ينظم مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية لجامعة مستغانم بالتنسيق مع مخبر الاتصال واللغة لجامعة وهران وكذا وحدة البحث التمثلات الرمزية والممارسات اللغوية بالمركز الوطني للبحث، ندوة بعنوان: "اللغة العربية في ظل تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة، الرهانات والآفاق"، وهذا في 22 ماي المقبل. وجاء في ديباجة الملتقى أن اللغة أحد الأركان الرئيسة لحضارات الأمم والشعوب؛ باعتبارها فاعلاً حيويا في بناء تلك الحضارات، ونتاجاً لها في الوقت نفسه. واللغة إضافة إلى وظيفتها في التواصل فهي تحمي المخزون الحضاري للأمم والوسيلة الرمزية الأساسية لإدراك وتمثل العالم والتعامل مع الواقع المحيط بنا. وبقدر تنوع المعطيات والفواعل الإنثروبولوجية والتاريخية والسوسيوجغرافية تتعدد الأنساق اللسانية واللغوية التي يتواصل بها الأفراد؛ بهدف ترجمة ما ينازعهم من معان وأفكار وقيم، فكانت اللغة بذلك العمود الفقري للاتصال، والأداة الوظيفية الأكثر استراتيجية في التفاعل ونقل المعاني والمعارف والتعبير عن الخصوصيات الهوياتية والانتماء الثقافي. وأضاف بيان الملتقى أن التطور الحاصل في راهننا ساهم على مستوى تكنولوجيات الاتصال، في التأثير على اللغات باختلاف انتشارها ومكانتها وبنيتها الدلالية وسبكها المعجمي، ذلك أن كل إبداع معرفي وتقني جديد يتشابك بالضرورة مع نسق اللغة ضمن علاقة تماس ديناميكية، وما من شك أن هذه التحولات فرضت على مختلف اللغات أوضاعا ورهانات جديدة، بما في ذلك اللغة العربية التي خاضت طوال مسارها تحديات لغوية ذات طابع تاريخي وثقافي، واستطاعت أن تثبت من خلالها كفاءتها على التأقلم مع المتغيرات العلمية و الثقافية، إلا أن الرهان التكنولوجي الراهن والمتمثل في جيل شبكة الإنترنت (web2.0) وما وفره من فضاءات تواصلية جديدة، أدى إلى بروز ممارسات لغوية مستحدثة لها مميزات تداولية وأسلوبية وخطابية مخصوصة، على المستويين المكتوب والمنطوق. وأضاف أنه في ضوء ما تم طرحه، يسعى منظمو الندوة للاتكاء على منظور معرفي متعددة التخصصات، بغية تسليط الضوء على النسق اللغوي باختلاف مستوياته التداولية واللسانية، وبحث مكانة اللغة العربية خاصة في المجتمع الجزائري، بالاستناد إلى السياقات الثقافية والسوسيولوجية، إضافة إلى مساءلة العلاقة بين الوسائط التكنولوجية والخطاب اللغوي المتداوَل داخل فضاء التواصل الافتراضي. أما عن محاور الندوة فهي: مفهوم اللغة في حقل علوم الإعلام والاتصال، الرهانات اللغوية في زمن العولمة، (رؤية ثقافية)، تكنولوجيات الإعلام والاتصال: (رؤية سوسيو تقنية)، المشهد اللغوي العربي في ضوء التحولات التكنولوجية، واقع المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، ملامح اللغة المتداوَلة داخل الفضاء السيبرنيطيقي وتوظيف وسائط الاتصال الجديدة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. كما تضم اللجنة العلمية للندوة التي يرأسها الدكتور العربي بوعمامة، الأساتذة: عزوز أحمد، بلعيد صالح، سالمي عبد المجيد، حيرش بغداد، غالم عبد الوهاب، مالفي عبد القادر، صالح فلاق شبرة، بعلي محمد، بدر الدين زواقة، مرواني محمد وبعلي محمد سعيد. وتضمنت شروط المشاركة النقاط الآتية: أن يتصف البحث بالأصالة والحداثة، وأن لا يكون قد قُدم لملتقى سابق أو نُشر في مجلة أو مقدَّم للنشر، وأن يرتبط البحث بإشكالية الملتقى وأحد محاوره ويمكن الجمع بين عدة محاور، وأن يكون البحث بإحدى اللغات الثلاث (العربية، الفرنسية أو الإنجليزية) على أن يرافق البحث ملخص بلغتين (العربية واللغة الأجنبية المختارة).