أكد أمس، شهود عيان من مجاهدين عايشوا أحداث مجازر 8 ماي 1945، أن هناك حسابا كبيرا بين الجزائروفرنسا يجب تسويته، وأنه لا يمكن السماح لهذه الدولة الاستعمارية عما قامت به في حق الشعب الجزائري، موضحين أن الأفراد والجهات التي بإمكانها السماح لها، هم عديمي الضمير الوطني والإحساس، داعين في نفس الوقت إلى ضرورة المضي قدما لجعل فرنسا تعترف بجرائمها الوحشية التي ارتكبتها في حق الجزائريين، خاصة المتعلقة بحوادث 8 ماي، التي راح ضحيتها 45 ألف شهيد، وأزيد من 10 آلاف موقوف وغيرها، والتي تعد الجريمة الثالثة ضد الإنسانية في القرن 21، بعد كل من تلك التي أرتكبها ستالين و ترومان أوضح المجاهد عامر بن تومي، في تدخله خلال الندوة الصحفية التي نظمتها جمعية "مشعل الشهيد"، بتنسيق مع فروم المجاهد، والمتعلقة بأحداث مجاز 8 ماي 1945، أنه لا يمكن أبدا أن نغفر لفرنسا بعد جريمتها الوحشية التي ارتكبتها ضد الجزائريين. كما أشار بن تومي في حديثه، أن هذه المناسبة ستبقى في أذهان الجزائريين، ووصمة عار على فرنسا الاستعمارية حتى اليوم الذي تطلب فيه الاعتذار الرسمي على كل أفعالها. وفي ذات السياق، أكد الشاهد على أحدات 8 ماي 1945، أن فرنسا قد ارتكبت جريمة على سبق إصرار وترصد، وجهزت لحدوثها كل الإمكانيات القمعية، مشيرا إلى أن مسؤولين فرنسيين سياسيين وعسكريين اجتمعوا قبل الأحداث في قصر الحكومة الحالي، وبحثوا خلاله الوضع ما بعد الحرب العالمية الثانية، وكيفية القضاء على الحركة الوطنية، والمتمثلة آنذاك بأحباب البيان والحرية، التي عرفت تكتلا شعبيا حولها، حيث وصل عدد مناضليها في وقت زمني قصير إلى أزيد من 500 ألف مناضل، وهو ما دفع بفرنسا التفكير مسبقا بعد حربها مع ألمانيا في القضاء على هذه الحركات التي كانت تسميها تمردية، حيث جهزت أزيد من 30 ألف عسكري في وسط البلاد، و15 ألفا في وهران، و13 ألفا في قسنطينة، و3 آلاف في الجنوب الجزائري، إلى جانب استعمال الأسلحة التي قدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، وكذا 28 طائرة من كل نوع. كما أفادنا ذات المتحدث، أن المظاهرات كانت بدايتها يوم 1 ماي، وكان لها طابع سلمي، لتتحول بعد ذلك إلى مجزرة بعد أن رفع الجزائريين علمهم الوطني، والذي رفع لأول مرة في تاريخها، والذي يعتبر رمزا للاستقلال والحرية، وهو ما رفضته السلطات الاستعمارية. وزارة الدفاع الفرنسية لا تسمح بالاطلاع على الأرشيف الجزائري حتى لمؤرخيها وبخصوص قضية الأرشيف الوطني، أشار المتحدث أن وزارة الدفاع الفرنسية منذ 50 سنة تبقيها سرية، ولا يمكن الاطلاع عليها لأي أحد كان، حتى المؤرخين الفرنسيين ليس لهم الحق في الاطلاع عليها.. هذا وتحدث بن تومي على كل أنواع العذاب الذي لقيه المتظاهرون خلال مظاهرات 8 ماي 1945، حيث تتحدث الأرقام على إبادة جماعية لفريق كرة القدم قالمة، وكذا الكشافة الإسلامية، والآلاف من الجرحى، ومقابر الجماعية، وغيرها من الأمور البشعة.... من جهة أخرى، أكد الدكتور والأستاذ الجامعي، عامر رخيلة، أنه بعد المجزرة الفرنسية خلصت الحركة الوطنية إلى ضرورة تغيير طريقة التعامل مع السلطات الفرنسية، والانتقال من التعامل السياسي، وليس التخلي عليه نهائيا، إلى الكفاح المسلح، حيث شهد بذلك ميلاد البيان الذي كان قاعدة للثورة التي اندلعت في أول نوفمبر 1954، مضيفا أن أحداث 8 ماي 1954 قربت بين تشكيلات الحركة الوطنية لخلق جبهة موحدة ووحيدة، هدفها تحقيق الاستقلال، وهو ما كرسته جبهة التحرير الوطني.