لا زال الإنتصار المحقق خارج الديار أمسية السبت الماضي أمام نادي بارادو بثلاثية، يصنع الحدث لدى عشاق وداد بن طلحة، خاصة أنه دعم حظوظه فريقهم لضمان البقاء، وهو الحلم الذي بات تحقيقه قريبا قبل خمس جولات من نهاية الموسم، لاسيما لو يواصل أشبال المدرب ياحي الظهور بالأداء والعزيمة نفسيهما في اللقاءات القادمة، التي تتطلب تضحيات من جميع الأطراف لأجل تفادي أي مفاجأة غير سارة في نهاية الموسم، بالنظر إلى نتائج الجولة الفارطة التي حتى إن أبقت الأمور على حالها في الترتيب، إلا أنها أسفرت عن إتساع دائرة الأندية المعنية بالسقوط وتشمل 10 ناديا، ما يوحي بارتفاع الضغط في المواجهات القادمة التي ستكون نقاطها مصيرية. إنجاز “الباك” الأحسن وبعيدا عن الحسابات، فإن تشكيلة الوداد رغم نجاحها في العودة ب 15 نقطة خارج الديار من مجموع ثلاثة تعادلات وأربعة إنتصارات، إلاّ أن الكل في الفريق يجمع على أن الإنجاز الأخير أمام “الباك” يبقى الأحسن خلال هذا الموسم، ليس لأن الفوز أنعش حظوظ الوداد في تحقيق البقاء، بل بالنظر إلى الظروف التي واجه فيها أشبال ياحي منافسا من العيار الثقيل، وفي ظل الغيابات النوعية لأكثر من ثلاث ركائز أساسية يتقدمها ثنائي محور الدفاع دغماني وبوزار بسبب العقوبة، فضلا عن إنتفاضة الأندية المعنية بالسقوط في صورة “الموب” وأرزيو، وهي المعطيات التي جعلت فوز “الباك” الأحسن والأغلى في مسيرة شبان ياحي في انتظار الأفضل. ياحي المستفيد الأكبر من إنتفاضة الشبان وكان المستفيد الأول من العودة القوية للفريق في الجولات الثلاث الأخيرة، التي حصد فيها 7 نقاط من أصل 9 نقاط، هو المدرب حسين ياحي، فإلى جانب نجاحه في رفع التحدّي بتشكيلة معظم عناصرها شابة وتفتقر إلى الخبرة في هذا المستوى، ورد بطريقته على كل الأصوات التي تعالت في وقت سابق لانتقاده والتشكيك في طريقة عمله، خاصة عقب الهزيمة التي مني بها الوداد في عقر الديار أمام شبيبة سكيكدة، والأكيد أن ياحي لن يهدأ له بال حتى يقود الفريق إلى بلوغ هدفه في نهاية الموسم بضمان البقاء مثلما وعد الأنصار بتحقيقه، ويوجه بذلك صفعة قوية لمعارضيه رغم أنه لا يتحمل مسؤولية الوضعية الحالية التي يعيشها لفريق. اللاعبون “دارو اللّي عليهم “ والباقي على الإدارة والأنصار وإلى جانب ياحي، الذي يؤكد بمرور الجولات أنه قادر على تحمل مسؤوليته ومجابهة معارضيه بقيادة الفريق إلى بر الأمان، فإن النتائج الإيجابية الأخيرة، خاصة الفوز على “الباك”، رد الإعتبار إلى زملاء لزاريف الذين كشفوا عن نواياهم في تشريف عقودهم وتفادي السقوط الذي يتربص بالفريق، ليأتي الدور الآن على الإدارة المطالبة بمسايرة وتيرة النتائج الإيجابية بمكافأة اللاعبين وتسوية مستحقاتهم المالية في الآجال المتفق عليها، دون إغفال دور الأنصار الحقيقيين المطالبين الآن أكثر من أي وقت مضى بمؤازرة الشبان والوقوف إلى جانب الفريق، الذي هو في أمس الحاجة إلى مؤازرتهم في المحطات القادمة بملعب براقي أمام أمل مروانة، رائد القبة وشباب قسنطينة لأجل ضمان البقاء. الرزنامة في صالح الوداد، لكن... وحتى إن وضعت الرزنامة المتبقية تشكيلة الوداد في أحسن رواق لأجل ضمان البقاء مقارنة بالأندية المعنية بالسقوط، باعتبار أن أشبال المدرب ياحي من مجموع المباريات الخمس المتبقية ستكون لهم فرصة إستقبال أمل مروانة، رائد القبة وشباب قسنطينة في ملعب براقي، مقابل تنقلين إلى تموشنت وبسكرة، وحصد أربع نقاط فقط من مجموع هذه المواجهات سيكون كفيلا بضمان الحد الأدنى من النقاط المطلوبة لأجل ضمان البقاء، لكن وضعية المنافسين في جدول الترتيب تتطلب من أشبال ياحي ضرورة توخي الحذر وعدم الغرور، لأن كل الاحتمالات في هذه المباريات واردة، لاسيما أن الكواليس وتحالفات بعض الأندية فيما بينها قبل 5 جولات من نهاية البطولة، سيُحدّدان بنسبة كبيرة هوية الفريقين النازلين إلى قسم ما بين الرابطات وهو ما يتطلب تجنّد الجميع والتفكير في الفوز تفاديا لأي مفاجأة غير سارة قد ترهن حظوظ الفريق في تحقيق حلم الأنصار. بداية التأكيد ستكون أمام مروانة ومن جهة أخرى، فإن أنصار الوداد متأكدون أن تواصل طموح الفريق من أجل ضمان البقاء قبل نهاية الموسم، يتطلب التأكيد والفوز في المواجهة الصعبة المرتقبة نهاية الأسبوع الجاري بملعب براقي أمام مفاجأة البطولة هذا الموسم أمل مروانة مهما كانت صعوبة المهمة، طالما أن النقاط الثلاث سترفع رصيد الفريق إلى 39 نقطة وستضعه على بعد نقطة واحدة من ترسيم البقاء، وهي أحلى هدية يقدمها ياحي وأبناؤه للأنصار الذين ملوا لغة الحسابات التي طغت على أحاديثهم وشغلت تفكيرهم عدة أسابيع.