أصبحت كلمة القراءة أو المطالعة ، كلمة شبه منقرضة في المجتمع الجزائري أو في العالم ككل، هذا راجع لتطور المعلومات و التكنولوجيا و السرعة المعرفية التي جعلت الفرد يبتعد تدريجيا عن القراءة خصوصا و أن الجميع أصبحوا يقرؤون المقالات و الاخبار عن طريق الصفحات الإلكترونية. إبتسام بوعلام الله القراءة كلمة جميلة لعادة رائعة ومشوقة وخاصة للمثقفين والمبدعين الذين يستمتعون بها ويعدونها الغذاء الفكري الذي يزودهم بمزيد من الأفكار والآراء والحقائق عن العالم الذي يحيط بهم وعن جميع الرموز المعنوية التي يزخر بها عالمنا المعاصر. لاسيما و أن شباب اليوم وجهوا تركيزهم بشكل كبير و كلي إلى وسائل الإتصال الحديثة، فبعدما كان هناك إهتمام كبير للتلفاز و الراديو، أصبح الناس في الوقت الراهن حول الأنترنت و خاصة بعد تطور البرامج الجديدة مثل الفيس بوك و تويتر و اليوتوب. و يجدر الإشارة أن مشكلة العزوف عن القراءة هي مشكلة عالمية، و ليست إقليمية فحسب فالفرد أصبح يطلع على كافة الأخبار و المعلومات التي تهمه إلكترونيا، و هذا راجع لسرعة إقتناء المعلومات إضافة إلى التنوع الكبير في الأراء مما يعطي الفرد فرصة أكبر للفهم و الإستيعاب بعيدا عن أخذ وقت كبير و مطول. إضافة أن الدول التي كانت شعوبها مدمنة على القراءة مثل الشعب الإنجليزي والشعب الفرنسي تعاني من هذه المشكلة الآن، فالكتاب تعرض منذ سنوات لمنافسة قوية وربما غير متكافئة مع وسائل الاتصال المعرفي مثل التلفزيون والفيديو وألعاب الفيديو وكل ما يتصل بها من وسائل سمعية وبصرية.و قد وصلت الإحصائيات أن متوسط ما يخصصه الأمريكي للقراءة يبلغ حوالي 34دقيقة للصحف و 14دقيقة للمجلات، و 23دقيقة للكتب. كما أكدت الدراسات في هذا المجال أن في أمريكا نسبة الإقبال على القراءة قد قلّت بشكل كبير، كما أن نوعية القراءة أصبحت متدنية، فالروايات المرعبة للكاتب الأمريكي "ستيفن كنج" هي أكثر الكتب رواجاً في أمريكا، وقس على هذا دولاً أخرى مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا. ولكن ما سبب مشكلة العزوف عن القراءة كمشكلة عالمية؟ إتفق العديد من الباحثين أن السبب ليس سبب ارتفاع أسعار الكتب أو المجلات، فسعر الكتاب أو المجلة قد يكون أقل من سعر شريط الفيديو، لكن السبب كما يقول الباحثون يعود إلى أن الإنسان أصبح يعرف أن الكتاب أو الصحيفة أو المجلة ليست مصدر المعرفة الوحيد، فهناك التلفزيون والفيديو والإنترنت وغيرها من الوسائل التي تجمع بين متع متنوعة في نفس الوقت مثل النظر والسمع والإثارة والراحة والسهولة وأخيراً الفائدة. و في السياق قال الشاب أمير "أن القراءة تعد أكثر صعوبة من جميع وسائل الأإتصال المعرفية، فهي تحتاج إلى التركيز الدقيق و مكان مخصص للمطالعة الذي يتسم بدوره بالراحة و السكينة، كما أن الرواية التي يمكن أن تشاهدها في التلفزيون خلال ساعتين يمكن أن تستغرق يومين أو ثلاثة أيام من القراءة الجادة". أما سارة فقد توصلت إلى "أن المشكلة لا تكمن فقط في العزوف عن القراءة ولكن تكمن أيضاً في أن وسائل المعرفة الجديدة مثل التلفزيون والفيديو وغيرهما تميل إلى السطحية والإثارة بالرغم من وجود بعض البرامج الجيدة وذات المستوى الثقافي الرفيع". قالت السيدة عائشة "أن شباب اليوم إبتعدوا كل البعد عن الكتاب الذي كان بمثابة أنيس للإنسان، حيث أصبحوا يطالعون و يقرؤون عبر وسائل الأإتصال الحديثة و الإلكترونية التي جعلوها وسيلة للبحث و التطور مبتعدين كليا عن الكتاب"، كما أضافت "أن هناك عدد قليل من الذين يقرؤن الكتاب". و في الأخير قال السيد أحمد " أن القراءة لن تنقرض كما يقول بعض الباحثين، والكتاب سيظل مصدر المعرفة الأول ولكن ستقل أهمية القراءة وتزداد نسبة الاستفادة من وسائل المعرفة الأخرى وخاصة ما يتعلق باستخدام وسائل الحاسوب والقدرة على الاستفادة من معطيات التقنية الحديثة،وستظل القراءة رافداً مهماً من روافد المعرفة البشرية إلى جوانب الروافد الأخرى".