"الشاب خالد سفير بلده يحمل انتماءات وطنية حقيقية" "برامج الهواة كلها تجارية والمواهب يعانون بعد التخرج منها" استطاع الفنان عمار حسن أن يحمل هموم وانكسارات وأفراح أبناء وطنه في أغانيه رغم المافيا التي تحكم الساحة الفنية العربية اليوم، ففرض أسلوبه الملتزم وخطه الفني البعيد عن كل ما هو تجاري وتمكن من شق طريقه بنفسه في ظل غياب الشركات الإنتاجية والجهات الداعمة للمواهب المتخرجة من برامج الهواة، التقت الحياة العربية به وكان هذا الحوار: حاورته: لمياء العالم أهلا بك مرة ثانية في بلدك الثاني الجزائر أنا سعيد جدا أن أكون في الجزائر فطبعا الجزائر بالنسبة للشعب الفلسطيني بلدنا الثاني ونحن نعشق الجزائر والجزائر تعشق فلسطين فهي أهم بالنسبة لي من دول أخرى، وأنا أنقل كل التحيات من الشعب الفلسطيني إلى الشعب الجزائري. منذ فترة ليست بالطويلة استقبلت الجزائر المنتخب الوطني الفلسطيني كيف وجدت هذه الضيافة؟ استقبال الجزائر لمنتخب فلسطين صراحة أبكاني وخصوصا عندما استقبله الشعب الجزائري بكثير من الحفاوة رغم قوة المنتخب الجزائري إلا أنهم تعاملوا معهم وكأنه منتخب جزائري هذا شيء بالنسبة لنا أثر فينا كثيرا وهذا ليس بغريب على شعب يقف إلى جانب فلسطين ظالمة أو مظلومة. أنت متخرج من برنامج الهواة العربي الشهير "سوبر ستار" عام 2004 ماذا أضافت لك هذا البرنامج؟ طبعا البرامج الغنائية هي فرصة للمواهب الموجودة في الوطن العربي في ظل عدم وجود شركات الإنتاج ولكن للأسف البرامج الغنائية أصبحت كثيرة جدا وأصبحت تخرج كما كبيرا من الفنانين الحقيقيين الذين يعانون فيما بعد البرامج يعني عشرات وإن لم نقل المئات من الفنانين الذين تخرجوا من برامج الهواة لم يستطيعوا أن يحققوا تواجدهم في الساحة الفنية فهذه البرامج سلبياتها أكثر من إيجابياتها وبصريح العبارة هي لا تسلط الضوء على الفنان بعد نهاية البرنامج. هل هذا يعني أنها برامج تجارية؟ طبعا، أتركيني أوضح في الواقع نعم هي تجارية ولكن لا يمكن ّأن ننكر أنها فرصة للموهوب لكي يطل على جمهور واسع من الوطن العربي. وأنت هل لقيت دعما بعد سوبر ستار؟ يعني أنا الحمد لله كعمار حسن استطعت أن أحافظ على خط ملتزم مثلما أحبني الناس، الإنسان الفلسطيني البسيط الذي عايش هموم الناس ويحاول أن يقول كلمته كإنسان فلسطيني بكل كرامة وأن يؤدي رسالته كما يجب الحمد لله لم ألجأ إلى الخط التجاري ولكني لجأت إلى الخط الإنساني في تقديم أعمالي الفنية. فهناك الكثير من المشاريع قدمت ثلاث ألبومات من بينها ألبوم مع شركة روتانا وحاليا أطلقت أغنية جديدة "من رضي بقليلوعاش" من كلمات وألحان ياسر جلال وتوزيع روجيه خوري. وهي رسالة للوطن العربي تعلمهم القناعة والرضى بالقليل والابتعاد عن الجشع فنحن كفنانين نحاول دائما أن نجمع الشعوب من خلال هذه الصفات في ظل التشرذم والتفكك. هل أخذ الفنان الفلسطيني حظه في الساحة الفنية العربية اليوم؟ نعم، لأن الفنان الفلسطيني له خصوصياته، الفنان الفلسطيني له قضية شئنا أم أبينا هناك جرح كبير عندما يغني الفنان الفلسطيني هولا يغني ليرقص هويغني ليتعالى على جراحه يغني لينشر ثقافته الفلسطينية لأن الاحتلال دائما يحاول أن يهمش الثقافة الفلسطينية ويحاول أن يبرز أن هناك إنسان فلسطيني يحب أن يمرح، يحب أن يعيش، وتقديم العمل الفلسطيني في العالم العربي هومن أولوياته. وماذا عن الواقع الثقافي والفني داخل فلسطين؟ أتمنى من الإعلام الجزائري أن يقوموا بزيارة فلسطين وسيتفاجؤون بمستوى الثقافة والفعاليات الثقافية الموجودة رغم ما يفعله الاحتلال، هناك حالة ثقافية، حالة تواصل يوميا، هناك أمسيات شعرية يوميا هناك أمسيات غنائية وطنية وأيضا مشاركة الفنان الفلسطيني رغم الحواجز التي يحاول أن يفرضها الاحتلال الإسرائيلي. نعود لما يصرح به الكثير من الفنانين أن هناك مافيا الفن هل توافقهم في ذلك؟ هذا واقع وصحيح، وهناك مصالح يعني إذا لم تكوني معي فأنتي ضدي وهناك أساليب ملتوية للأسف ولكن أنا تربيت على أن الفن شيء محترم، اليوم ما يحصل في الساحة الفنية العربية للأسف مافيا هناك ابتزاز فأصبح هناك احتكار حقيقي لبعض الفنانين تسليط الضوء على بعض الفنانين وكأن هؤلاء الفنانين بغض النظر عن إمكانياتهم الفنية يتم فرضهم على الساحة الفنية. ما هي معايير النجومية بالنسبة لك؟ أنا بالنسبة لي الفنان عندما يعتقد أنه أصبح نجما فإنه سقط وهوبداية الهاوية وأنا باعتقادي أن محبة الناس هي الأهم وأن يقدم شيء يليق بالجمهور العربي هناك ابتذال على الشاشات للأسف والفنان المحترم اليوم أصبح يسبح ضد التيار فلا يجد في طريقه سوى المطبات والمعارضين وخصوصا إذا مشى ضد الخط التجاري ويحاول يراهن على الجمهور العربي يرفض الابتذال وكل ما يفرض عليه. مواطنك محمد عساف حقق شهرة واسعة في وقت قياسي كيف تمكن من فرض نفسه أمام هذا الكم الهائل من الفنانين؟ الجمهور العربي عموما متعطش للفنانين الفلسطينيين وأنا كما قلت لكي سابقا أننا كلما شاركنا في أي مهرجان نحاول أن نعكس صورة إيجابية وصورة شامخة عن الإنسان الفلسطيني والإنسان الفلسطيني ليس الإنسان البكائي فقط فهو مليء بالطاقة ويحاول أن يقول للناس كما يقول محمود درويش" على هذه الأرض ما يستحق الحياة". بحكم أنها الزيارة الثانية لك بالجزائر هل كونت صداقات مع فنانين جزائريين؟ أنا من الفنانين التي تربطهم علاقة وطيدة بالشاب خالد وأنا شاركت معه في "الضمير العربي" بالفعل هو سفير بلده يحمل انتماءات وطنية حقيقية هو إنسان عربي حتى النخاع يعبر عن وطنيته أينما حل وهو إنسان بسيط جدا وأتمنى أن أجتمع معه في عمل فني.