عقدت جمعية الشيخ عدون الثقافية بالفرارة ولاية غرداية ندوة تاريخية بمناسبة الاحتفالات المخلّدة لليوم الوطني للشهيد، حيث اِستضافت فيها فضيلة الشيخ شريفي بالحاج بن سعيد، نجل الشيخ عدون رحمه اللّه، للحديث عن نضال وجهاد الشهيد شريفي محمد بن بالحاج. الندوة التي نشّطها الأستاذ بسيس عبد الحميد أقيمت بدار عشيرة أولاد كاسي بن الناصر العامرة وتميّزت بحضور رئيس بلدية الفرارة السيّد خيّاط عبد اللّه، وكذا رئيس أعيان قصر الفرارة السيّد فخار الحاج، إضافة إلى مشايخ وجمع معتبر من الجمهور. الشيخ شريفي بالحاج حيّى القائمين على الجمعية وأكّد مباركته لهذا العمل الذي يدلّ على الوفاء ومسايرة الأحداث، وهو ما اِعتبره حقّا للأجيال الصاعدة أن يتعرّفوا على بعض الأمور التي يحكى لهم عنها ولكن لم يأخذوها من مصادرها الحقيقية، وهنا قال سوف: (أحاول الحديث عن عمّي الشهيد محمد بن بالحاج بن عدون شريفي الذي ولد عام 1911، حيث نشأ يتيما، ففي ريعان صباه اضطرّ إلى أن يهاجر إلى ولاية تبسة للعمل نظرا للظروف الاجتماعية الصعبة جدّا فبقي هناك حوالي سنتين إلى ثلاث سنوات للاسترزاق، ثمّ اِنتقل إلى ولاية البليدة للعمل كتاجر دوما فبقي هناك وربط عدّة علاقات مع أهل المنطقة فكان مُحبّا للعلم والعلماء وكثير الاحتكاك بهم، منهم الشيخ العربي التبسي الذي كان يزوره كلّ حين، فكان يجتمع مع إخوانه من بني مزاب في محلّ تريشين محمد بالبليدة مشكّلين خلية للجهاد، وكانت هذه الخلية تعمل بالتنسيق مع قيادات الثورة في البليدة ومع القيادات الثورية العليا، وتمّ سجنه في المرّة الأولى من طرف المستعمر لكن أطلق سراحه فيما بعد، ثمّ سجن في المرّة الثانية بعدما اِكتشف خبره من طرف المستعمر الفرنسي عند اِستنطاقهم أحد الموقوفين). ويضيف الشيخ شريفي بالحاج: (كنت الوحيد الذي اِتّصل به عمّي بواسطة رسالة أرسلها إليّ يطلب فيها قضاء بعض حوائجه التجارية، وبعدها زرته حوالي 3 مرّات، لكنّي لم أتمكّن من اللّقاء به، حيث آخذ معي الطعام فيُؤخذ منّي عند مدخل السجن، وبعد حوالي أربعة أشهر من اِنقطاع أخباره اِتّصلت بوكيل لأنه في ذلك الوقت الوكيل فقط يسمح له بدخول السجن، فقيل لي إن هذا الوكيل الذي اسمه ميتر بوبي يدافع عن المحبوسين، وبعد التواصل معه كتب رسالة رسمية إلى السلطات العسكرية يسأل عن الشهيد محمد شريفي فتمّ الردّ على رسالته برسالة رسمية بخاتم السلطات العسكرية يخبرونه فيها بأن شريفي محمد حاول أثناء الاستنطاق التهرّب، وبعد إخراجه معنا لاكتشاف بعض معلومات الثوّار حاول الفرار فتمّ قتله وهذا في أفريل 1959، وبعدها مباشرة أخذت طائرة متوجّها إلى ولاية ورفلة لأجل إخبار الشيخ بيّوض رحمه اللّه بالقضية والاستفسار حول نشر الخبر أم لا، وهنا أجابني الشيخ بيّوض بأنه مادام قام بكلّ المساعي وهناك ردّ بخاتم رسمي فالخبر أكيد، وطلب ترك القضية على عاتقه لإخبار عائلته وأهل البلدة). وكان الشهيد محمد شريفي يتّسم بالحماس الشديد في شبابه والوطنية، وزاد نشاطا خاصّة لمّا انضمّ إلى خلية جبهة التحرير الوطني، وقد تتمّ تسمية المستشفى الوحيد في بلدية الفرارة مسقط رأسه باسمه، وكذلك تمّ مؤخرا تسمية إحدى المؤسسات التربوية باسمه أيضا في ولاية البليدة، وبالضبط في منطقة أولاد يعيش.