يحتضن عشية اليوم، المسرح الجهوي سيراط بومدين لمدينة سعيدة العرض الأول والشرفي لمسرحية "موسو ساراما" للمخرج شوقي بوزيد عن نص من تأليف محمد بن بديدة، وعالجها فنيا الكاتب عبد الرزاق بوكبة. "موسو ساراما" عمل مسرحي فلسفي يحمل أبعاد افريقية، يحكي حسب مخرجها شوفي بوزيد قصة امرأة فائقة الجمال "موسو ساراما" يعشقها رجل من قبيلة الهوتو يخوض صراعاً مع أخيها المنتمي إلى قبيلة التوتسي، والذي تأثّر بالاستعمار الغربي للقارة، فعمل على تغيير وجهه الأسمر بآخر أبيض، غير أنه يتراجع في النهاية عن هذا الخيار ويتزعّم حركة تحرير واسعة للإنسان والمكان، مضيفا بخصوص اختياره لهذا العمل الذي سيعيده للركح بعد انقطاع دام خمسة سنوات أنه سيحاول إظهار الصورة الإفريقية التي ظلت مغيبة على مدار سنوات بالمشهد المسرحي الجزائري، قائلا " هل يعقل أن الأوربيين والأميركيين يستثمرون جمالياً أكثر منا نحن الجزائريين في الفضاء الأفريقي؟". وقال أن هذا المجال بقي حكراً على السياسيين والإعلاميين، ما جعله مجهولاً لدى مجتمعنا بعده الفني والإنساني، وبخصوص المسرحية يقول المخرج في تصريحه أن العرض يحاول خلق نموذجا حواريا عميقا بين مختلف العناصر المسرحية، من تمثيل وموسيقى وسينوغرافيا وإخراج وتعبير جسدي ولغة، لتعميق علاقة المتلقّي الجزائري والعربي بهواجس وأسئلة ومناخات وطقوس الإنسان الأفريقي المعاصر. كما سيحاول العرض إيجاد إجابات لبعض التي نذكر في مقدمتها: لماذا بقيت القارّة السمراء منتجة للسواعد الهاربة إلى غيرها؟، من جهته يقول مدير المسرح الجهوي لسعيدة "إن هذا العمل هو الالتفاتة إلى أفريقيا، وللجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر في القارّة، خصوصاً في دول الساحل وما تعرفه من اضطرابات أمنية" أن إدارته حرصت على توفير كل الشروط لإنجاز هذا العمل في ظروف مريحة، كاشفا عن المعايير التي اعتمدها اختيار الفريق حيث أنّ المخرج قام بإجراء "كاستنيغ" لاختيار الممثلين في مشاركة والذي عرف حضور ممثلين من كل الولايات إلى جانب ممثلين من ولاية سعيدة وتم اختيار أصحاب الكفاءات العالية بغية منحهم الفرصة لإثبات مواهبهم وقدراتهم الفنية. للإشارة، فان مسرحية "موسو ساراما" التي ستقدم باللغة العربية الفصحى ويجسد أدوارها كل من هشام قرقاح من أم البواقي، موسى لاكروت من سيدي بلعباس، ماجد كويتان من باتنة، محمد مصطفاي ومباركي فتحي ومغربي نبيل الطاهر وويس محمد سعيد وحرطاني علي وخليل جباري وإيمان بوري والشيخ أسماء من مدينة سعيدة، تم اختيارها للمشاركة في الطبعة 11 لمهرجان المسرح المحترف التي تم تأجليها إلى أجال غير محددة.