مجلسا مصغرا خصص للسياسة الوطنية في مجال الغاز بمواصلة، وتكثيف التنقيب عن الموارد من الغاز الطبيعي، مؤكدا أيضا على احترام مخططات تحسين طاقات إنتاج الحقول التي توجد في طور الاستغلال. ووجه الرئيس بوتفليقة تعليمات لمواصلة وتنشيط البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة، والتي صارت تشكل أولوية للبلاد، والذي تم اعتماده خلال مجلس الوزراء المنعقد في ماي 2015 مؤكدا على وجوب وضعها ك "أولوية وطنية". وعلى هذا الأساس، فإنه سيتم بآفاق 2030 نشر الطاقة الشمسية وطاقات الرياح على المستوى الواسع مرفوقة على المدى المتوسط بإنتاج الطاقة الشمسية الحرارية والهجينة والطاقة الحيوية والحرارية حسب المخطط الرسمي. وتضاف هذه الإنجازات إلى المحطة الهجينة لحاسي الرمل (150 ميغاواط)، والتي دخلت حيز الخدمة في 2011، وكذا مزرعة الرياح بأدرار (10 ميغاواط)، وكذا المحطة الشمسية التجريبية بغرداية (1.1 ميغاواط)، وتم تسليم هاتين الأخيرتين في جويلية 2014. وفي ذات الإطار، أمر رئيس الجمهورية بمواصلة جهود عقلنة وترشيد الاستهلاك الوطني للطاقة بما فيها الغاز الطبيعي، لاسيما من خلال استهلاك الكهرباء.