يصنع المخرج المسرحي شوقي بوزيد الحدث هذه الأيام بتعاقده مع مسرح سعيدة لإخراج المسرحية التي سيشارك بها في الدورة القادمة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف، بعد غياب دام خمس سنوات، إذ كان آخر عمل اشتغل عليه "كيشوت" الذي كتب نصه الراحل امحمد بن قطاف. وكعادته اختار عنوانا غامضا لعرضه الجديد هو "موسوساراما"، وهو اسم إفريقي لامرأة جميلة يقع في حبها رجل هو خصم لأخيها الذي باع نفسه للمحتل الغربي، حتى أنه غيّر وجهه الأسمر بوجه أبيض، بكل ما يترتب عن هذا الانسلاخ، قبل أن يتفطن إلى سوء خياره ويتراجع عنه، شانّا معارضة لكل ما هو استنزاف لخيرات القارة السمراء ومشوها لذاكرتها وثقافتها. شوقي بوزيد خريج برج الكيفان، وصاحب اللمسة الإخراجية الخاصة، معروف عنه عدم الإكثار من الظهور، مما يمكن أن نسميه "إسهالا مسرحيا"، خاصة في ظل توفر الفرص بزيادة عدد المسارح والتعاونيات، من غير أن يتركوا أثرا. المسرحية التي كتب نصَّها محمد بن بديدة من تيارت، واشتغل عليها لغويا الكاتب عبد الرزاق بوكبة، تتخذ من الصراع الإثني بين قبيلتي الهوتو والتوتسي منطلقا لمقاربتها في تجليات الصراعات التي تعرفها إفريقيا، وفق رؤية إخراجية وسينوغرافية قال عنهما الفنان شوقي بوزيد أنهما ثمرة لبحث عميق ورغبة في الاحتفاء بالفضاء الإفريقي مسرحيًا بعد أن تم احتكار الحديث عنه من طرف السياسيين والإعلاميين وقليل من الكتاب. من جهته ثمن مدير مسرح سيراط بومدين لمدينة سعيدة الفنان السعيدي مرزوق، الوتيرة التي تسير بها التدريبات والانسجام بين عناصر الفريق الذي يراهن على أن يقدم العرض الشرفي قبل نهاية الشهر الجاري في مسرح المدينة قبل الانطلاق في عروض عبر نخبة من ولايات الوطن، مضيفا أنهم لم ينجزوا المسرحية للتنافس بها فقط، بل لتحقيق فرجة فنية للجمهور الذي بات رأس المال الأول.