أبرز المشاركون في ندوة نظمها الأفلان بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية التعبير أهمية الإعلام في تحقيق التحول الديمقراطي، كما تطرقوا إلى الضوابط التي تحكم المهنة الإعلامية وما يتوجب على المسؤولين لتمكين أهل المهنة من أداء رسالتهم دون قيد، داعين إلى ضرورة فتح السمعي البصري. نظم حزب جبهة التحرير الوطني، أول أمس، بمقره المركزي ندوة حول »الإعلام وإشكالية التحول الديمقراطي« بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية التعبير استهلها الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم بالتذكير بالظروف التي تحيي فيها الأسرة الإعلامية الوطنية هذا اليوم، الذي جاء –حسبه- متزامنا بحزمة من الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كما شدّد في كلمته على ضرورة ممارسة إعلام موضوعي يتوخى الدقة، كما دافع على قانون الإعلام الحالي الذي أكد بشأنه أنه مستخرجا من الاتفاقات الدولية، رافضا الطعن في عالمية هذه المبادئ. وقارن بلخادم بين الإعلام الربحي والإعلام الذي يتبنى مشروع مجتمع، وعرّج على ما تعيشه بعض الدول العربية من أوضاع، مبرزا دور الإعلام في تسويق الحراك الذي تشهده هذه البلدان. وشدّد الأمين العام للحزب على عرض الحقيقة كاملة مع طرح جواب الخلاف بالكامل بلغة محايدة دون تهويل وتهوين. واعتبر بلخادم أن البلاد تعيش مرحلة مفصلية في ظل التحولات والإصلاحات التي ستمس كثير من القوانين في الحقل السياسي والإعلامي، ودعا أسرة الإعلام إلى إثراء مشروع قانون الإعلام بما يسمح بامتلاك إعلام موضوعي، قائلا إن الجزائر سبقت آخرين في ممارسة إعلام حر، مشدّدا على طرح مدونة سلوك وأخلاق في الممارسة الإعلامية. وتميزت الندوة بإلقاء محاضرتين نشطهما كل من الأستاذ محمد لعقاب حول »الإعلام والإصلاحات السياسية والتكنولوجيات الحديثة« والأستاذ بلقاسم أحسن جاب الله حول »الأدوات الضابطة للممارسة الإعلامية«. ورأى الأستاذ لعقاب أن وسائل الاتصال الحديثة ساهمت في إعادة رسم المشاهد السياسية في كثير من البلدان العربية بشكل كبير بعدما ذكر بالدور الذي لعبه الراديو خلال الحرب العالمية والتلفزيون في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. ولتوضيح التأثير الكبير لوسائل الاتصال الحديثة خاصة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على رأسها »الفايس بوك« و»تويتر«، استدل لعقاب بعدد مشتركي هذه المواقع في عدد من الدول العربية وفي الجزائر التي وصل فيها المتواصلون عبر » الفايس بوك« إلى 1.5 مليون مشترك. ولم ينس الأستاذ لعقاب الحديث عن وسيلة بالغة التأثير وقادرة على تخطي الحدود على حد تعبيره تتمثل في »المدونات الشخصية« والتي »تجعل العالم يعرف ما يدور في رأس الشخص«. أما الأستاذ بلقاسم أحسن جاب الله فقد اعتبر في محاضرته »الأدوات الضابطة للممارسة الإعلامية«أن المجلس الأعلى للإعلام هو العمود الفقري للمهنة، وذكر بتاريخ هذه المجالس عبر العالم وإفريقيا، مشيرا إلى أن تجربة الجزائر في هذا المجال رقم قصر عمرها» ثلاث سنوات« إلا أنها كانت مفيدة في كثير من الجوانب، مشددا على ضرورة تفعيله من أجل تنظيم مهنة الإعلام. وأثناء النقاش ركز المتدخلون على ضرورة التعجيل بمراجعة قانون الإعلام وإشراك الأسرة الإعلامية في إثرائه والعمل من أجل فتح السمعي البصري، كما طالبوا بإعادة بعث المجلس الأعلى للإعلام ليكون أداة ضابطة لممارسة مهنة الإعلام. وفي تعقيبه قال بلخادم إنه »يجب أن تكون ضوابط لفتح السمعي البصري« عبر طرح دفتر شروط، مؤكدا على ضرورة الحرص على إنشاء قنوات بما » لا يفرق الجزائريين وضرب وحدتهم«. كما اعترف الأمين العام للحزب في تعقيبه بقصور سياسة التبليغ، وأكد ضرورة معالجة الأسباب، مطالبا بتمكين الصحفي من الوصول إلى مصدر الخبر. من جانب آخر، تم تكريم المدير العام السابق لجريدة السلام محمد عباس والمدير العام السابق لجريدة المجاهد الأسبوعي محمد سي فوضيل نظير إسهامهما المتميز وبصماتهما الخاصة في نقل الرسالة الإعلامية، كما تم الإعلان عن جائزة تحمل اسم الشهيد محمد العيشاوي لأهل الإعلام ستسلم يوم 3 ماي القادم بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية التعبير.