إن ما وقع للجمهورية المصرية العربية هذه الأيام بسبب مباراة كرة القدم مع فريق الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، قد أحرج وزعزع وزلزل وفضح مصر التي كنا نظنها عظيمة ••••• هذه العظمة التي نسجتها لنفسها على حسابنا وحساب جميع الدول العربية الإسلامية الأخرى، لأن لكل دولة حضارتها قديما وحديثا التي تضاهي حضارة فرعون وقومه الذي لعنه الله وجعله عبرة لمن لا يعتبر ''ومن تشبّه بقوم فهو منهم'' كما قال رسولنا عليه الصلاة والسلام• إن العِداء الذي ظهر من طرف المصريين بجميع طبقاتهم، وسكوت وإن لم نقل بتأييد من السلطة وما يؤكد هذا وهو ظهور شخصيات بارزة في هرم الحكم على سبيل المثال رئيس مجلس الشعب وبعض القيادات ورئيس اتحاد المحامين العرب ••• الخ •••• كل واحد من هؤلاء تفنن وتعفن في تمثيل الجزائر كما يحلو له، وإني والله على يقين أنهم نادمين كل الندم على هذا اليوم النحس عليهم، فسيذكرونه إلى يوم الدين، لأنهم أظهروا مدى نرجسيتهم وغرورهم حينما عاملونا بهذا الحقد الدفين الذي لا نعلم أين كان مخبأ ومستورا، حيث إنه لا تخلو أي مناسبة ويمجدون الجزائر وشعبها إلا أنه في لحظة واحدة إانقلب كل شيء فالأشخاص أنفسهم الذين سمعناهم بالأمس القريب يعبرون عن إعجابهم بالجزائر هم الذين سخطوا علينا كل السخط فهذا إذًا نفاق وخداع، فكما فعلوا هذا مع الجزائر سيفعلونه مع أي دولة عربية إسلامية أخرى، من أجل أشياء تافهة، كرة القدم لعبة •• ليس إلا؟! كما سبق وأن عنونت بها أحد مواضيعي، دون نسياننا لمعاهدة كام ديفيد والسفارة الإسرائيليبة، ودون الخوض فيما قامت به وسائل الإعلام المصرية من تجريح وسب وشتم وكل أنواع التمثيل التي قام بها المصريون• أقول هل أنتم على حساب الجزائر اخترتم تستركم وضعفكم في شتى المجالات، لقد أخطأتم التمثيل وظهرتم بجميع أصنافكم على حقيقتكم من لاعبيكم إلى الكل، حيث شاهدنا حارس المرمى المصري في إحدى الحصص التلفزيونية عندما اتصل جزائري لينقل انشغاله عن المباراة أدار وجهه معبّرا أنه لا يريد سماع صوت الجزائريين•• عيب وعار، كما قام الدكتور النجار وهو أحد شيوخ الأزهر بالدعاء على خسارة المنتخب الوطني والتهجم على الشعب الجزائري بتكفيرنا• في هذا المقام لا أذكر له الأحاديث والآيات التي ينهانا فيها ديننا الحنيف بعدم اللعان والتكفير فهو أدرى بها وخاصة في شعب دينه الإسلام، كان من الأجدر وواجبه كعالم وشيخ أن يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يبين أن أي جريدة مثلا أخطأت في الآيات أو الأحاديث التي لا يمكن لأحد أن يستهزئ بها وهنا يكون تدخله على رؤوسنا مقبول شكلا ومضمونا، أما أن يبيّن ويظهر لنا وكأنه أحد الممثلين أو الرهبان فهذا شيء مرفوض على الإطلاق• وللتذكير فقط، لدينا جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ قرابة القرن جمعت فيها الكثير من علماء الجزائر الورعين الطيبين المتواضعين ابتداء من العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، العلامة الطيب العقبي، العلامة البشير الإبراهيمي•••• الخ إلى فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمان شيبان أطال الله عمره، ولكن أن يصل الأمر بكم إلى القول مرحبا باليهود للمرح ونضحك معهم أما أشقاؤنا في الجزائر لا مرحبا •• ''لن ترض عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم''• يعجز اللسان عن التعبير إنها العظمة والغرور فوق اللزوم إنه مرض نفسي لدى الشعب المصري •• يجب مداواته وعلاجه، كما سمعنا بعض الأبواق في مصر تنادي بطلب الاعتذار من فخامة رئيسنا• والله حمقى هؤلاء فعلا يجب عرضهم على أطباء نفسانيين من خارج مصر لأن مصر كلها مريضة، وأي اعتذار يتحدثون عنه، هم الذين ضربونا في بلادهم، أسالوا دماء منتخبنا الوطني ومناصريه وهدّأت الجزائر الوضع وطالبت باتخاذ جميع الإجراءات الأمنية لحماية كل جزائري على أرض مصر، ولكن لم نلاحظ أي شيء من هذا القبيل بل طالت أيد الظلمة المغرر بهم إلى الطلبة وإقامة سفيرنا ومحاصرة السفارة الخ ••••• أعلى حساب الجزائر يقوم مجد مصر؟ راجعوا أنفسكم ونظفوها من براثن التعفن السياسي وكما قال الشاعر: ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا كما قام اتحادكم بجميع أصنافه بالمطالبة بمقاطعتنا، فهنيئا للجزائر أقولها لأنه لم يأتنا من مصر إلا الخزي والعار فأي مساعدات قدمت للجزائر وأي تعليم علمونا إيّاه ألم تنجب أرض الجزائر العلماء وفطاحل اللغة العربية؟ كلامنا مفيد كاستقم مفهوم لدى كل دول العرب بل هم الذين أدخلوا بعض الكلمات لا تجدها في أي قاموس مثل : كويس - علشان حرف ج = ف ••• بلطجية •••• الخ •• صوري أي عفوا بالإنجليزية• أليسوا متأثرين هم باللغة الإنجليزية لاحتكاكهم بها، ويصفوننا نحن أننا ننطق الفرنسية، فليراجعوا تاريخ علماء الجزائر قبل دخول المستعمر وأثناء تواجده وبعد خروجه من الجزائر فسيجدون القائمة طويلة لعلماء الجزائر، رغم أننا لم نهتم ونعط الأولوية لعلمائنا الذين بقيت مخطوطاتهم إلى يومنا هذا لم تطبع في جميع ميادين العلم، والله أقولها من هذا المنبر هزمناكم وبكل تواضع دون رياء ولا عجب لأن الجزائر مثل جميع الدول تعيش الحلو والمر تكافح حكومة وشعبا من أجل تحسين الوضع المعيشي •• هزمناكم كرة، وسلوكا وأدبا، وإعلاما رغم قلة الإعلام السمعي البصري، ودبلوماسيا وجعلناكم فرجة للعالم كله• إنه مسلسل تلفزيوني لكنه باء بفشل مصري هذه المرة، والبطل هو الجزائر• إن ما قامت به مصر اتجاه الجزائر وهي في حالة يقظة أو سكر ••؟ لا يمكن أن ينساه أحد، رغم ما قلناه ''الفتنة أشد من القتل'' إلا أن استفزاز جاليتنا بمصر من طلبة وطالبات وجزائريات متزوجات هناك فهذا شيء يندى له الجبين، لأنها فتنة أشعلها أصحاب المصالح دون مراعاة لعواقبها أرادوا من خلالها إخماد نيران سياستهم الفاشلة فأشعلوها في شيء لا ينطفئ أبدا رغم ما ستؤول إليه الأوضاع وتستقيم في المستقبل ولكن سيكون التعامل بحذر •••••؟ وإذا رجعنا للاعتذار فمن الذي بدأ بظلم أخيه، ومن الذي أحرق العلم•• أسئلة عديدة يمكن طرحها ولكن •••••؟ منتخبنا ومناصريه ضحية اعتداء على أرض مصر مع سبق الإصرار والترصد - الضجيج داخل الفندق، دق الطبول وراء حارس مرمى الجزائر، كل هذا أليس بالظلم• بالإضافة إلى هذا، ظهور شخصيات مصرية معروفة- إن صح التعبير أن نقول شخصيات- تسلط وتتكلم بأسوأ الكلام عن بلد المواقف والأبطال، بالإضافة إلى حرق العلم الجزائري الذي ضحى من أجله مليون ونصف مليون شهيد الذين أعادوا عزة الأوطان العربية كلها من خيرة أبناء هذا الوطن من طرف المحامين •••؟! ولنطرح سؤالا آخر هل لوحظ خلال هذه الحملة شخصية جزائرية تشتم مصر أو تحرق العلم؟ حتى ولو أن الجزائريين أحرقوا العلم المصري فهي من الشباب المندفع لا يمكن أن يعاقبه العقلاء ويفعلون مثله• مصر العربية أعيدي بناء بيتك المبني على أساس الغرور والعظمة المزيفة، كما أنه لا يمكنك أن تكوني رائدة وحاملة لواء العرب والمسلمين• وقدمي اعتذارك للجزائر• كما يجب أن لا ننصاع ولا نغتر نحن الجزائريون وراء هذا الفوز والتأهل ولابد أن نواصل الجهود للفوز مرات أخرى في كأس أمم إفريقيا والمونديال وما ذلك على الله بعزيز، كما أنه من الضروري استغلال هذه الفرصة السانحة التي التحم فيها الشعب الجزائري كبيرا وصغيرا معبرين عن وطنيتهم وحبهم لهذا الوطن، هذه الهبة الوطنية التي اكتشفت بواسطة الرياضة فالجزائر مملوءة بالطاقات الحية في جميع الميادين الرياضية والعلمية والتكنولوجية والأدبية والدينية والإبداعية الخ ••••و، إذًا لا تترك هذه الهبة وهذه الشحنة تذهب هباء منثورا فلندرسها دراسة دقيقة ونفحهصا كل الفحص ونبلورها في قالبها ونلبي مطالب كل فئة من هذه الفئات على اختلاف المشارب ونشجعها ونوجهها للإبداع الذي سينير طريقها وينجح الوطن معها، لأن الوطن يحتاج إلى كل مواطنيه، ساسته ولاعبيه وأدمغته ومفكريه، وكل مواطن مهما كان مستواه يشارك حتما في بناء هذا الوطن، إذا لم يستطع أن يقدم أي شيء فسلوكاته وخصاله الحميدة ومساعدته لإخوانه في السراء والضراء والاحترام المتبادل يكون قدم الكثير ومعا جميعا لتقدم وادزهار وانتصار أكثر والله ولي التوفيق•