بكثير من الصراحة تحدث معنا سعيد محامحة صاحب 20 ربيعا عن مشواره الكروي إلى غاية وصوله إلى المنتخب الوطني الأولمبي، الذي يضع فيه قدميه لأول مرة بعدما حمل قميص المنتخب الفرنسي في مختلف أصنافه الصغرى، ويسير على خطى مراد مغني وحسان يبدة للوصول إلى المنتخب الأول الذي يبقى في حاجة إلى خدمات لاعب مثله، خاصة أنه لا يزال شابا ويربطه عقد احترافي مع نادي “ليون“ الفرنسي إلى غاية 2013، حديث محامحة كان شيقا وستلاحظون احترافية هذا اللاعب من خلال إجاباته على أسئلتنا. مرحبا بك في الجزائر سعيد، هل هذه هي أول زيارة لك إلى الجزائر؟ لا أبدا، لقد سبق لي أن زرت الجزائر مرات عديدة رفقة العائلة، وأنا سعيد بعودتي مرة أخرى خصوصا أني الآن لاعب في المنتخب الوطني الأولمبي، أتمنى أن تتكرر زياراتي مستقبلا وبصفة منتظمة للمشاركة مع المنتخب الوطني. ما هو انطباعك وأنت ستلعب لأول مرة للمنتخب الجزائري؟ شعور رائع أن تلعب بقميص المنتخب الجزائري، كانت لدي تجربة سابقة مع المنتخب الفرنسي لكن الأمور تغيرت الآن، هناك شعور مختلف تماما أنا سعيد جدا بهذا الاستدعاء وأتمنى أن أقدم الإضافة المنتظرة مني. هل يمكن أن تكشف لنا كيف تم الاتصال بك؟ تلقيت اتصالا من الناخب الوطني عز الدين آيت جودي بداية الأسبوع ما قبل الماضي، وسألني إن كنت أريد أن أنضم إلى المنتخب الجزائري الأولمبي وقال لي إنه مهتم بيّ، لم أرفض العرض وأخذت وقتي في التفكير، وبعدما استشرت أهلي وأقاربي فاخترت الجزائر عن قناعة وأنا فخور بأني سألعب لمنتخب بلدي الأصلي. هل تطلب منك التفكير وقتا طويلا حتى ترد على طلب آيت جودي؟ لا لم يتطلب ذلك وقتا طويلا، المدرب منحني كل الوقت استشرت أهلي وأفراد عائلتي الذين شجعوني كثيرا على الالتحاق بالمنتخب الوطني، وبعدها اتصلت مباشرة بالمدرب آيت جودي الذي أخبرته بردي، حيث شجعني كثيرا على القرار الذي اتخذته، وأشكره كثيرا على الثقة التي وضعها في. وكيف كان رد فعل مسؤولي نادي “ليون“ على التحاقك ب “الخضر”، وأنت الذي تدرجت في مختلف فئات المنتخب الفرنسي؟ بعدما وضع المدرب آيت جودي أسمي في قائمة اللاعبين الذين سيتم استدعاؤهم إلى هذا التربص، أرسلت الاتحادية طلبا إلى نادي “ليون“ من أجل السماح لي بالحضور خلال التربص الحالي، مسؤولو فريقي فرحوا كثيرا ومنهم المدرب “كلود باويل” الذي هنأني على الدعوة التي تلقيتها لأن المدرب يعرف أنه اختيار شخصي وعن قناعة، بالمناسبة أحييه لأنه ساعدني كثيرا للوصول إلى هذا المستوى، وطلب مني المسيرون أن أبذل مجهودات كبيرة حتى أثبت أحقيتي بهذا الاستدعاء، وأمثل نادي “ليون“ أحسن تمثيل رغم أنني مررت عبر كامل الفئات السنية للمنتخب الفرنسي. نفهم أن علاقتك مع المدرب “بويل“ جيدة، أليس كذلك؟ بلى هذا صحيح منذ قدوم المدرب إلى نادي “ليون“ أعطاني الفرصة لأشارك في عدة مباريات ودية مع الفريق الأول للنادي، حيث لعبت معهم لحد الآن 8 مباريات ودية وهو ما منحني الفرصة لأستمر مع المنتخب الفرنسي الذي كانت تجربتي معه جيدة وأنا فخور باللعب في صفوفه، وهذا ما سمح لي بالاحتكاك مع لاعبين كبار سواء في الفريق الأول “لليون“ أو مع المنتخب الفرنسي. كل ما تقوله يؤكد علاقتك الطيبة مع “بويل“، لكن لماذا لحد الآن لم يمنحك الفرصة للعب مع الفريق الأول في لقاء رسمي؟ أوافقك الرأي لكن هناك أمر مهم ربما قد يتناساه البعض، الفريق الأول ل“ليون” يملك عدة نجوم في وسط الميدان على غرار “يورڤان ڤوركوف”، “تولالون“ وأسماء أخرى، فكيف يمكن للمدرب أن يبقي أحدهم على كرسي الاحتياط ويقحمني بدلهم، في الوقت الحالي لست قلقا من هذا الجانب لأني لاحقا سألعب في الفريق الأول وهو طموحي الأول ولن أتنازل عنه. إلى غاية ذلك ربما الأمر سيطول، فهل يمكنك أن تقبل البقاء في هذه الوضعية؟ لا، أكيد لن أقبل ذلك إذا تطلب الأمر وقتا طويلا، وعندها سأحاول إيجاد حل آخر. تعني أن تلعب لفريق آخر، هل لنا أن نعرف الأندية التي تهتم بضمك إلى صفوفها؟ لا، أعذرني أفضل أن أحتفظ بأسمائها لنفسي. يعني أنك تؤكد عن وجود اتصالات مع أندية أخرى؟ نعم هذا أكيد لم اقل العكس فقط أفضل أن أتكتم عن الأمر إلى غاية اتضاح الأمور. هناك قضية أخرى تتعلق بتأهيلك لدى “الفيفا”، هل يمكن أن نعرف أين وصلت مراحل تأهيلك؟ نعم بالفعل كما يعلم الجميع سبق لي وأن لعبت من قبل مع الفئات العمرية للمنتخب الفرنسي، الآن قمت باختياري وانتهى الأمر لن أعود مجددا إلى المنتخب الفرنسي الذي منحني الكثير حتى أصل لما أنا عليه الآن ولذلك لا يمكن نكران هذا الأمر، لحد الآن لست مؤهلا بعد لكن ذلك سيحدث عن قريب. إذن هذا يعني أنك لم تقم بعد باستخراج جواز السفر الجزائري؟ نعم بالفعل لغاية اللحظة لم أستخرج جواز سفر جزائري، لكن كل هذه الإجراءات سأقوم بها بمساعدة الاتحادية الجزائرية عند نهاية هذا التربص، هذا ما يعني أيضا أنني سأكون مؤهلا لدى “الفيفا” في أقرب الأوقات إذا تم كل شيء بشكل طبيعي. هل يمكن أن تقدم نفسك لقراء جريدة “الهداف”؟ اسمي سعيد محامحة، ولدت في 4 سبتمبر 1990 أي أبلغ من العمر 20 سنة، قامتي 1.70 سم، وزني 65 كلغ، منذ صغري وأنا ألعب في نادي “ليون“ حيث تدرجت في مختلف فئاته العمرية، وهو ما سمح لي بتلقي تكوين جيد ساعدني على اللعب في المنتخب الفرنسي في فئة أقل من 16 سنة ثم في فئة أقل من 17 سنة، قبل اختياري الجزائر كنت قائد منتخب “الديكة” بعدما لعب دورتين لكأس أوروبا وبطولة كأس العالم، إلى أن اخترت منتخب بلدي الأصلي الجزائر لألعب معه، وكما ترى أنا الآن هنا. ما هو منصبك الأصلي الذي تلعب فيه؟ تلقيت تكويني في منصب رقم 8، وهو ما يعني أنني وسط ميدان دفاعي وأشارك في الوقت نفسه في صنع الفرص الهجومية، وهذا هو منصبي الأصلي، لكن عادة ما ألعب وسط ميدان دفاعي وهذا يكون مع الفريق الأول ل”أولمبيك ليون“، حيث يفضل المدرب “بويل“ أن يقحمني لأقوم بدور دفاعي أكثر من خلال استرجاع الكرات من منطقتنا، لكن مع المنتخب الفرنسي وكذا الفريق الاحتياطي لنادي “ليون“ الذي ألعب معه بشكل منتظم، كثيرا ما ألعب وسط ميدان يساهم في صنع الفرص الهجومية، كما أن مدرب المنتخب الفرنسي غالبا ما يعتمد علي صانع ألعاب صريح، المهم أنني أجيد القيام بالمهام الدفاعية والهجومية انطلاقا من وسط الميدان. من أي منطقة بالجزائر تنحدر؟ أنا أنحدر من منطقة سطيف التي كنت أزورها رفقة العائلة. من أي منطقة بالضبط في سطيف؟ من مدينة سطيف بالتحديد. شاركت في أول حصة تدريبية مع المنتخب الوطني (الحوار أجري أمسية الأربعاء)، كيف جرت الأمور بالنسبة لك؟ كل شيء مرّ على أحسن ما يرام، كما رأيتم الحصة انتهت في ظروف جيدة والأجواء التي ميزتها كانت رائعة، تعرفت على زملائي وسأتعرف أكثر على طريقة لعبهم مع مرور الوقت. هل كان اندماجك في المجموعة سهلا؟ بالطبع لم أجد أي صعوبات من هذه الجهة، كما أن معاملة زملائي لي كانت في غاية اللطف، كما أنهم رحبوا بي كثيرا عند وصولي إلى الفندق وإلى غاية الآن كل شيء جيد. هل تكلمت مع المدرب آيت جودي عقب وصولك إلى الفندق؟ بعد الاتصال الذي دار بيننا عقب اختياري اللعب مع الجزائر لم يكن لدينا متسع من الوقت للحديث أطول، كما ترى التحقت بالفندق ليلة البارحة تناولت وجبة العشاء وبعدها صعدت إلى غرفتي لأخذ قسط من الراحة، أما اليوم (يقصد يوم الأربعاء) بعد تناولنا وجبة الغداء جئنا مباشرة إلى الملعب لنتدرب، لكنه أكد لي سعادته برؤيتي مع المجموعة التي وجه لها الدعوة. نرى أن بنيتك الجسدية تشبه نوعا ما بنية كريم زياني، هل يمكن أن نراك تلعب في منصبه يوما ما؟ (يضحك)...ربما، على كل حال، كل لاعب يملك طريقة لعب معينة كما أن منصبه مختلف عن منصبي تماما، لكن هذا لا يعني أنني أرفض أن يكون دوري في الفريق مستقبلا مثل دوره الآن مع المنتخب الأول. نفهم من كلامك أنك لا تفكر في الانضمام إلى المنتخب الأول في الوقت الحالي؟ في الوقت الحالي من الصعب أن أنضم إلى المنتخب الأول، كما لا أريد أن أستبق الأمور ومن الأفضل أن نترك هذا الأمر يأتي في وقته المناسب، هذا طموح أي لاعب وكما قلت لك لن أتنازل عن طموحي مع نادي “ليون“، كما لن أتنازل عن طموحي في اللعب مع المنتخب الجزائري الأول لكن كل شيء في وقته. لنتحدث عن المنتخب الأولمبي، التأهل لأولمبياد لندن لن يكون سهلا هل ترى أن المنتخب قادر على رفع هذا التحدي؟ نعم بكل تأكيد نحن مستعدون لهذه المهمة، رغم أنها ستكون طويلة وشاقة، لكن ذلك لن يمنعنا من أجل الدفاع عن فرص تأهلنا إلى أولمبياد لندن2012 التي تعتبر دورة مهمة في مشوار أي لاعب شاب، لأن ذلك سيمنحنا إمكانية اللعب أمام أقوى المنتخبات العالمية للفئة نفسها، ولهذا فإن المنتخب يملك مجموعة من اللاعبين الشباب الذين سيثبتون أنهم يشكلون منتخبا قويا. تنتظركم مقابلة ودية أمام المنتخب القطري، هل تعتقد أنك ستشارك أساسيا فيها؟ أتمنى ذلك لكن الأمر ليس بيدي حتى أجيبك عن هذا السؤال، كل ما في الأمر أنني سأحاول استغلال الفرصة التي ستمنح لي، من أجل إثبات قدراتي والظفر بمكانة أساسية في المستقبل. كلمة أخيرة للجمهور الجزائري الجمهور الجزائري أصبح حديث العام والخاص في فرنسا بعد تأهل المنتخب الأول إلى كأس العلم، إنه شيء رائع أن تلعب في أجواء حماسية، كما أحيي كل الجمهور الجزائري، وأتمنى أن أعيش اللحظات التي عاشها لاعبو المنتخب الأول بعد تأهلهم إلى جنوب إفريقيا.