رغم استعانتها بأجهزة الأمن ووضع أجهزة التشويش على مستوى مراكز إجراء الامتحانات البكالوريا التي انطلقت أمس، شهدت بكالوريا 2016 التي يشارك فيها 818 ألف مترشح أمس فضيحة تسريب الأسئلة عبر النت حيث نشرت عديد الصفحات نسخا مصورة بكاميرا الهاتف لمواضيع اللغة العربية وآدابها لعدة شعب من داخل مراكز الإمتحان. وفسر ملاحظون أن أسباب هذه التجاوزات التي حدثت رغم التطمينات الكبيرة التي قدمتها وزارة التربية والتجنيد الذي عرفته معظم المراكز من خلال تعزيز الإجراءات الأمنية، الأول يتعلق بمحدودية تلك الأجهزة وعدم تغطيتها لمساحة مراكز إجراء الإختيار أما التفسير الثاني وجود تواطؤ من قبل المشرفين على مراكز الإمتحان من خلال تعطيل أجهزة التشويش على النت في أوقات محددة. وقالت نورية بن غبريط وزيرة التربية الوطنية إن المصالح الأمنية المتخصصة وبإخطار من الوزارة تعمل على التحقيق لتحديد هوية أصحاب الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي وخاصّة "الفايسبوك" من الذين ينشرون ويسرّبون مواضيع مغلوطة على أساس أنها مواضيع تخص امتحان البكالوريا "دورة ماي 2016 ". وقالت بن غبريط على هامش إشرافها على انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا من ولاية تلمسان إن مصالح الأمن نجحت في تحديد هوية صاحب أحد الصفحات على فايسبوك وسيتم تقديمه أمام العدالة بعد نهاية التحقيق، داعية إلى مزيد من التحسيس بخطورة ظاهرة الغش على المنظومة التربوية وعلى التلاميذ بالتحديد بسبب العقوبات الردعية القاسية التي يتعرّض لها كل من يضبط في حالة غش وشرع هذا الأحد أزيد من 818 ألف مترشح في اختبارات امتحانات شهادة البكالوريا (دورة 2016) عبر كامل ولايات الوطن يؤطرهم 223.210 أستاذ وحارس. ..امتحان اللغة العربية وآدابها سهل وفي متناول الجميع وأكد اغلب مترشحوالبكالوريا (دورة 2016) أمس أن امتحان اللغة العربية وآدابها كان "سهلا وفي متناول الجميع". وفي هذا الصدد، قالت آية وشيماء ويوسف وهم مترشحون في شعبة الآداب واللغات الأجنبية بمركز الامتحان بثانوية الثعالبية (حسين داي)، عقب اجتياز امتحان اللغة العربية وآدابها، أن الموضوعين الاختياريين في هذا الامتحان "تضمنا أسئلة سهلة وفي متناول الجميع، لاسيما وأنهما كانا مطابقين للبرنامج الدراسي". من جانبه، كشف المترشح يوسف الذي بدا عليه نوع من القلق، أنه فضل الإجابة على الموضوع الثاني المتعلق بنص نثري للدكتور عبد الله الركيبي حول القصة القصيرة، بالنظر –كما قال– "لسهولة الأسئلة حول هذا النص"، معتبرا أن مادة اللغة العربية وآدابها أساسية بالنسبة للمترشحين في شعبة الآداب واللغات الأجنبية. وأكد أغلب المترشحين، سواء في الشعب العلمية أوالادبية، أن اختيارهم وقع على الموضوع الثاني (النص النثري) لسهولته مقارنة بالموضوع الأول الذي تناول قصيدة للشاعر المصري محمود سامي البارودي حول الوطن. وبمركز الامتحان بثانوية حامية (القبة)، عبرت المترشحة سيلينا في شعبة تقني-رياضي، والتي كانت رفقة والدتها، عن ارتياحها، مشيرة إلى أن امتحان مادة اللغة العربية "كان سهلا ولم تخرج أسئلته عن برنامج العام الدراسي" وأكدت نفس المترشحة أن "الصرامة والتنظيم المحكم" ميزا سير الامتحان بهذا المركز. نفس الرأي وقف عليه مترشحون آخرون في نفس الشعبة (تقني رياضي) الذين أكدوا أن الامتحان كان "سهلا"، مشيرين إلى أنهم فضلوا الإجابة على النص النثري للشيخ عبد الحميد بن باديس حول الوطنية بدل الموضوع الأول الذي تمثل في قصيدة للشاعر إيليا أبوماضي. وبالنسبة للمترشحين هاني وعبد الباقي ونسرين (شعبة علوم تجريبية) الذين يجتازون البكالوريا بثانوية الرياضيات(القبة)، فإن الامتحان الأول كان "متاحا للجميع"، مبرزين أنه يعد "عاملا مشجعا ومحفزا لإجراء باقي المواد بنوع من الارتياح، لاسيما بالنسبة للمواد الأساسية (الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية)".