تمسك الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو، أمس، بمطلب تقديم فرنسا لاعتذار رسمي عن جملة المجازر التي ارتكبها جيشها الاستعماري في حق الشعب الجزائري خلال الحقبة الاستعمارية، مشددا على ضرورة إصدار قانون تجريم الاستعمار الذي اعتبره حقا للبرلمان الجزائري للرد على ما اسمه »الاستفزازات الفرنسية«. دافع أمين عام منظمة المجاهدين السعيد عبادو عن حق الشعب الجزائري والبرلمان بصفة خاصة في سن قانون يجرم الاستعمار ويطالب بضرورة الاعتراف، الاعتذار والتعويض، مشددا لدى استضافته أمس ببرنامج »تحولات« على أمواج القناة الإذاعية الأولى عشية الاحتفال بالذكرى المخلدة لمجازر 8 ماي، على ضرورة تقديم السلطات الفرنسية لاعتذار رسمي عن كل الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري وعلى رأسها مجازر الثامن من ماي، وهو المطلب الذي أكد عبادو سعي كل الأسرة الثورية والمجتمع المدني إلى تحقيقه، مشيرا إلى أن مطلب سن قانون تجريم الاستعمار جاء ردا على قانون العار الذي أصدره البرلمان الفرنسي تمجيدا للاستعمار. وعن توقعاته فيما يتعلق بمشروع قانون تجريم الاستعمار، أكد عبادو ثقته التامة في البرلمان الوطني خاصة وأن نوابه يمثلون الشعب الجزائري الذي لن يقبل بأقل من مطلب الاعتذار والاعتراف وكذا التعويض، مضيفا أن استمرار الجزائر في التمسك بمطالبها أمر طبيعي جدا كغيرها من دول العالم على غرار فرنسا التي استفادت بدورها من التعويض من طرف الألمان، تطبيقا للقوانين الدولية، وأن الشعب الجزائري هو الآن »في حالة دفاع عن شرفه وكرامته« بعد »استفزاز« فرنسا لمشاعر الجزائريين بإصدارها قانون تمجيد الاستعمار. وفي الشق الخاص باسترجاع الأرشيف الوطني، قال عبادو إن فرنسا قد خرقت كل القوانين الدولية التي تنص على أن كل الدول المستعمرة عليها تسليم كل أرشيف وممتلكات الدول التي استعمرتها بمجرد حصول هذه الأخيرة على استقلالها، وهو الأمر الذي لم تفعله فرنسا بل بالعكس تحفظت على الأرشيف الوطني وكذا خرائط الألغام، وهو الأمر الذي اعتبره أمين عام منظمة المجاهدين ن السبب الأول لمختلف الحوادث التي وقعت للجزائريين بعد الاستقلال. من جهة أخرى، شدد عبادو على ضرورة إسناد مهمة كتابة التاريخ الوطني للباحثين والمؤرخين، من أجل تبليغه بصورة واضحة للأجيال القادمة، خاصة وأن الجزائر تتوفر على إطارات وأساتذة في مختلف المجالات، مشيدا بالاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة بكتابة التاريخ الوطني تطبيقا لقرارات رئيس الجمهورية والتعديلات الدستورية الأخيرة، ليعلن في سياق متصل عن وضع المنظمة لبرنامج واسع يعمل على جمع شهادات حية من مجاهدين ومناضلين يتم تسجيلها في الوقت الحالي لتقدم فيما بعد للمؤرخين حتى تكون بمثابة مراجع يعودون إليها في كتابتهم لتاريخ الجزائر. وفي السياق ذاته، أعلن عبادو عن تلقي منظمة المجاهدين لموافقة مبدئية على إطلاق قناة موضوعاتية تعنى بالتاريخ الوطني، حيث أشار إلى وجود اتصالات جمعته بوزير الاتصال، ليضيف أن مشروع القناة مطلب أساسي وأن تاريخ الجزائر لا يمكن التعريف به من خلال البرامج والندوات فقط، بل لابد من تأسيس قناة تركز على الأحداث التاريخية من خلال نقل حوارات حية مع مجاهدين عايشوا الحقبة الاستعمارية. وفي حديثه عن الاحتفالات المخلدة لذكرى 8 ماي، قال عبادو إن اختيار ولاية سطيف لإحياء الذكرى لم يأتي صدفة إنما تم اختيارها كونها إحدى الولايات التي شهدت تلك المظاهرات، مضيفا أن الاحتفال بهذه الذكرى المجيدة يهدف في الأساس إلى تذكير الأجيال والمستعمر على حد سواء بالجرائم التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري.