“ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم“ خير الكلام كلام الله وهو ما نبدأ به لكشف حقيقة اليهود من بني إسرائيل. كل الشعوب العربية والإسلامية وكثير من دول العالم على يقين أن بني صهيون إذا حدّثوا كذبوا وإذا عاهدوا أخلفوا وإذا أؤتمنوا خانوا. كلامهم ظاهره الصدق وباطنه النفاق ويدعو إلى سوء الأخلاق. وسائل الإعلام الإسرائيلية أعطت مباريات الجزائر ومصر وما دار حولها أكثر من حقّها من الإهتمام. وأكثر من ذلك أصبحت تنادي إلى ضرورة إجراء مباراة ودية مع مصر وتطالب بتنصيب حسن شحاتة مدربا لإسرائيل. إهتمام مقصود. وفوق ذلك كان هناك اتجاه بتأييد مصر وتشجيعها وكأنها أرادت أن تبيّن أن مصر واحدة منها أو أنها “إبنة العم”. لعن الله اليوم الذي جعل القيم تنقلب إلى هذا الحد. حد يصبح فيه العدو “صديقا” (أو هكذا يتظاهر) والصديق عدوا. ولعن الله اليوم الذي أصبحت فيه إسرائيل تدافع عن مصر وهما اللذان كانا قبل أربعين سنة فقط أشد البلدين عداوة بعضهم ببعض. ماذا يعني أن تهنّئ إسرائيل الإتحاد المصري غير تنغيص كل العرب؟ وماذا يعني الإصرار على شحاتة غير إحباط معنوياتنا، إن لم تكن أصلا في الحضيض بسبب ما آلت إليه أوضاعنا السياسية اليوم؟ وماذا يعني أن تركز وسائل الإعلام الإسرائيلية على الجزائر ومصر ووصف مبارياتهما ب “الحرب“ تارة و“المعركة“ تارة أخرى و“العداوة الدائمة“ غير زرع الفتنة وتوسيع دائرة الهوّة وتكريس التفرقة التي بدأتها بخبث السياسة وتريد أن تكملها بجنون الكرة. وماذا يعني خروج المستوطنين الإسرائيليين للإحتفال في الأراضي المحتلة غير زيادة ّ إخواننا الفلسطينيين هماّ على هم. أكيد أن إخواننا الفلسطينيون يفهمون جيدا السياسة وما فعل بهم الساسة من أنذال العرب، وأكيد أنهم يفهمون جيدا أن ما يفعله الإعلام الإسرائيلي هذه الأيام رسائل يحاول بها تكريس الإنبطاح ويساعدهم في ذلك من يجيد النباح. وأكيد أن الإسرائيليين يدركون جيدا أن رسائلهم الحالية إنما هي للتفريق ولعزل مصر أكثر. لأن شحاتة يستحيل أن يدرب إسرائيل ومصر لن تلعب مع إسرائيل. فما ضمنته إسرائيل بالسياسة وتخاذل السياسيين لم تضمنه بعد على المستوى الشعبي. والدليل أن حسني مبارك شكر السياسيين الإسرائيليين على تهانيهم، في حين لم يرد أي رد فعل مماثل من الإتحاد المصري أو شحاتة. لم يقم الإسرائيليون بذلك حبّا في مصر أو لكسب ودّهم لأنهم يعرفون أن لا أحد سواء في مصر أو غيرها يحبّهم أو يثق في حبّهم. ولم يكن ما قاموا به من باب شهامة عدو لأن الشهامة اكتشفناها عندهم يوم قتلوا الأنبياء وخانوهم، ولو لازال الشاعر المتنبي حيا ويرى ما يرى لما قال أصلا : “ومن نكد الدنيا على الحر رؤية عدو ما من صداقته بد”. فالعدو هنا لا ترجى منه صداقة. وبمناسبة رسائل الشكر أتذكر ما حدث للإتحادية الإيرانية التي استقال رئيسها بسبب فضيحة إرسال برقية تهنئة من اتحادية إيران إلى اتحادية إسرائيل. ورغم أن الرسالة أرسلت خطأ لأن الإرسال كان ب “الجملة” لقائمة “الفيفا” دون أن ينتبه أحد إلى وجود اتحادية إسرائيل ضمن القائمة، إلا أن الخطأ في مثل هذه الأمور لا يرحم وحدّه حدّ السيف ودفع ثمنه من دفع. هذا بين إسرائيل ومصر وذاك بين إسرائيل وإيران. وبين مصر وإيران فرق شاسع في النوايا والأهداف والسياسة ولو أن كرة القدم جمعت بينهما بإسرائيل... صعبة هي الكرة توحّد ما لا يوحّد وتفرّق ما لا يفرّق وتجمع المتناقضات حتى فعلت ما لم تفعله السياسة. والسياسة لعبة والكرة سياسة... وللأسف بعضنا مجرد لعبة في يد الإسرائيليين...ولن يرضوا عنّا حتى ولو لعبنا هذا الدور.