لم يتمكن وداد بن طلحة أمسية أول أمس من مواصلة حصد النتائج الإيجابية وتأكيد عودته القوية في الأسابيع الأخيرة عقب تعثره في عقر الديار للمرة الخامسة منذ بداية الموسم بنتيجة التعادل السلبي أمام ضيفه أمل مروانة... في مباراة لم يقدّم فيها أشبال ياحي الكثير خاصة في المرحلة الأولى التي كان فيها لزاريف ورفاقه خارج الإطار تماما أمام منافس قوي كان بإمكانه تحقيق نتيجة أفضل لا سيما في المرحلة الثانية التي تميزت باندفاع كلي لأصحاب الأرض نحو الهجوم من أجل تحقيق الفوز لمبارحة دائرة الخطر بصفة نهائية، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل وافتقدت لصاحب اللمسة الأخيرة في ظل غياب النوعية التي مست أكثر من 6 عناصر أساسية يتقدمها هداف التشكيلة شريف رابطة، وهو ما كلف الوداد تضييع نقطتين ثمينتين في رحلته الشاقة لضمان البقاء قبل 4 جولات عن نهاية الموسم. قرارات هدية أفقدت اللاعبين تركيزهم وقبل الخوض في تفاصيل مواجهة أول أمس أمام مفاجأة الموسم أمل مروانة، فإنه يمكن التأكيد أن القرارات العشوائية الكثيرة للحكم هدية خاصة في المرحلة الثانية التي كان فيها أشبال ياحي متحكمين في زمام المبادرة أفقد شراڤة وزملائه تركيزهم فوق أرضية الميدان، وهو ما تفسره الاحتجاجات الكثيرة للاعبين التي طالت قرارات صاحب البذلة السوداء الذي كاد أن يخرج المباراة عن نطاقها الرياضي بسبب قراراته التعسفية خصوصا عقب إشهاره لبطاقتين صفراوين في وجه كل من الحارس بوفريط والمدافع بوزار وطرده للاعب شراڤة بالبطاقة الحمراء وهي القرارات التي ندّد بها ياحي ومسيرو الوداد عقب نهاية اللقاء ووصفوها ب”الحڤرة” والمؤامرة التي تنسج خيوطها في الخفاء ضد الفريق لإعادته لجحيم قسم ما بين الرابطات. إرادة “الموك” و“الباك” غابتا أمام مروانة وإلى جانب الحكم هدية الذي هلك الوداد بقراراته العشوائية التي أرغمت الوداد على اقتسام نقاط المباراة، فإن الأمر الآخر الملاحظ وسمح للزوار بالعودة بنتيجة إيجابية هو الغياب شبه التام للإرادة الفولاذية التي تسلّح بها أشبال ياحي في المواجهتين الأخيرتين أمام كل من “الباك” وقبلها أمام “الموك”، ما مكنهم من الظفر ب 6 نقاط ثمينة في حسابات الفريق لضمان البقاء، لكن في مواجهة أول أمس غابت الحرارة والرغبة في الفوز وهو ما تجلى في الأداء المتواضع الذي ميز المرحلة الأولى التي لم يتمكن فيها زملاء بوفريط من تهديد مرمى مروانة سوى في مناسبة واحدة بواسطة تسديدة شراڤة في (د20) التي كان لها حارس الزوار بالمرصاد، الأمر الذي زاد من عزيمة وإصرار رفاق هداف البطولة كمال خرخاش في العودة بنتيجة إيجابية تبقيهم على مقربة من كوكبة الريادة. الهجوم ضيع “لعجب“ ورابطة “بانت بلاصتو” وعكس المرحلة الأولى التي عجز فيها هجوم الوداد عن نقل الخطر إلى منطقة دفاع مروانة سوى في مناسبة واحدة، فإن المرحلة الثانية تميزت بتألق عناصر الخط الأمامي في تضييع أكثر من 5 فرصة حقيقية سانحة للتهديف جراء التسرع وسوء التركيز أمام يقظة حارس الزوار خالفة الذي تألق خلال المباراة بتدخلاته الكثيرة الموفقة، فإذا كانت العارضة الأفقية في (د55) قد حرمت لزاريف من تسجيل هدف محقق فإن شراڤة في (د84) وقبله البديلين وزار ودرواز في (د73، د76 ود80) فوتوا على فريقهم فرصة قتل المباراة وضيعوا ما لا يضيع أمام شباك شاغرة في بعض الأحيان، الأمر الذي أثار غضب وحسرة الأنصار الذين تساءلوا عن سبب غياب هداف التشكيلة شريف رابطة الذي تفطن الأمين العام للفريق بشأن عقوبته في آخر لحظة، وهو الغياب الذي بقدر ما أخلط حسابات ياحي بقدر ما ألقى بظلاله على أداء الفريق بصفة عامة والخط الأمامي على وجه التحديد. آيت حملات رجل اللقاء، وميباني “ربط“ خرخاش يبقى الظهير الأيسر تاكفاريناس آيت حملات من أبرز اللاعبين في تشكيلة الوداد خلال هذا الموسم، حيث كان رجل المباراة دون منازع بفضل المردود الجيد الذي قدمه خاصة في المرحلة الثانية التي كان فيها ابن عين الحمام بمثابة المحارب فوق أرضية الميدان من خلال استرجاعه لكرات حاسمة وتحويلها للهجوم مظهرا شجاعة في اللعب واستعدادا بدنيا ملفتا للانتباه رغم التدخلات الخشنة التي طالتهم من عناصر مروانة في أكثر من مناسبة. أما المدافع ميباني، فكان وفيا لمستواه وأدى مباراة في المستوى وفرض رقابة لصيقة على هداف البطولة كمال خرخاش الذي وعكس ما كان متوقعا لم يشكل أدنى خطورة على دفاع الوداد الذي حافظ على نظافة شباكه لأول مرة منذ مباراة الجولة الرابعة من مرحلة العودة أمام المحمدية، ولسوء حظ آيت حملات وميباني أن أداءهما الجيد خلال 90 دقيقة لم يشفع لفريقهما بتحقيق الفوز والظفر بالنقاط الثلاث التي كانت ستضعه على بعد نقطة واحدة من ضمان البقاء. أمل البقاء لا زال قائما وبالرغم من مرارة التعثر أمام أمل مروانة، والذي كان بطعم الانهزام، إلا أن حظوظ أشبال ياحي في تحقيق البقاء قبل 4 جولات عن نهاية الموسم تبقى وفيرة مقارنة بالأندية الأخرى التي تصارع على ضمان البقاء، بالنظر إلى نتائج الجولة التي خدمت الوداد إلى حد ما طالما الأمور في مؤخرة بقيت على ما هي عليه وفارق ال 6 نقاط بين الوداد وثاني المهددين بالسقوط أولمبي أرزيو لم يتقلّص ولا يزال على حاله فضلا عن أن أشبال ياحي ستكون لهم فرصة استقبال كل من القبة و“السنافر” مقابل تنقلين إلى كل من بسكرة وعين تيموشنت ويكفي رفاق لزاريف حصد 3 نقاط فقط من مجموع 12 نقطة المتبقية لترسيم البقاء مع ذلك يبقى التدارك في المواعيد المقبلة ضروري والحذر من لعبة الكواليس أكثر من مطلوب من قبل إدارة الرئيس دحماني لتحقيق حلم البقاء. أول ظهور رسمي لقرباج ويبقى أهم ما ميز اللقاء إلى جانب الغيابات النوعية التي مست أكثر من 6 عناصر أساسية في صفوف تشكيلة الوداد هو الظهور الرسمي الأول لمدافع الأواسط عبد المالك قرباج الذي عوّض الظهير الأيمن خالد طوبال المعاقب وأدى مباراة مقبولة، رافعا بذلك معدل مشاركة اللاعبين الشبان المولودين سنة 1989 كما نصت عليه القوانين الجديدة في صفوف الفريق إلى ما يفوق 990 دقيقة، ما يسمح لإدارة الرئيس دحماني بدخول معركة الاستقدامات الصائفة القادمة بصفة عادية ودون أي إشكال تجاه اللوائح الجديدة التي وضعتها “الفاف“ بضرورة إشراك اللاعبين الشبان المولودين في سنة 1989 لأكثر من 900 دقيقة خلال الموسم.