طوى المنتخب الوطني صفحة “الكان“ بعد الإستقبال الشعبي والرسمي الذي حظيت به كتيبة سعدان صبيحة أول أمس بعد عودته إلى أرض الوطن، وبدأ اللاعبون الآن يفكرون في مستقبلهم الغامض مع أنديتهم الأوروبية، خاصة أن غيابهم عنها قرابة شهرين قد يكلّفهم فقدان مكانتهم في التشكيلة الأساسية وقد يلزمهم الكثير من الوقت لفرض أنفسهم خاصة أن المعطيات تغيرت في بعض الأندية التي انتدبت مدربين جدد في صورة فولسفورغ الألماني ونانت الفرنسي... عبدون وعنتر يلتحقان بالمنتخب على وقع المشاكل مع نادييهما وتبقى النقطة الوحيدة التي قد تشفع لبعض لاعبينا للحفاظ على مناصبهم هو أداؤهم الراقي في كأس إفريقيا للأمم في صورة حليش، مطمور، بوڤرة أو حتى يبدة الذي أكد في كأس إفريقيا للأمم أن مستواه أكبر من أن يلعب في بورتسموث الذي يعاني في البطولة الإنجليزية، يبقى أكبر لاعبي المنتخب الوطني المهدّدون بالعودة إلى أنديتهم من موقع ضعف هو المدافع عنتر يحيى الذي تحدى مسؤولي نادي بوخوم الألماني ومدربه وأصر على المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم وعدم تفويت أكبر تظاهرة إفريقية رغم المعارضة الشديدة لهؤلاء الذين تخوّفوا كثيرا من أن تتضاعف إصابة عنتر الذي لم يشارك في أية مباراة رسمية مع بوخوم منذ شهر نوفمبر الفارط، وما يزيد متاعب عنتر هو أن نتائج فريقه تحسنت كثيرا في فترة غيابه وبدأ بوخوم يخرج تدريجيا من دائرة الخطر بدليل أنه نجح في العودة بنقطة ثمينة من برلين أول أمس أمام هيرتا برلين وقفز إلى المركز 15، شأنه في ذلك شأن عبدون الذي التحق بتربص “الخضر“ في “كاستولي“ على وقع مشاكله مع المدرب زاكريان الذي تم تعيين ألي بوب خلفا له، وهو ما يعني أن عبدون سيكون مطالبا بتقديم نفسه في أفضل صورة لمدربه الجديد إذا أراد الظفر بمكانة في التشكيلة الأساسية منذ البداية. بلحاج فرض نفسه وڤرانت قد يُعاقبه بطريقته الخاصة لاعب آخر أصبحت مكانته مهددة في فريقه وهو نذير بلحاج الذي قدّم نفسه في أفضل صورة مع ناديه بورتسموث وسجل ثنائية في مرمى ليفربول ثم أرسنال قبل التحاقه بالمنتخب، لكن اللاعب الذي لا يحبه مدربه ڤرانت قد يدفع ثمن غيابه عن بورتسموث غاليا ويجد نفسه مرة أخرى على مقعد البدلاء رغم أنه ضحى بالعروض التي وصلته من بعض الأندية الإنجليزية، كما أن الطريقة التي خرج بها اللاعب من كأس إفريقيا وطرده في مباراة مصر من شأنها أن تؤثر كثيرا في نفسية بلحاج الذي يبقى بحاجة إلى ثقة مدربه واللعب أكثر في “البريمرليغ“ حتى يكون جاهزا في مونديال جنوب إفريقيا شهر جوان القادم ويدخل غمار أكبر تظاهرة عالمية بكافة إمكاناته الفنية والبدنية. عدم تسجيل غزال أي هدف في قد يؤثر في وضعيته في سيينا لم تكن وضعية مهاجم المنتخب الوطني عبد القادر غزال مستقرة مع ناديه الإيطالي سيينا قبل التحاقه بالمنتخب الوطني في تربص “كاستولي“، حيث كان يجد نفسه أساسيا في بعض المباريات ويتركه المدرب كورقة رابحة في مباريات أخرى، وهو ما أثر كثيرا على حسه التهديفي حيث لم يسجل سوى هدفين فقط منذ انطلاق “الكالتشيو“ لذلك فلا غرابة إذا لم يسجل أي هدف في “الكان“، ولو أنّ ما حدث قد يؤثر على مشواره حتى في سيينا لأن المدرب الجديد وضع خطة جديدة وأصبح يلعب بمهاجمين صريحين كما كان عليه الحال في آخر مباراة ل سيينا في البطولة الإيطالية أمام روما والذي عرف فوز زملاء توتي بهدفين مقابل هدف وأزّم وضعية سيينا أكثر في مؤخرة الترتيب. زياني مُطالب بتقديم نفسه إلى المدرب الجديد إذا أراد مكانة أساسية يجد صانع ألعاب المنتخب الوطني الجزائري كريم زياني نفسه في وضعية مغايرة تماما في فريقه فولسفورغ عن تلك التي تركها قبل التحاقه بالمنتخب قبل “الكان“، حيث تمت إقالة المدرب “أرمين فيه“ وتعيين المدرب الأسبق لريال مدريد شوستر، وهو ما يؤكد الأزمة الحقيقية التي يمر بها حامل لقب “البوندسليڤا“ الموسم الفارط حيث سيكون زياني مطالبا بفرض نفسه في التدريبات وتقديم نفسه في أحلى صورة إذا أراد العودة إلى التشكيلة الأساسية بسرعة. للإشارة فإن زياني كانت مشاركته في التشكيلة الأساسية متذبذبة هو الآخر حتى في عهد المدرب “فيه“ الذي كان وراء استقدامه بسبب المنافسة الملتهبة في منصبه. بوڤرة، حليش، مطمور ويبدة قد يعودون مباشرة دون مشكل إذا كان أغلبية لاعبي المنتخب مهدّدون بفقدان مكانتهم في التشكيلة والبقاء في بادئ الأمر على مقعد البدلاء مع أنديتهم فإن هناك بعض اللاعبين الذي يعدون قطعة أساسية في أنديتهم وتركوا فراغا رهيبا في فترة كأس الأمم الإفريقية من المحتمل جدا أن يعودوا مباشرة إلى الفريق الأول على غرار يبدة، بوڤرة، حليش وحتى مطمور وذلك بعد تألقهم بشكل لافت مع المنتخب وتأكيدهم على أنهم مازالوا يحتفظون بكامل إمكاناتهم الفنية والبدنية بدليل العروض التي كانت تصلهم من مختلف الأندية الأوروبية، وخاصة يبدة الذي توحي كل المؤشرات بأنه يقضى موسمه الأخير في بورتسموث وقد يلعب في ناد كبير يتناسب مع طموحاته الموسم القادم بعد انتهاء فترة إعارته.