وقع اختيار إدارة مسرح سيراط بومدين لمدينة سعيدة للمشاركة في فعاليات الدورة القادمة من منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة المرتقب تنظيمها الأسبوع الأخير من ماي الداخل على مسرحية "موسوساراما" للمخرج شوفي بوزيد وكاتبها محمد بن بديدة. "موسوساراما" عمل مسرحي يقترب من الفضاء الإفريقي الشبه غائب في المسرح الجزائري، خصوصا من ناحية الصراعات الإثنية والقبلية التي مزقت أوصال المجتمع في القارة السمراء، وحالت دون العمل بالحوار والإيمان بالتعدد والاختلاف، من خلال ثنائية الهوتو والتوتسي التي باتت رمزا للتطاحن الإثني في العالم. ويقول المخرج شوقي بوزيد إن منطق الصراع والتطاحن في إفريقيا بقي تناوله حكرا على السياسيين والإعلاميين الذين قاربوه بأدواتهم الخاصة، وهي مهمة في سياقها، لكن آن للمسرح أن يقول كلمته في هذا الشأن بأدواته الفنية الخاصة، بعيدا عن النزوع إلى الخطاب المنحاز أو السطحي، وأشار شوقي بوزيد أنّه سيسخر كل العناصر المسرحية لتسليط الضوء على جملة الأسئلة المتعلقة بالموضوع، على غرار لماذا بقيت إفريقيا مضربا للتخلف والاحتياج إلى الآخر، رغم أنها من أكثر القارات اتساعا وثروات وشبابا؟ لماذا استطاعت فضاءات جغرافية أخرى أن تذهب إلى المستقبل، رغم أنها لا تقل إثنيات وأعراقا ولغات وأديانا عن إفريقيا، بينما عجزت هذه الأخيرة عن تحقيق ذلك. كما صرح سعيدي مرزوق مدير مسرح سيراط بومدين لمدينة سعيدة بأن إدارته حرصت على توفير كل الشروط لإنجاز هذا العمل في ظروف مريحة، موضحا عن المعايير التي اعتمدها اختيار الفريق أنّ المخرج قام بإجراء "كاستنيغ" لاختيار الممثلين في مشاركة سجلت حضور كل الولايات مع ميل إلى ممثلي المدينة ذوي الكفاءات العالية بغية منحهم الفرصة لإثبات ذواتهم. أدوار المسرحية التي تم اختيار العربية الفصحى لغة لها، بمعالجة فنية للكاتب عبد الرزاق بوكبة، يجسدها هشام قرقاح (أم البواقي)، موسى لاكروت (سيدي بلعباس)، ماجد كويتان (باتنة)، محمد مصطفاي ومباركي فتحي ومغربي نبيل الطاهر وويس محمد سعيد وحرطاني علي وخليل جباري وإيمان بوري والشيخ آسماء من مدينة سعيدة.