عقدت جمعية الشيخ عدون الثقافية بالقرارة ولاية غرداية ندوة تاريخية بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى ال71 لمجازر 8 ماي 1945 أين استضافت فيها فضيلة الأستاذ بسيس أحمد بن عبد الرحمان حفيد المحتفى به المجاهد المرحوم بسيس قاسم بن الحاج سعيد رحمه الله للحديث عن نضال وجهاد جدّه. الندوة التي نشّطها الأستاذ بسيس عبد الحميد أقيمت بدار عشيرة أولاد كاسي بن الناصر العامرة، وفي مستهل حديثه حيّا فضيلة الأستاذ بسيس أحمد القائمين على جمعيّة الشيخ عدون ومباركته لهذه الندوة في حق أحد أبرز مجاهدي ورجالات المنطقة الذي لم يعطى له حقّه بعد وفاته ولم تحظى بالاهتمام الذي تحظى به الشخصيات الأخرى . وبعدها أسهب الأستاذ بسيس أحمد في تقديم نبذة حول حياة المجاهد بسيس قاسم بن الحاج سعيد الوطني لحد النخاع والذي ولد بالقرارة ولاية غرداية خلال سنة 1970، وتلقى دراسته الابتدائية على يد الشيخ الطرابلسي، وبعد استظهاره القرآن واصل دراسته عند الشيخ إبراهيم بن بكير حفار ثم التحق بحلقات الشيخ بيوض، ليتابع دراسته العليا للدراسة في الخلدونية وبعد تخرجه بدأ التدريس في معهد الحياة في مادة الجغرافية، وفي سنة 1936 بدأ التدريس في دار تنجارت بالقرارة، وبعدها اشتغل مع التدريس بالإدارة فقد كان مديرا لمدرسة الحياة مدة ربع قرن تقريبا، وشارك في الثورة التحريرية من الأوائل وذلك في 1956 وهو عضو في المجلس البلدي للثورة الذي يرأسه الشيخ بيوض الحامل لرقم 1167، حيث كان له دور بارز مع مجاهدي المنطقة خاصة في جمع السلاح والمؤونة للمجاهدين وهذا بمقر دار عشيرة أولاد كاسي بن الناصر القديمة التي كانت إحدى أبرز معاقل المجاهدين في القرارة، ففي سنة 1960 التحق بحلقة العزابة واشتغل وكيل حبوس المسجد إلى 1971 حيث يعتبر أوّل منظم لحبوس المسجد، كما يعتبر المجاهد المرحوم قاسم بن الحاج سعيد أمين البلدة ومن كبار رجالها، ويعدّ أيضا أوّل رئيس لبلدية القرارة منتخب بعد الاستقلال لعهدتين متتاليتين، إضافة إلى وظائفه المتعدّدة فقد بدأ العمل التجاري في قسنطينة في 1928، ثم التحق بتونس في 1930 تقريبا، واشتغل بالفلاحة طول حياته إلى جانب المهام المذكورة، كما اشتغل بالتنشيط الثقافي في المدرسة وإقامة الرحلات . المجاهد المرحوم بسيس قاسم بن الحاج سعيد كان يشتهر بالانضباط والحرص والتضحيّة الكاملة وتحمّل المسؤوليّة وكان لا يعتمد على غيره، كما اشتهر بالذكاء وقوة الحفظ للوقائع والأحداث، إضافة إلى تميزه بالإتقان في العمل وخاصة الفلاحة التي أحبها واعتنائه الكبير بالنخيل، وكان قانع لا تهمه الدنيا وزاهدا فيها، وله الثقة الكاملة في جميع الناس، وله حنو عائلي كبير بحيث يجتمع مع أفراد عائلته كل يوم ،كما كان كثير المطالعة، ومتتبع للأحداث المحليّة الوطنيّة والدوليّة، ومحلل للوقائع التاريخية ففي كل ميدان تضعه إلا وتجد له كفاءة عالية فيه، عاش في القرارة طول حياته، بسيط في أحواله، يراقب أولاده ، ويحرص على تعليمهم الخصال الحميدة إلى أن تشاء الأقدار أن تصعد روحه الزكيّة إلى خالقها في مناسبة تاريخية وهي الذكرى ال 37 لاندلاع الثورة المجيدة وبالضبط ظهر يوم الجمعة 23 ربيع الثاني 1412 الموافق ل 01 نوفمبر 1991 .