فجرت تشكيلة وداد بن طلحة مفاجأة من العيار الثقيل أمسية أول أمس بعودتها بالزاد كاملا من ملعب بودواو أمام نادي بارادو، إذ رغم الحرارة الشديدة التي خاض بها المنافس اللقاء بنية إثراء رصيده بالنقاط الثلاثة للإبقاء على حظوظه قائمة في لعب ورقة الصعود، إلا أن الإرادة التي تسلح بها أشبال ياحي طيلة المواجهة كانت أقوى في العودة النتيجة، وهو ما تجلى في الفوز العريض الذي حققه زملاء شريف رابطة الذين ضربوا بقوة بتوقيعهم ثلاثة أهداف، دعم بها حظوظه أكثر في رحلته لضمان البقاء قبل 5 جولات من نهاية الموسم. «داروها الرجالة» ورغم تباين مستوى وطموحات التشكيلتين خلال الموسم الحالي والمعطيات التي كانت ترشح «الباك» للظفر بالنقاط الثلاثة، إلا أن أشبال ياحي لم يقللوا حظوظهم ولم يتردد الكثير منهم في التأكيد لنا طيلة الأسبوع الذي سبق المواجهة، أنهم سيلعبون بنية تحقيق المفاجأة والعودة بنقطة التعادل في أسوأ الحالات واعدين الأنصار بتقديم أفضل ما لديهم، لتأكيد الرغبة القوية التي تحدوهم لإنقاذ الفريق من السقوط الذي يتربص به، وهي الوعود التي لم ينتظر عشاق الوداد طويلا لرؤيتها تتجسد في ملعب بودواو بثلاثية لم تخطر على بال أكثر الأنصار تفاؤلا وابتهجوا للفوز المحقق أمام منافس من العيار الثقيل. النتيجة الإيجابية الثالثة على التوالي لأول مرة هذا الموسم وإضافة إلى أن الإنجاز المتمثل في الإطاحة ب «الباك» في عرينه هو الأول في تاريخ المواجهات بين الفريقين، فإن تشكيلة الوداد لأول مرة كذلك تحقق ثلاث نتائج إيجابية متتالية في الموسم الحالي منذ مباراة الجولة 27 أمام «لوما»، التي عاد فيه الفريق بنقطة ثمينة من أرزيو قبل أن يفوز على «الموك» في الجولة السابقة بملعب براقي، ويكون أشبال ياحي بتجاوز عقبة «الباك» بسلام أمسية يوم السبت الماضي قد أكدوا صحوتهم في الأسابيع الأخيرة، وكشفوا عن نواياهم الحقيقة في الخروج من الوضعية الصعبة التي خلفتها النتائج السلبية في المباريات السابقة. الفوز الرابع خارج الديار كما لا تعتبر النقاط الثلاث التي عاد بها زملاء لزاريف أمسية أول أمس خارج ميدانهم الأولى خلال الموسم الحالي، لأن تشكيلة الوداد وعكس الموسم الماضي الذي اكتفت فيه بفوز واحد خارج الديار أمام بسكرة، فإن هذا الموسم تميز بالانتصارات المحققة خارج بن طلحة والتي بلغت أربعة انتصارات أمام «لازمو»، شباب قسنطينة، مستغانم وبارادو، والميزة المشتركة فيها أنها تحققت كلها على حساب الأندية المعنية بتنشيط الأدوار الأولى في بطولة الموسم الحالي، وهو ما يعد إنجازا في حد ذاته لتشكيلة شابة يفتقر معظم عناصرها للخبرة المطلوبة على هذا المستوى، لكن من مفارقات نتائج الوداد هذا الموسم أنه حتى وإن وقف شبان ياحي الند للند أمام الكبار، إلا أنه كثيرا ما انهزموا وتعثروا داخل الديار أمام الأندية المهددة بالسقوط في صورة «الموب»، أرزيو، بسكرة وسكيكدة. رابطة رجل اللقاء كان المهاجم شريف رابطة رجل اللقاء ودون منازع، حيث تألق بشكل لافت للانتباه بتوقيعه ثلاثة أهداف سمحت لفريق بالظفر بنقاط ثمينة جدا، وكنا قد أشرنا في عدة مناسبات أن ابن البليدة يعد الأحسن والأخطر في هجوم تشكيلة الوداد منذ بداية الموسم، وهو ما أكده أمام «الباك» لأنه ليس في متناول أي لاعب تسجيل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة وأمام منافس يعتبر دفاعه من بين الأحسن في البطولة، وهي المرة الثانية التي يوقع رابطة ثلاثية في مباراة واحدة خلال الموسم الحالي بعدما سبق أن تألق أمام «السيارتي» في مرحلة الذهاب، وعلى هذا الأساس نصب رابطة نفسه هدافا للفريق دون منازع ب 11 هدفا وبفارق 3 أهداف عن هداف البطولة كمال خرخاش مهاجم أمل مروانة. بوفريط كان في يومه ولا يتحمّل مسؤولية الهدفين وبعدما كاد يتسبب في هزيمة فريقه بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبه ومكن مهاجم «الموك» من افتتاح باب التهديف في الجولة السابقة، كفر الحارس منصف بوفريط عن خطئه في مواجهة أول أمس حين أنقذ فريقه من بعض الكرات الخطيرة، خاصة في الدقائق الأخيرة التي كان فيها المنافس يضغط بقوة للعودة في النتيجة لكن بوفريط تألق وتفوق في كل الكرات العالية. وبشهادة اللاعبين والطاقم الفني فإن بوفريط لا يتحمل مسؤولية الهدفين اللذين يتحملهما المدافعون.