أكد عمار غول رئيس تجمع أمل الجزائر، أن دفتر الشروط ينبغي أن يحدد حدا أدنى من التوافق، يتمحور أساسا حول السياسة الخارجية، رموز الدولة، مصالح الجزائر في الخارج والملفات الكبرى التي تهم الجميع. واعتبر أنّ الإعلام مدعوّ إلى الوقوف مع الدولة عندما تتعرض رموزها إلى حملة من قبل أطراف أجنبية، بينما عاب أساتذة في الإعلام على السلطات عدم مواكبتها لتطورات الإعلام وفقا لما يخدم مبادئ الدولة وسياستها الخارجية وريادتها الإقليمية. وشدد عمار غول، في ندوة، وطنية نظمها حزبه بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير بفندق مازافران، على ضرورة أن تضع الحكومة دفتر شروط خاص بوسائل الإعلام يحدد المبادئ التي ينبغي على الصحفيين الالتزام بها. وحفل يوم أمس، بخرجات سياسية كثيرة من قبل الأحزاب السياسية، حيث أفاد أمين عام حركة النهضة، محمد ذويبي، أن "حزبنا يقف دائما إلى جانب الصحافيين بمناسبة يومهم العالمي، من أجل أداء واجبهم المهني بالكلمة الصادقة والمحايدة والموضوعية". وقال إن "حرية الإعلام دعامة أساسية من دعائم الديمقراطية، ونطالب بحماية الصحافي من كل الضغوط المادية والمعنوية، وعدم التضييق عليه في الحصول على المعلومة من المصادر الموثوقة. وأكد غول، أنه سينقل انشغال الصحفيين المتمثل في دفتر شروط يحدد المبادئ التي ينبغي على الصحفيين الالتزام بها إلى الحكومة، مشيرا إلى الأهمية التي تكتسيها السلطة الرابعة في دعم الاستقرار والسيادة والريادة للدولة. مشيرا إلى الحملة التي شنتها وسائل الإعلام الفرنسية ضد رئيس الجمهورية بعد صورة مانويل فالس. وقال إن الإعلام حرّ في انتقاده للرئيس ولكن عندما تتعرض صورته للتشويه ينبغي أن يتجنّد الجميع للدفاع عنه على اعتباره رمزا من رموز الدولة. وأثنى عمار غول، على الدبلوماسية الجزائرية وتمسّكها بموقفها حتى وإن بقيت وحدها ومعزولة. وقال الأستاذ لزهر ماروك، من جامعة الجزائر، إنّ صورة نشرت بموقع "تويتر" أدت إلى أزمة دبلوماسية بين بلدين، وذلك يدلّ على قوّة التأثير التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي، وأكد أن السياسيين الذين يريدون التحكّم في صورهم لدى الرأي العام والشعب ينبغي عليهم التحكم في وسائل التواصل الاجتماعي ومواكبتها بعدما لم يعد كافيا الاهتمام بوسائل الإعلام، وحدث هناك شبه إجماع وسط أساتذة في الإعلام والعلوم السياسية، بخصوص على تأخّر السلطات الجزائرية في مواكبة تطوّر مجال الإعلام، لا سيما الصورة، وعدم تحكمها في وسائط التواصل الاجتماعي التي أصبحت متقدّمة على وسائل الإعلام من حيث السرعة في النشر واستقطاب ملايين المشاهدات. وقال ماروك إن الجزائر تعيش نكبة في الإعلام، ومسؤولونا يعاملون وسائل الإعلام التي تنتقدهم على أنها معادية لهم عوض أن التعاطي الإعلامي الذي يفرض وجودهم. واقترح ماروك، إنشاء قناة خاصة من لندن، تواجه قنوات هدفها هو تسويد صورة الجزائر في الخارج، على غرار قناة "المغاربية". ونبه لزهر ماروك، إلى أنّ الإدارة الأمريكية قبل أن تشرع في حروب عسكرية تعتمد على استراتيجية الحرب الإعلامية التي إن نجحت فستنجح حتما حربها العسكرية، وأشار إلى أن قوّة تأثير تنظيم "داعش" هو استراتيجية إعلامية انتهجها التنظيم من خلال فبركة أشرطة الفيديو صوّر من خلالها نفسه أنه دولة يمكنها تدمير كلّ الدول.