غادر رسميا مدرب جمعية الشلف أحمد سليماني العارضة الفنية للجمعية بعد الاجتماع الذي كان له مع أعضاء إدارة الفريق صبيحة أول أمس بمكتب الفريق. وتعود أسباب الطلاق بين الجمعية والمدرب سليماني الى النتائج الكارثية التي سجّلها الفريق في الفترة الأخيرة وتراجع مستوى الفريق، وجاءت الهزيمة الأخيرة بخماسية كاملة أمام الاتحاد لتفجّر الوضع وتكون بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، فالهزيمة التاريخية جاءت بعد الأداء الكارثي لغالبية اللاعبين حيث ظهر الفريق دون روح.، والسبب هو تهميش المدرب لعدد من اللاعبين بسبب خلافاته معهم إضافة إلى إشراك البعض الآخر في مناصب لم يتعوّدوا اللعب فيها من قبل. كل هذه العوامل دفعت إدارة الفريق إلى الإسراع لفسخ العقد الذي يربطها مع سليماني، لتنتهي مهمة هذا المدرب الذي جاء الى الشلف من أجل هدف وحققه لكن طموحات المتتبعين كانت أكبر بكثير مما كان يريده المدرب. الطلاق كان بالتراضي حتى وإن ترسّم الطلاق بشكل فعلي صبيحة أول أمس، حيث اقتنع المدرب سليماني أنه لن يكون بإمكانه العودة إلى الفريق مجددا بدليل قبوله الطلاق الذي كان برضا الطرفين بعد مفاوضات لم تدم طويلا. لكن رغم هذا، إلا أن الحقيقة التي لا يعلمها الكثير تتمثل في أن مغادرة سليماني للجمعية كان مهيئا لها من قبل وإلا كيف نفسّر السرعة القصوى في إيجاد خليفة له. تخلي الرئيس مدوار عن مدربه جاء بعد الضغوط الشديدة التي تلقاها من طرف غالبية أعضاء طاقمه الإداري الذين لم تكن تربطهم علاقة جيدة مع المدرب سليماني، وحتى الرئيس مدوار سبق وأن ألمح إلى إمكانية محاسبة المدرب بعد الإقصاء من منافسة الكأس والهزيمة غير المتوقعة أمام الوفاق، لكن مدوار فضّل منح مدربه فرصة أخرى من أجل التدارك في البطولة والبداية من خرجة اتحاد العاصمة التي كان الرئيس يرى أن العودة بنقاط الفوز فيها أمرا غير مستبعد بالنظر إلى الوضعية الصعبة التي يعيشها الاتحاد في الفترة الأخيرة، وبما أن سليماني فشل في تفادي الهزيمة وأكثر من هذا سجل هزيمة ستبقى منقوشة في التاريخ فقد تأكد للرئيس أن سليماني يسير مع الفريق بخطى ثابتة نحو الهاوية، وبالتالي فإن الطلاق بالتراضي هو الحل والشروع من الآن في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. سليماني طالب بمستحقاته المالية ومن بين ما طالب به المدرب سليماني في الاجتماع الأخير الذي تمخضت عنه حتمية مغادرته العارضة الفنية لجمعية الشلف رسميا هي حصوله على بعض المستحقات التي كان يدين بها في الفترة الأخيرة، وهو الطلب الذي وافقت عليه إدارة الفريق. الجمعية دون مدرب ولا يهم إن كان رحيل سليماني إقالة أو استقالة وبالرغم من أن المدرب سليماني كانت نواياه حسنة ورغم الإقصاء المر من منافسة كأس الجمهورية التي علّق عليها الجميع آمالا عريضة، إلا أنه استأنف التدريبات بعد ذلك ونيته السعي للتدارك في البطولة والعمل بكل إخلاص من أجل قيادة الفريق الى إنهاء الموسم في مرتبة مشرفة مع الأوائل، غير أنه بعد الهزيمة التاريخية أمام الاتحاد وما أعقبها من تأويلات أرغمه على ضرورة مغادرة الجمعية. ورغم أن إدارة الفريق تؤكد أنها هي التي تخلت عن مدربها وأرغمته على مغادرة الفريق وليس هو من غادر الجمعية بمحض إدارته، إلا أن المدرب سليماني أكد في اتصال هاتفي به صبيحة أول أمس أنه توصل إلى قناعة وهي الاستقالة وترك الفريق أفضل من إنهاء الموسم في محيط كان الجميع يعمل فيه عكس ما يشتهيه المدرب، لتصل إدارة الجمعية إلى قناعة متمثلة في استحالة تعايش سليماني وجمعية الشلف وعدم التفكير كثيرا في مسألة الاستقالة أو الإقالة. بن شوية يتولى تدريب الفريق مؤقتا كالعادة وبعد التأكد من مغادرة المدرب أحمد سليماني رسميا، أسندت إدارة الجمعية مهمة تدريب الفريق بصفة مؤقتة إلى المدرب المساعد محمد بن شوية إلى غاية استقدام مدرب آخر خلال هذا الأسبوع خاصة أن الرئيس مدوار أكد أن المدرب الجديد سيكون رسميا مع الفريق خلال مباراة الجولة المقبلة المقررة نهاية هذا الأسبوع. وقد أشرف المدرب بن شوية على حصة الاستئناف صبيحة أول أمس الخميس قبل أن يمنح لاعبيه يوم راحة، وكانت الحصة الثانية له مع الفريق صبيحة أمس وهي الحصة التدريبية التي جرت في ظروف عادية وكأن شيئا لم يحدث في الفريق. يذكر أن الرئيس مدوار متواجد هذه الأيام في المغرب الأمر الذي يجعلنا نتوقع أن يكون المدرب القادم للجمعية بنسبة كبيرة المغربي بادو زكي الذي يملك أكبر نسبة لتدريب الجمعية بالنظر الى اقتراب الاتفاق معه قبل التحاق سليماني بالفريق الشتاء الأخير، وكذا بالنظر الى العلاقة الوطيدة التي تربطه بالرئيس مدوار. سليماني يؤكد أنه سيكشف حقائق خطيرة فيما بعد حتى وإن أكد لنا الرئيس مدوار أن الطلاق بين الجمعية والمدرب سليماني تم بالتراضي واستجابة الإدارة لمطلب المدرب بقبول استقالته وعدم الضغط عليه أكثر، إلا أن المدرب سليماني رفض الحديث إلينا على الجمعية وعلى كرة القدم واكتفى بالقول إنه مستقيل رسميا وأكثر من هذا أكد أنه سيكشف العديد من الأمور الخطيرة في الأيام القليلة القادمة ولم تعد له رغبة ليس في العودة الى تدريب الجمعية بل الى عالم التدريب كلية، وحتى كرة القدم التي كانت تسري في عروقه أصبحت لا تستهويه على الإطلاق -حسبه. لا أحد ينكر عمله الجيد من خلال استطلاعنا لآراء بعض المقربين، وجدنا أن البعض غير راض عن تصرف المدرب أحمد سليماني بمغادرته الفريق في هذا الظرف وقبل نهاية الموسم بخمس جولات فقط وهي الجولات التي يرى البعض أنها نارية. ورغم أن بعض يرى أن سليماني فشل في تحقيق ما قدم من أجله إلى الشلف، إلا أن الواقع عكس ذلك تماما بما أن سليماني قدم بعد انطلاق الموسم بخمسة لقاءات وتمكن من إخراج الفريق من وضعية صعبة جدا وبلغ معه الدور نصف النهائي من منافسة كأس الجمهورية وحظوظ الفريق في إنهاء الموسم في مرتبة مشرفة تبقى قائمة رغم هزيمة الاتحاد الأخيرة. نجاح سليماني في مهمته لم تكن أمرا سهلا خاصة أن الفريق لعب تقريبا كامل لقاءاته منقوصا من عدد قياسي من اللاعبين سواء بسبب العقوبة أو الإصابة، الأمر الذي اضطره في الكثير من المرات إلى اللجوء إلى لعب ورقة الشبان الذين منحهم الفرصة في الكثير من المرات. حديث عن بادو زكي أو مدرب محلي للجمعية حسب المعطيات التي بحوزتنا، فإن الرئيس مدوار المتواجد في المغرب منذ عدة أيام أصبح في سباق ضد الزمن من أجل ضمان خدمات أحد المدربين المغاربة للإشراف على العارضة الفنية لفريقه خلفا لسليماني الذي قرّر مغادرة الفريق بصفة نهائية. وفي هذا الإطار وضعت إدارة جمعية الشلف اسم مدرب المنتخب الوطني المغربي سابقا بادو زكي على رأس قائمة المدربين المطلوبين، إضافة إلى وضعهم أيضا اسم المدرب السابق لمولودية وجدة كركاش الذي كان قريبا جدا من الجمعية الموسم الماضي، كما أن هناك حديث آخر عن إمكانية إسناد مهمة تدريب الفريق لأحد المدربين المحليين على أن يكون حبار أو مكسي وحتى العربي الصادق إلى جانب المحضر بن شوية وتدريب الفريق إلى نهاية الموسم وبعدها تعيين مدرب آخر يتولى تحضير الفريق الصائفة المقبلة إستعدادا للموسم المقب ------------------------------- رحيل سليماني أسعد كثيرا العناصر المهمّشة رغم أن الكثير من المتتبعين لم يهضموا تخلي إدارة الفريق عن المدرب سليماني في هذا الظرف، خاصة أنه غامر كثيرا عندما قبل مهمة تدريب الفريق في البداية بعد استقالة موسى صايب، والتحاقه بالفريق بعد مرور خمس جولات كان رصيد الفريق فيها نقطتين فقط من أصل 15 ممكنة واكتفى هجوم الفريق في تلك الجولات الخمس بتسجيل هدف واحد عن طريق ركلة جزاء، إلا أن أكثر السعداء برحيل المدرب سليماني اللاعبين الذين لم يمنحهم هذا المدرب فرصة اللعب والمشاركة مع الفريق الأول في اللقاءات الرسمية وعددهم مرتفع. ثلاثة مدربين في موسم واحد سابقة في تاريخ الفريق إضافة إلى الهزيمتين القاسيتين المسجلتين أمام كل من جمعية الخروب واتحاد العاصمة، سيبقى هذا الموسم استثنائيا في تاريخ الفريق خاصة في حال تمكن الرئيس من اسنقدام مدرب آخر خلفا للمدرب سليماني وهذا قبل نهاية الموسم بخمس جولات فقط ليكون المدرب الثالث للجمعية في موسم واحد، وهي المرة الأولى في تاريخ النادي التي تداول على عارضته الفنية ثلاثة مدربين . من سيقبل بتدريب الجمعية في هذا الظرف؟ رغم وجود عدد من المدربين في بطالة، إلا أن علامة الاستفهام الكبرى التي يضعها الجميع في مختلف معاقل الأنصار تتمثل في السؤال عن هوية المدرب الذي سيقبل بالمغامرة والالتحاق بالفريق قبل نهاية الموسم بخمس جولات فقط وهي الجولات التي سينهيها لاعبو الفريق بصعوبة خاصة أن الكثير منهم أصبح يفكر في نهاية الموسم من الآن. لقاء مولودية باتنة يؤخر إلى يوم الخميس بسبب تأخر عودة كلا من وفاق سطيف من زامبيا وشبيبة القبائل من أنغولا، أقدمت اللجنة المنظمة للمنافسة التابعة للرابطة الوطنية تأخير موعد الجولة ال 30 من البطولة بيومين أي برمجتها مساء هذا الخميس بدل الثلاثاء، وهو ما يعني أن استقبال جمعية الشلف لمولودية باتنة سيكون مساء الخميس ابتداء من الساعة الرابعة مساء. ... ولقاء الوفاق يؤخر ب 24 ساعة والغريب في البرمجة الجديدة هو تأخير موعد المباراة المتأخرة لجمعية الشلف ووفاق سطيف ب 24 ساعة ما يعني أن استقبال الوفاق سيكون مساء الأربعاء 19 ماي وليس الثلاثاء، ليجد الشلفاوة نفسهم أمام حتمية مواجهة الوفاق يوم الأربعاء والتنقل بعد 48 ساعة فقط إلى البليدة لمواجهة الاتحاد المحلي، الأمر الذي يرغم الطاقم الفني على المغامرة بنقاط إحدى المبارتين لأن مواجهة الوفاق بكامل الإمكانات تعني التنقل إلى البليدة بالفريق الثاني والعكس صحيح. ------------------------------------------------ آراء بعض اللاعبين بخصوص ذهاب سليماني بمجرد أن تلقى الشارع الشلفي خبر استقالة المدرب أحمد سليماني من العارضة الفنية للجمعية، فضّلنا أن نأخذ آراء بعض اللاعبين حيث تضاربت هذه الآراء بين مؤيّد ومعارض في الوقت الذي أبدت فيه عناصر أخرى رفضت أن نذكر اسمها سعادتها لأنها تعتبره غير مناسب على الإطلاق لفريق بحجم الجمعية، والأكيد أن حقد هؤلاء اللاعبين على مدربهم يعود بالدرجة الأولى إلى عدم اعتماده عليهم، في الوقت الذي فضّل آخرون التعامل بحكمة مع مثل هذه المواقف والمحافظة على استقرار الطاقم الفني ربما كان الحل الأنسب في نظرهم، رغم أن مغادرة المدربين لفريقهم أمر يمكن حدوثه في نهاية الموسم مثل حدوثه في البداية أو منتصف الموسم.... زاوش: “أتمنى له التوفيق في حياته المهنية“ صرح لاعب وسط الجمعية محمد زاوش بعد ذهاب المدرب سليماني قائلا: “رغم علمي بذهاب المدرب سليماني أفضّل أن لا أصدر أحكاما قد تغضب المدرب الذي تبقى مكانته معروفة أو حتى إدارة الفريق، لأنني صراحة لم أفهم إن كان ذهاب المدرب جاء بعد إقالته من قبل إدارة الفريق أو هو الذي أقدم على رمي المنشفة بعد هزيمة الاتحاد الأخيرة، لهذا يجب أن لا ننكر أننا تعلّمنا الكثير من هذا المدرب وأتمنى له حظا موفقا في حياته المهنية مع الفريق الذي سيدرّبه مستقبلا ويحقق نتائج أفضل من النتائج التي حققها معنا“. زيان شريف: “سليماني ربّي يسامحو، وهذه هي حياة المدربين“ صرح اللاعب المحوري زيان شريف الياس الذي كانت علاقته متدهورة مع المدرب، خاصة أنه عانى كثيرا من التهميش وآخر ظهور له مع الفريق كان في المباراة الأخيرة أمام اتحاد العاصمة حين اعتمد عليه المدرب في منصب لم يتعوّد اللعب فيه وهو وسط ميدان حيث قال: “أعتقد أن هذه هي حياة المدربين أو اللاعبين وحتى الزوج مع زوجته معرضين للافتراق، فالمدرب تجده مرة في هذا الفريق ومرة أخرى في فريق آخر، فبقاء أي مدرب مقترن بالنتائج وأعتقد أن خروجنا من منافسة كأس الجمهورية التي كان الجميع يراهن عليها كثيرا في الشلف وبعدها الخسارة التاريخية أمام اتحاد العاصمة عجّلا برحيل هذا المدرب، ورغم كل الذي حدث بيني وبينه فأنا أسامحه من منطلق أن المسامح كريم ”. سلامة: “علينا أن نفكّر في إخراج الفريق من هذه الوضعية الآن“ رغم تلقيه خبر مغادرة المدرب سليماني للفريق، إلا أن اللاعب الشاب والأكثر هدوءا في الفريق خير الدين سلامة يُفضّل أن يتابع عمله ويركز على التدريبات بشكل عاد دون أن يتأثر، حيث قال: “صراحة أمر مؤسف جدا أن نصل إلى هذا الأمر كنا نتمنى أن ننهي الموسم بكل قوة ونتدارك إقصاء الكأس، يجب أن نفكر في الخرجات التي تنتظرنا قبل نهاية الموسم. صحيح أننا اكتسبنا الكثير من الأمور مع سليماني، لكن بعد مغادرته الفريق ليس لدينا نحن اللاعبون ما نفعله، فإدارة الفريق هي الأدرى بمثل هذه الأمور ونحن مطالبون بضرورة الدفاع عن ألوان الفريق. سيديبي: “مسؤولية الإخفاقات لا يتحمّلها سليماني وحده” أكد لاعب الوسط الايفواري يوسف سيديبي أن التعثر الأخير أمام اتحاد العاصمة في بولوغين يجب وضعه جانبا وعدم العودة إليه، رغم أن الفريق كان بعيدا كل البعد عن المستوى التنافسي الحقيقي له في تلك المواجهة. وأكد سيديبي الذي يعد ركيزة أساسية في تعداد الفريق أن المدرب سليماني لم يكن مسؤولا عن النتائج السلبية للشلف في هذا الموسم حيث قال: “يجب أن نكون موضوعيين ولا نتسرع في اتخاذ الأحكام، فالنتيجة الأخيرة المسجّلة في ميدان محمد بولوغين يتحمّلها الجميع. على كل حال يجب أن لا ننكر العمل الذي قام به سليماني رفقة المساعد بن شوية“.