يواصل مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية لجامعة مستغانم تحضيراته للندوة العلمية التي ستحتضنها الجامعة في 22 من شهر ماي الداخل، حول اللغة العربية ووسائل الاتصال الحديثة تحت شعار "اللغة العربية في ظل تكنولوجيات الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة، الرهانات والآفاق"، والتي ستعرف مشاركة أكثر من 30 أستاذ وباحث في المجال. ينطلق القائمون على الندوة التي تنظم بالتنسيق مع مخبر الاتصال واللغة لجامعة وهران ووحدة البحث التمثلات الرمزية والممارسات اللغوية بالمركز الوطني للبحث، في وضعهم للإشكالية المطروحة للنقاش، من فكرة أن اللغة تعد أهم الأركان الرئيسة لحضارات الأمم والشعوب، باعتبارها فاعلاً حيويا في بناء تلك الحضارات، ونتاجاً لها في الوقت نفسه، واللغة إضافة إلى وظيفتها في التواصل فهي تحمي المخزون الحضاري للأمم والوسيلة الرمزية الأساسية لإدراك وتمثل العالم والتعامل مع الواقع المحيط بنا، وبقدر تنوع المعطيات والفواعل الإنثروبولوجية والتاريخية والسوسيوجغرافية تتعدد الأنساق اللسانية واللغوية التي يتواصل بها الأفراد، بهدف ترجمة ما ينازعهم من معان وأفكار وقيم، فكانت اللغة بذلك العمود الفقري للاتصال، والأداة الوظيفية الأكثر إستراتيجية في التفاعل ونقل المعاني والمعارف والتعبير عن الخصوصيات الهوياتية والانتماء الثقافي. وأضاف بيان الندوة الذي تحصلت الحياة العربية على نسخة منه، أن التطور الحاصل في راهننا ساهم على مستوى تكنولوجيات الاتصال، في التأثير على اللغات باختلاف انتشارها ومكانتها وبنيتها الدلالية وسبكها المعجمي، ذلك أن كل إبداع معرفي وتقني جديد يتشابك بالضرورة مع نسق اللغة ضمن علاقة تماس ديناميكية، وما من شك أن هذه التحولات فرضت على مختلف اللغات أوضاعا ورهانات جديدة، بما في ذلك اللغة العربية التي خاضت طوال مسارها تحديات لغوية ذات طابع تاريخي وثقافي، واستطاعت أن تثبت من خلالها كفاءتها على التأقلم مع المتغيرات العلمية والثقافية، إلا أن الرهان التكنولوجي الراهن والمتمثل في جيل شبكة الإنترنت وما وفره من فضاءات تواصلية جديدة، أدى إلى بروز ممارسات لغوية مستحدثة لها مميزات تداولية وأسلوبية وخطابية مخصوصة، على المستويين المكتوب والمنطوق. وأضاف أنه في ضوء ما تم طرحه، يسعى منظموالندوة للاتكاء على منظور معرفي متعددة التخصصات، بغية تسليط الضوء على النسق اللغوي باختلاف مستوياته التداولية واللسانية، بالإضافة إلى البحث في مكانة اللغة العربية خاصة في المجتمع الجزائري، بالاستناد إلى السياقات الثقافية والسوسيولوجية، إضافة إلى مساءلة العلاقة بين الوسائط التكنولوجية والخطاب اللغوي المتداوَل داخل فضاء التواصل الافتراضي. ولمناقشة هذا الموضوع سيتطرق المشاركون إلى عدة محاور أهمها: مفهوم اللغة في حقل علوم الإعلام والاتصال، الرهانات اللغوية في زمن العولمة، تكنولوجيات الإعلام والاتصال، المشهد اللغوي العربي في ضوء التحولات التكنولوجية، واقع المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، ملامح اللغة المتداوَلة داخل الفضاء الإيديولوجي وتوظيف وسائط الاتصال الجديدة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.